غالبية الفنلنديين يؤيدون الانضمام للناتو خوفاً من مصير أوكرانيا
الحرب الروسية – الأوكرانية، أدت إلى تداعيات عديدة في أنحاء كثيرة من العالم، ومنها فنلندا، فقد شهد الرأي العام الفنلندي، للمرة الأولى، تحولاً غير متوقع، تمثل في أن أغلبية الفنلنديين، أصبحوا يميلون إلى انضمام بلدهم إلى حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، حسبما أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية الأربعاء.
وأوضح الاستطلاع أن أكثر من 50 % يؤيدون الانضمام للناتو، بعدما كانت نسبة التأييد لا تتجاوز 28 % فقط في منتصف يناير المنصرم، كما تمت الدعوة إلى تنظيم استفتاء حول الأمر، وتم جمع الـ 50 ألف توقيع لمناقشة ذلك في البرلمان الفنلندي.
53 % يؤيدون الانضمام
وكشف استطلاع للرأي، أجرته القناة العمومية الوطنية الفنلندية “YLE”، في الفترة بين 23 – 25 فبراير المنصرم، أي مع بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، عن تحول في الرأي العام الفنلندي، حيث أيد 53 % انضمام بلدهم (5.5 مليون نسمة) إلى الناتو، مقارنة بـ 28 % فقط في منتصف يناير المنصرم.
دعوة إلى الاستفتاء
وكان مواطنون فنلنديون، يؤيدون إجراء استفتاء على انضمام فنلندا إلى الناتو، قد تمكنوا في غضون 5 أيام فقط، من جمع 50 ألف توقيع لازمة لمناقشة القضية في البرلمان الفنلندي، وتم ذلك في 26 فبراير الفائت.
ويرى هؤلاء أن الانضمام إلى الحلف «سيعزز بشكل كبير مصداقية الدفاع الفنلندي، وسيجعل أي إجراء تتخذه قوة أجنبية أكثر تكلفة، وأكثر خطورة، مما هو عليه اليوم».
مشاورات سياسية
وفي هذا السياق، جمعت رئيسة الوزراء الفنلندية الاشتراكية الديمقراطية، سانا مارين، الثلاثاء، قادة جميع الأحزاب في البرلمان، لمناقشة السياسة الأمنية، والنقاش المتزايد حول الانضمام للناتو، وأعلن المشاركون بالاجتماع إن تنظيم استفتاء في الوضع الحالي «لم يكن الحل الأفضل».
ولفتت مارين إلى أن «خيار الناتو»، الذي تم تضمينه في برنامج تحالفها مثل كل التحالفات السابقة منذ التسعينيات، يعني أنه «يمكن لفنلندا تغيير رأيها بشأن الانضمام إلى الناتو، إذا تغيرت البيئة الأمنية بشكل كبير»، مضيفة أن «ذلك قد حدث الآن، لكن المسألة تحتاج إلى التعامل معها بحذر، وأن حكومتها لا تبني قراراتها على استطلاع رأي».
وفي اليوم السابق، قال رئيس جمهورية فنلندا، سولي نينيستو «يجب أن نتذكر أنه من السهل الشعور بأن الانضمام إلى الناتو سيضمن الأمن الكامل، ولكن علينا أيضا التفكير في الإجراءات المضادة».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة، إن «انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو ستكون له عواقب عسكرية وسياسية خطيرة، الأمر الذي سيجبر روسيا على اتخاذ إجراءات وقائية».
اختفاء أسس سياسة الاستقرار
وفي المقابل، ذكَّرت وزيرة الخارجية الفنلندية، بيكا هافيستو، في هلسنكي، بأن هذه التصريحات “ليست جديدة، ولا تشكل في حد ذاتها تهديدا عسكريا، إذ أدلى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بتعليقات مماثلة في الماضي، كما فعل ذلك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارة إلى فنلندا في يوليو 2016.
ونقلت الصحيفة عن مدير معهد الشؤون الدولية في هلسنكي، البروفيسور ميكا ألتولا، قوله «ما تغير هو»انهيار العلاقة مع روسيا، واختفاء الكثير مما بنيت عليه سياسة الاستقرار الفنلندية، وحان الوقت للتفكير في الأسس”.