دراسة تثبت أن لا حاجة لتحديث اللقاحات لاستهداف أوميكرون
تشير دراسة جديدة أجريت على الرئيسيات غير البشرية (القرود والشمبانزي) إلى أنه قد لا تكون هناك فائدة من تحديث لقاحات «كوفيد–19» لاستهداف متغير «أوميكرون» في هذا الوقت.
ويُظهر العمل الذي أجراه علماء في مركز أبحاث اللقاحات التابع للمعاهد الوطنية للحساسية والأمراض المعدية بأميركا، واستخدم لقاح مُرخص من شركة «موديرنا»، ولقاح مُعزز يعتمد على متغير «أوميكرون»، أن الحيوانات المعززة باللقاح الأصلي لديها مستويات مماثلة من الحماية ضد الأمراض في الرئتين، كما فعلت الرئيسيات التي تلقت تعزيزاً محدثاً بناءً على سلالة «أوميكرون».
وأظهرت دراسة الدم المأخوذ من الحيوانات، أن العديد من الاستجابات المناعية القابلة للقياس، مثل مستويات الأجسام المضادة المعادلة -على سبيل المثال- لم تكن مختلفة اختلافاً جوهرياً، بغض النظر عن الجرعة المنشطة التي أُعطيت لها؛ سواء كانت من اللقاح القديم أو المحدَّث.
تم نشر الدراسة على موقع ما قبل طباعة الأبحاث «biorxiv» يوم الجمعة الماضي، ولم تخضع بعد لمراجعة الأقران.
ويقول روبرت سيدر، رئيس قسم المناعة الخلوية بمركز أبحاث اللقاحات، والباحث الرئيسي، إن النتائج مماثلة لتلك التي توصلت إليها دراسة أجرتها المجموعة العام الماضي، عندما قارن الباحثون جرعة معززة تعتمد على البديل «بيتا» مقارنة باللقاح الحالي. وفي هذه الحالة أيضاً، اقترحت البيانات التي تم الحصول عليها في الرئيسيات، أن التعزيز باستخدام اللقاح الأصلي كان فعالاً في حماية الرئتين مثله مثل المعزز الذي يعتمد على متغير «بيتا» (هذا النوع من المتحورات الذي تم رصده لأول مرة في جنوب أفريقيا، ولم ينتشر على مستوى العالم).
ويضيف سيدر، في تقرير نشره موقع «ذا ستيت» الصحي، في 4 فبراير (شباط) الجاري، أن هناك حاجة لإجراء دراسات على الأشخاص للتأكد من صحة النتائج؛ لكن في هذه المرحلة لا يبدو أن سلالة اللقاح بحاجة إلى التحديث.
ويقول جون مور، عالم الفيروسات في كلية طب «وايل كورنيل» في مدينة نيويورك، إن هذه النتائج، جنباً إلى جنب مع العمل السابق على المعزز القائم على «بيتا»، تشير إلى أن اللقاح الحالي يولد استجابات واقية. ووفقاً لذلك، قد يكون التغيير بجرعة معززة من لقاح محدث غير ضروري.
ويضيف: «يتوقع أن التجارب البشرية التي تجريها شركتا (فايزر) و(موديرنا) لاختبار جرعة معززة من لقاح محدث قائم على (أوميكرون)، ستظهر الشيء نفسه».
ووافقت أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات التاجية في قسم اللقاحات والأمراض المعدية بجامعة «ساسكاتشوان»، على توصلت إليه الدراسة، رغم تحذيرها من أن هذه النتائج تستند إلى عدد صغير من الحيوانات.
وقالت: «أعتقد أنه سيتعين علينا انتظار نتائج التجارب البشرية، لمعرفة ما إذا كان هناك اختلاف في العالم الحقيقي على مستوى السكان».
ومع ذلك، أوضحت راسموسن أنها لم تتفاجأ بالنتائج، قائلة إنها تتفق مع ما شوهد خلال موجة «أوميكرون».
وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني: «المعززات الحالية توفر حماية محسَّنة (لكن غير كاملة) ضد العدوى، واستناداً إلى هذه البيانات، لا يبدو أن معززاً خاصاً بـ(أوميكرون) سيحسن ذلك كثيراً».
وتشير الورقة البحثية إلى أن البيانات تكشف عن أن اللقاح المستند إلى «أوميكرون» لن يكون مثالياً إذا تم إعطاؤه بمفرده؛ لأن «أوميكرون» قد لا يولد المستوى نفسه من الحماية التبادلية، مثل سلالة اللقاح الأصلية.
وإذا استمر الفيروس في التطور من «أوميكرون»، فقد يكون استخدامه في اللقاح في مرحلة ما أمراً منطقياً، على حد قول كبير المؤلفين روبرت سيدر، ولكن إذا عاد «دلتا» أو الإصدارات السابقة الأخرى من الفيروس إلى الظهور، فقد لا يكون الأشخاص محميين جيداً بلقاح قائم على «أوميكرون»، كما هو الحال في اللقاح الحالي.