نزار العوصجي: نحن هنا.. هل من منازل؟
بفعلكم قلتم مالم تنبت به الشفاه ، بحرفية عالية سحبتم البساط من تحت اقدام العاجزين ، بالقرائن والوقائع تحديتم اعداء الوطن بعيداً عن المزايدات والادعائات ، بذلك تكونوا قد رسمتم صورة الغد المشرق دون ان تمسكوا بفرشاة ، فلا خوف عليك ولا هم يحزنون ..
نعم ياوطني ، هؤلاء هم رجالك ياعرق العز والشموخ ، يظهر نقاء معدنهم الثمين عند الشداد ، ليصدحوا بصوت واحد لييك ياعراق ، لبيك ياعز العرب وفخرهم ، لبيك يارمح العروبة وحامي مجدها ..
لازال اتحاد النخب والاكاديميين العراقيين وليداً بقياسات الزمن ، لم يتجاوز من العمر عاماً ونصف ، الا ان وقعه تجاوز عمره بسنين وسنين ، فخرج بذلك عن المألوف والمعتاد ، واثبت ان المنازلة هي المقياس ، فهاهي حناجر الشجعان تصدح ، ها نحن هنا ، هل من منازل ؟ نحن سيوف مجربة ، معدنها لا يصدء ، ديدنها التحدي ، حاضرةً للمنازلة في كل وقت وحين ونحن اهلً لها ..
نعم انهم اليوم يجسدون ذلك باصرار ، فيثبتوا صواب ما نظمه شاعرنا العربي ابا تمام رحمه الله :
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ
في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ
في مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ
وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً
بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما
صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ
تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً
لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ
لقد قبلوا التحدي منذ اليوم الاول لولادة اتحادهم الفتي ، واظهروا شجاعة قل نظيرها في هذا الزمان ، ذلك لانهم مؤمنون لا مدعون ، منتجون لا مستهلكون ، بناةً للمستقبل الافضل لا هدامون للحضارة ، ليس من طبعهم الخنوع او الاستسلام ، يقبولون التحدي والمنازلة في كل حين و أوان ، يرسمون صورة الانتصار قبل ان ييدء النزال ، واثقون من ان النصر الحتمي حليفهم لا محالة ، وامره محسوم لصالحهم ولغيرهم يعد استحالة ، وان الهزيمة و الانسحاب في قاموسهم لا محل لها من الاعراب ، لذا من حقهم ان يفتخروا وان يتفاخروا ..
بالامس اختتموا اعمال مؤتمرهم الاقتصادي الدولي الاول ، شهدنا فيه المنازلة بشرف ، فكانت اشبه بصولة لفرسان الحق ، وها هم اليوم يعدون العدة لمنازلة اخرى لا تقل صعوبةً عن سابقتها ، يعقدون العزم على اقامة مؤتمرات اخرى في كافة المجالات التي تخدم وطننا العزيز وشعبه الصابر المجاهد ، من هنا وجب القول : الا تكلون ، الا تملون ، افلا تهدئون ، كأنكم تريدون ان تسابقوا الزمن بخطى متسارعة نحو الغد الافضل ، لتثبتوا انكم الاقدر والاجدر على ادارة دفة سفينة الوطن ، وقيادتها الى بر الامن و الامان وتجنيبها الغرق المحتوم ، الذي تلوح معالمه يوماً بعد يوم ، بذلك ينطبق عليكم قول الشاعر : واثق الخطوة يمشي ملكً ، فهنيئاً لكم بالعراق وللعراق بكم ، سيروا وعين الله ترعاكم …