أخبار الهجرة

الرئيس البرتغالي يشدد على موقف البرتغال الثابت ضد الإرهاب والهجرة السرية

بحث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس (الثلاثاء)، في العاصمة البرتغالية (لشبونة)، خلال محادثات مع رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا، تطوير التعاون الاقتصادي الثنائي، ومحاربة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب بمنطقة المتوسط. وأدرجت الرئاسة البرتغالية، زيارة تبون، التي بدأت أمس (الاثنين)، في إطار «تعميق العلاقات الثنائية الممتازة».

وصرح تبون للصحافة بعد نهاية الاجتماع، الذي جرى بالقصر الرئاسي، وفق ما بثه التلفزيون الجزائري، بأنه «تحدث مع نظيره البرتغالي مطولاً عن الأوضاع في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء، والوضع في الأراضي الفلسطينية، وما يجري في أراضي أوكرانيا بين روسيا الصديقة وأوكرانيا الصديقة». وقال إنه «يتمنى أن تحقق العلاقات بين البلدين قفزة في كل الميادين، حتى في الرياضة»، مشيراً إلى أن مباحثاته مع الرئيس دي سوزا «كانت مثمرة وصريحة وصادقة، وعكست حقيقة عمق العلاقات السياسية، وسمحت بتعزيز التشاور السياسي المنتظم، المعبّر عن الشراكة متعددة الجوانب التي تجمع الجزائر والبرتغال في بيئة إقليمية ودولية معقدة».

من جهته، أكد الرئيس البرتغالي أن الزيارة «ستسمح بتعميق وتقوية التعاون الاقتصادي بيننا في الطاقات المتجددة والسياحة والتعليم. كما أننا سنفتح صفحة جديدة من التعاون في المجالات الدبلوماسية، والأمن القومي»، مشدداً على «موقف البرتغال الثابت ضد الإرهاب والهجرة السرية، وضرورة التعاون مع القارة الأوروبية ضد جميع هذه الظواهر».

ويرافق تبون في الزيارة، التي تدوم 3 أيام، عدد كبير من رجال الأعمال الذين سيشاركون مع مستثمرين برتغاليين في «منتدى الأعمال الجزائري – البرتغالي»، الذي ينظم خلال الزيارة، والذي سيتناول فرص الاستثمار في قطاعات الطاقة، والصناعات البتروكيماوية والمؤسسات الناشئة، والسياحة، والصناعة.

وحكومياً، يوجد ضمن وفد الرئيس، وزراء الطاقة والمناجم، والصناعة والإنتاج الصيدلاني، والتجارة وترقية الصادرات، والأشغال العامة والمنشآت القاعدية، واقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة.

وأكدت «وكالة الأنباء الجزائرية» أن قيادتي البلدين «تسعيان إلى توطيد العلاقات الجيدة في المجالين السياسي والدبلوماسي، والارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي إلى آفاق أوسع»، مشيرة إلى أن للجزائر والبرتغال «أهمية كبيرة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تطبع الثقة المتبادلة التعاون بينهما، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وفي مجال الأمن والاستقرار في المنطقة»، لافتة إلى «دورهما في إرساء علاقات حسن الجوار بين الدول والشعوب».

كما أوضحت الوكالة أن نظرة البلدين «متقاربة بخصوص مختلف المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما يتقاسمان المبادئ الدبلوماسية نفسها، القائمة على مبدأ الاحترام المتبادل والندية واحترام إرادة الشعوب، لا سيما أن البرتغال أدرجت في دستورها مبدأ (حق الشعوب في تقرير مصيرها)، كما يسهم البلدان في تطوير التنسيق السياسي والأمني والتشاور، في إطار منظمات التعاون الإقليمي، ويشتركان في منتديات مشتركة، من بينها مجموعة (5 + 5)».

يشار إلى أنه في الوقت الذي تشهد فيه علاقات الجزائر مع البرتغال انتعاشاً، تدهورت علاقاتها مع إسبانيا الجارة، بشكل لافت، منذ مارس (آذار) 2022، وذلك على أثر إعلان مدريد دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، حيث أوقفت الجزائر التجارة مع إسبانيا، مبدية تذمراً مما اعتبرته «خروج القوة الاستعمارية السابقة لإقليم الصحراء عن حيادها من النزاع». كما علقت «معاهدة الصداقة وحسن الجوار»، التي وقعتاها في 2002، ورفضت مسعى الاتحاد الأوروبي لطي الخلاف، ما لم ترجع مدريد عن موقفها.

وليل الاثنين، أكد تبون خلال لقائه أفراداً من الجالية الجزائرية في البرتغال أن بلاده «كانت على شفا حفرة من الانهيار، لولا الوقفة الوطنية للشعب الجزائري في الحراك المبارك، الذي سار بالجزائر إلى الانتخابات، وأبعد العصابة».

وكان الرئيس تبون يشير بذلك إلى مظاهرات ضخمة قامت في 22 فبراير (شباط) 2019 ضد النظام، وقادت إلى استقالة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أبريل (نيسان) من العام نفسه، وسجن أبرز الشخصيات الحكومية، التي يشار إليها في الخطاب الرسمي بصفة «العصابة».

أ.ف.ب

زر الذهاب إلى الأعلى