تدوينات مختارة

هيام الفضلي : لا حسيب ولا رقيب في مواقع التواصل الاجتماعي

ما يحدث من رسم لأحلام اثيرية تؤدي الى ما لا يحمد عقباه في البحث عن من يملأ الفراغ او لسد رغبات لا يوجد من يشبعها, والأسباب كثيره .

اليوم كل المجتمعات تعاني من هذه المشاكل التي أصبحت بمثابة ملاذ للطرفين ( المرأة والرجل) على حد سواء ، والدراسات الحديثة كشفت عن اثار الوسائل التقنية الحديثة على طبيعة العلاقات بين الزوجين حيث يلجأ احدهما الى المحادثة عبر هذه التقنيات الحديثة بتفريغ كل ما يتعلق بالعلاقة الزوجية وبأدق التفاصيل ، وما كان وراء هذا اكثر من كونه سد فراغ اودى الى شن هجوم على الذات او انتقام من الطرف الاخر او اثبات إمكانيات مكبوته. ومن أهمها هو إهمال احد الطرفين للاخر , ولا اريد ان القي اللوم على احد منهما بل كلاهما، ولا انوي تسليط الضوء على الخيانة  من قبل الرجل لزوجته كسبب رئيس، بل اتحدث بشكل موضوعي..  لان بقناعتي ان الخطأ لا يردعه خطأ اكبر، ولا يجب اعتباره انتقام بل سيكون بمثابة انغماس بما هو اسوء .

وبناء على ما اسلفنا تم طرح الموضوع على حالات مرت بمشاكل من هذا النوع لنعرف ردود الفعل وما ترتب عليها فيما بعد ونعرض عن المخاطر التي نستطيع من خلالها عرضها وذلك لغرض التوعية، وما فيه من صالح عام، نحاول الحد من ما قد يضر الاسرة .. وللبيوت اسرار ولاننا نحترم قدسية الاسره فلن يكون ذكر اسماء وانما فقط عرض القصص التي استعرضناها من اشخاص مروا حقا في مثل هذا النوع من المشاكل .

المشكلة الاولى التي تحدثت فيها مع صاحب العلاقة هو رجل متزوج ولديه بنت واحدة اكتشف ان زوجته عن طريق الصدفة بان لها علاقة جنسية مع شاب اصغر منها، وبما انه يعمل ليلا في مجال الطب اكثر اوقاته، ويعمل في عيادته الخاصة في الايام العادية ترتب عليه اهمال للزوجة ..في حين ان الزوجة تعمل ايضا في مختبر للتحاليل من الصباح حتى فترة الظهيرة ثم تعمل في المنزل وتقوم بتدريس ابنتها الوحيدة حتى تنتهي مساء من كل مسؤولياتها وتنتظر زوجها الطبيب في المساء…الا ان الزوج في العيادة يداعب الممرضة تاركا الزوجة حيث لا يرد على اتصالاتها على اساس ان العيادة يرتادها المرضى بعد السابعة مساء ، على سبيل استقبال مرضى بالمجان، اي انه يعمل لاخرته..  وكانت الزوجه تعزي نفسها وتصبرها على هذا الاساس حتى طالت المدة على هذا الحال لشهور حيث لم يعد ياتي الى البيت بعض الايام. قامت الزوجة بالتقصي بطريقة ما وكشفت المستور، فقررت الصمت وكبحت جماح الغضب والغيره القاتلة فإرتادت وسائل التواصل الاجتماعي حتى عالجت الخطأ بخطأ اكبر فينكشف الامر عن طريق العشيقة حيث تجد صور زوجة الطبيب في هاتف اخيها بصوره خلاعية..لم تكذب خبرا فنقلت الصور لهاتفها واشترت شريحه جديده ونقلت للطبيب ( عشيقها) صور زوجته لهاتفه النقال!!!

بعد المواجهة والصراعات والفضيحة علم كل منهما اين مصدر الخطأ من كلاهما ولكن طبعا استقر الامر على الانفصال وبدت نزاعات اخرى على حضانة البنت …… والخ

فتاة في عمر العشرينات تعيش مع والدتها تحت رعاية الاخوال.. اضطهاد ومعيار تحركات محسوب  وتشدد وتسلط علهما والفتاة تشكو ذلك للسيد الوالد فاما يغلق السماعة او يبدأ بالصريخ ان لا علاقة له بالامر.. والام تدافع عن ابنتها دون ان تعطي الحق لاي احد بمحاسبة ابنتها حتى انها نشأت في منزل به ابنت خالتها اليتيمة الاب..  بدأت الحكاية بالتواصل الاجتماعي والتعرف على الشباب والبنات فوصلت علاقة القرابة هذه بين بنات الخالة الى علاقة جنسية.. كشفت الموضوع  بعد فترة الخالة التي تعيش في مسكن لوحدها مع زوجها ولم تتحدث الخالة مع احد لحل هذه المشكلة اولم يصدر منها  اي اجراء او ردة فعل  ممكن يتخذ ازاء هذه المشكلة فوصل الامر لطمع الخالة بتزويجهن ثم تسريحهن وهن متزوجات  وعن طريق النت ايضا…

كل ذلك سرد لي من اصحاب العلاقة..او احد  ابطالها .وقد اختصرت القصص اعلاه  لنصل الى لب الموضوع وكما اشرت اعلاه ان الموضوع لا يقتصر على الخيانة الزوجية من قبل الرجل بل ان الانحلال المجتمعي الذي نعيشه بسوء استخدام التقنية الحديثة ولاغراض تؤدي الى الفساد والتفكك الاسري , حيث لازالت العجلة تدور باستمرار بسقوط الضحايا .

لا اسأل من هو المسؤول، بل اقول كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته ولكل سوء تصرف اناني يخلف وراءه تضحيات لا طائل لها .. واللجوء  لملئ الفراغ العاطفي للرجل والمرأة والابناء على حد سواء يشغله الالتفات الى التهلكة .

 

 

مدونة مقيمة في السويد

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى