عراقيون وايرانيون عادوا سباحةً إلى فرنسا يتأهبون لعبور القنال الإنجليزي ثانية للوصول الى بريطانيا
تقف مجموعة من العراقيين والإيرانيين قرب النار داخل موقع مخيم في “دنكيرك”، تحت طقس بارد تكاد حرارته تصل إلى درجة التجمد.
إنهم لا يريدون أن يكونوا في فرنسا، بيد أنهم هنا، في مخيم مؤقت بالقرب من خطوط سكة حديدية قديمة في ضاحية “غراند سينث”، بعد أن أجبرتهم محاولات فاشلة في عبور القناة الإنجليزية [القنال الإنجليزي]، على العودة سباحةً إلى الشاطئ الفرنسي، وقد حدث ذلك معهم أربع مرات، وفق ما ذكر أحدهم.
وأثناء انتظارهم فرصةً كي يحاولوا العبور مرة أخرى، فإنهم يخيمون في “غراند سينث” داخل موقع أصبح شهيراً بين المهاجرين منذ أن فككت الشرطة الأسبوع الماضي معسكراً قريباً من ذلك الموقع، كان يؤوي ما يزيد على 1000 شخص.
لقد نصبت الخيام في صفوف يضم كل منها خيمتين أو ثلاثاً على امتداد مساحة ضيقة من الأرض، تتموضع بين خطوط سكة حديدية قديمة من جهة، وطريق مجاور من جهة أخرى.
وتتراقص ألسنة النار، وتتصاعد سحب الدخان في أنحاء المخيم، صبيحة يوم سبت بارد تقترب فيه الحرارة من درجة التجمد.
وفي معرض وصفها حياة ذلك المخيم، تخبر شابة عراقية صحيفة “اندبندنت” ما مفاده أن “حياة الناس سيئة للغاية فيه”. وتضيف، “ليس هناك بيوت، والجو بارد للغاية. ونحن لا نأكل”. وتتابع ضاحكة، “ليست هناك حمامات للاغتسال”.
وكذلك يبدأ آخرون من أعضاء المجموعة في سرد الأشياء التي يفتقدونها في المخيم، بما في ذلك الأموال والملابس. ويشير أحد الشباب إلى أنه “لا يوجد أي شيء”.
وعلى نحو مماثل، يورد علي، وهو مراهق كردي، في سياق أجرته معه “اندبندنت” في موقف باص على طريق رئيس قريب، أنه يبحث عن كيس نوم قبل أن يتوجه إلى موقع المخيم. لقد جاء إلى أوروبا مع شقيقه الذي جاء من إيران التي يشير إلى أنها خطيرة بالنسبة إلى بعض الأشخاص، بمن فيهم أفراد “مجتمع أل جي بي تي +” LGBT+ (مثليون ومزدوجو الميل الجنسي والمتحولون جنسياً ومغايرون في التوجه الجنسي) الذي ينتمي إليه.
واستطراداً، يأمل علي أن يكون الوضع أكثر أماناً في إنجلترا، حيث يعيش والداه. ويستطيع فعلاً التحدث بالإنجليزية.
وضمن حديثه مع “اندبندنت”، يفيد علي (18 عاماً)، أنه مكث مع أخيه خمسة أيام كاملة على متن قارب من دون طعام أو مكان للجلوس، من أجل الوصول إلى أوروبا، وكذلك يذكر أن بيلي إيليش من مطربيه المفضلين.
وكذلك يفكر الأخوان حالياً في ركوب قارب آخر إلى إنجلترا، ما يعتبره علي الخيار الأرخص. ويوضح، “لقد أنفقنا كل المال الذي كان معنا. والآن لم يعد لدينا كثير من المال”. ويردف، “علينا أن نذهب إلى إنجلترا بواسطة قارب”.
في سياق متصل، ينقل مهاجرون آخرون في شمال فرنسا إلى “اندبندنت” أنهم يشعرون بعدم وجود خيار آخر لديهم سوى محاولة الوصول إلى إنجلترا من طريق البحر، حتى لو عرض ذلك حياتهم للخطر لأنه سيوفر لهم الفرصة الأفضل في بدء حياة جديدة.
في هذه الأثناء، أطلقت مجدداً مناشدات تطلب توفير طرق آمنة إلى إنجلترا في أعقاب تحطم القارب الذي أودى بحياة 27 شخصاً بمن فيهم ثلاثة أطفال، في وقت سابق من هذا الأسبوع. ومن بين أول أسماء الضحايا التي جرى الكشف عنها في ذلك الحادث، برز اسم مريم نوري حمدامين (20 عاماً)، التي أرادت الوصول إلى المملكة المتحدة كي تكون مع خطيبها هناك.
اندبندنت