آراء

روبيرت ملحم: بلاسخارت تصفع الإطار التنسيقي

فجأة غيرت رأيي في كتابة المقالة التي كنت اصلا قد بدأت بكتابتها منذ يومين بعد متابعتي لإحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس – بلاسخارت المقدمة الى مجلس الأمن اليوم الثلاثاء 23 تشرين الثاني 2021 ومباشرة من العاصمة بغداد وعبر تقنية الفيديو وبقولها : بالنظر لأهمية الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فضلاً عن التطورات السياسية والأمنية منذ إجرائها، سيكون تركيز إحاطتي اليوم بشكل رئيسي على أوضاع الانتخابات وما تلاها.
قدمت الممثلة الاممية في العراق بلاسخارت احاطة لمجلس الأمن حول نتائج الانتخابات التشريعية الاخير بعد لقاءات جمعتها مع قيادات الإطار التنسيقي الرافض بشكل قطعي لنتائج الانتخابات كل على حدا وسمعت منهم حجج الرفض واستلمت الأدلة الدامغة التي تثبت عمليات التزوير في عدد كبير من مراكز الاقتراع حسب ادعائهم.
الا ان بلاسخارت لم تقتنع بالاثباتات التي قدمها الإطار التنسيقي بشأن تزوير الانتخابات قطعا، لا بل أكدت بلاسخارت على الشعب العراقي ان يفتخر بهذه الانتخابات كما طالبت السلطات العراقية وجميع الأطراف الاعتراف بنتائج الانتخابات، وكما صرحت بذلك السلطة القضائية العراقية، لا دليل على وجود تزوير ممنهج لحد اللحظة، ومن مصلحة العراق هو الحفاظ على العملية الديمقراطية ولا يجوز إخراجها عن مسارها تحت ظرف العنف واعمال غير قانونية مؤكدة ان التهديد بالعنف سيؤدي إلى نتائج سلبية على الشعب العراقي، وفي هذه الفترة الحرجة العراق بحاجة إلى قيادة حكيمة والتزام بالمسار السياسي والحوار هو السبيل الوحيد لحل الازمة.
وفي وقت سابق دفعت الاحزاب والفصائل الخاسرة في الانتخابات انصارها في احتجاجات أمام بوابات المنطقة الخضراء لعدة ايام مما أدى إلى صدام مباشرة مع القوات الأمنية والمعنية بحماية المنطقة كونها تحتوي على مقار البعثات الدبلوماسية وابرزها السفارة الأمريكية بالاضافة الى الدوائر الحكومية من جهة، وكونها تعد عش للقيادات السياسية الحاكمة التي تسكن فيها بعيدة عن باقي مناطق العاصمة بغداد من جهة اخرى. 
هذه الأحداث وابرزها عملية اغتيال فاشلة باستهداف منزل رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ( مصطفى الكاظمي ) دفعت الممثلة الاممية بلاسخارت بتحرك سريع ومباشر والتي حلت في ضيافة كل من ( عمار الحكيم ) رئيس تيار الحكمة، و ( قيس الخزعلي ) قائد ميليشيا عصائب اهل الحق و ( هادي العامري ) قائد ميليشيات بدر والقيادي في الحشد الشعبي بشل منفرد والاستماع من جميع الأطراف اعتراضاتهم وعدم القبول بنتائج الانتخابات حسب الاثباتات التي قدمت لها في وقت سابق.

زر الذهاب إلى الأعلى