“بريكست” عاد بالفائدة على المهاجرين.. الوصول إلى بريطانيا بات سهلا
قال اللاجئون الذين يعيشون بشمال فرنسا إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سهل عليهم الوصول إلى المملكة بقوارب صغيرة حيث تبين أن أعدادا قياسية من الأشخاص عبروا القنال في يوم واحد.
وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، على الرغم من تدهور الأحوال الجوية ومحاولات حكومة المملكة المتحدة لردعهم، عبر القنال 1185 شخصا يوم الخميس، وفقا لوزارة الداخلية.
وقال اللاجئون الذين فروا من مجموعة متنوعة من مناطق الصراع، بما في ذلك السودان وأفغانستان وإيران والعراق وإريتريا، لصحيفة “الغارديان” إنهم يعتقدون بحقيقة أن المملكة المتحدة لم تعد جزءا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يجعلها “أكثر جاذبية للمخاطرة”، لأنه لا يمكن إعادتهم إلى دول أوروبية أخرى، بموجب تشريعات الاتحاد.
وفي أكتوبر 2020، قال بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيمكن بريطانيا من استعادة “السيطرة الكاملة على الأموال والحدود والقوانين”.
وتلفت الصحيفة إلى انخفاض العدد الإجمالي للأشخاص الفارين من الصراع وطالبي اللجوء في المملكة المتحدة إلى 31115 في الأشهر الـ 12 الماضية، إلا أنه بالمقابل لوحظ ارتفاع في عدد الذين يعبرون من فرنسا إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة بشكل حاد منذ انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.
في السابق، عندما كانت المملكة المتحدة جزءا من الاتحاد الأوروبي، بموجب اتفاقية تُعرف باسم دبلن، كان بإمكان المملكة المتحدة أن تطلب من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى استعادة الأشخاص الذين يمكن اثبات أنهم مروا عبر دول الاتحاد الآمنة قبل الوصول إلى المملكة المتحدة.
وبفضل الاتفاقية، كان المسؤولون في بريطانيا قادرين على الوصول إلى قاعدة بيانات بصمات الأصابع الخاصة باللاجئين، وبعد بريكست لم يعد ذلك متاحا أمامهم، ولم يعد بإمكانهم طلب ترحيل اللاجئين إلى الدول التي توجد لديهم بصمات فيها.
لم تبرم المملكة المتحدة حتى الآن أي اتفاقيات ثنائية مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لتمكينها من تكرار اتفاقية دبلن وبالتالي لا يمكن ترحيلهم (اللاجئين) إلى دول أخرى، وفقا للصحيفة.
وأجرت الصحيفة مؤخرا مقابلات مع العشرات من طالبي اللجوء في مخيماتهم بشمال فرنسا. كان الكثير منهم يعانون من سوء التغذية والضعف وفي حالة يائسة وفروا من مجموعة متنوعة من مناطق الصراع. سافر بعضهم عبر ليبيا حيث تم احتجازهم والاتجار بهم.
وقال شاب سوداني يبلغ من العمر 19 عاما وموجود حاليًا في كاليه بفرنسا: “نعتقد أننا لن نكون بأمان ما لم نتمكن من الوصول إلى المملكة المتحدة. هنا تقوم الشرطة الفرنسية بضربنا وطردنا كل يوم من الأماكن التي ننام فيها في العراء. أعتقد أنه بمجرد وصولي إلى المملكة المتحدة سأكون بأمان أخيرًا. لم تعد هناك دبلن، ولم تعد هناك بصمات أصابع”.
وقال رجل كردي ذكر اسمه نافيد، وينام في خيمة في دونكيرك، إن عائلته توصلت إلى ترتيب مع المهربين لدفع ثمن عبوره في قارب صغير.
وأضاف: “الجميع هنا يقولون لي إنه بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أصبح من الأسهل بكثير العثور على الأمان في المملكة المتحدة”.. آمل أن أتمكن من العبور دون أن أفقد حياتي وأن أجد مستقبلًا آمنًا في المملكة المتحدة”.
من جهته قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: “لقد سئم الجمهور البريطاني من رؤية الناس يموتون في القنال بينما تستفيد العصابات الإجرامية القاسية من بؤسهم، وستعمل خطتنا الجديدة للهجرة على إصلاح النظام المعطل الذي يشجع المهاجرين على القيام بهذه الرحلة المميتة. يجب على الناس طلب اللجوء في أول بلد آمن يصلون إليه – بدلاً من القيام برحلات خطرة إلى المملكة المتحدة. هذا هو السبب في أنه ستكون لدينا قواعد معمول بها لجعل طلبات اللجوء غير مقبولة إذا كان الأشخاص قد سافروا عبرها أو كانوا على اتصال بدول آمنة”.
وأضاف: “هناك أزمة هجرة عالمية وأوروبية وتقع على عاتق الدول مسؤولية أخلاقية لمعالجة قضية الهجرة غير الشرعية. نتوقع من شركائنا الدوليين المشاركة معنا لمنع الناس من العبور المحفوف بالمخاطر”.
المصدر: الغارديان