هناك إرباك واضح على الميليشيات منذ اليوم الأول لإعلان نتائج الانتخابات، لأن النتائج شكلت صدمة للفصائل المسلحة الموالية لإيران والتي شعرت بالهزيمة والخسارة نتيجة لخسارة الكثير من المقاعد مقارنة بالانتخابات السابقة، وكان التخبط واضحاً على الخطاب الاعلامي للفصائل وغياب رؤية واحدة وواضحة، حيث وجهوا اتهامات إلى عدة دول بينها الامارات بالوقوف وراء تعديل النتائج، بينما جزء آخر منهم حمل قيادة الفصائل وخاصة في الفتح مسؤولية التراجع بسبب عدم تقديم وجوه جديدة والبقاء على الوجوه القديمة وغياب اي مشروع او رؤية واضحة للناخبين.
تهديد الميليشيات والتي خرج من خلال أحد منظريهم لدولة الامارات العربية والحديث عن وجود معلومات دقيقة حول استعداد الميليشيات لاستهداف الامارات يظهر بوضوح حالة الارباك لدى هذه الفصائل التي أصبحت تهدد بشكل واضح ومباشر دون التفكير بتداعيات هذه التهديدات التي قد تدفع دول المنطقة الى التفكير في تشكيل تحالف لمحاربة هذه الميليشيات كما تشكلت تحالف لمحاربة تنظيم داعش الارهابي.
إضافة إلى أن التهديد اعتراف واضح من الفصائل بأنها غير خاضعة لسلطة الدولة ولأوامر القائد العام للقوات المسلحة كما تدعي دائماً، بل هي فصائل مستقلة تستنزف ثروات العراق وتأخذ الحقوق دون الالتزام بأي واجبات تجاه العراق، بل كما قال القيادي الايراني هي احدى جيوش ايران العقائدية خارج الحدود الايرانية التي تعمل للدفاع عن طهران.
الحكومة العراقية مُطالبة اليوم بمواجهة وتحجيم الميليشيات التي اصبحت تشكل خطر وتهديد ليس داخلي فقط بل خارجي ايضا، وعلى الحكومة عدم السماح لهذه الجهات بتهديد الدول العربية التي تحاول مساعدة العراق والقيام بمشاريع استثمارية لاستنهاض الاقتصاد العراقي ونقل تجربة التطور العمراني الى العراق مثل الامارات التي حاولت دائماً مساعدة العراق في هذه المجالات .
