هنا اوروبا

جريمة اغتصاب تنقل ضابطي شرطة فرنسيين من مربّع البطولة إلى مربّع الإجرام

كان يُنظر إليهما باعتبار أنهما بطلان، مخلِّصان، يتكئان على حاملي الحق والعدالة، وفجأة يتحوّلان بنظر الجميع إلى شخصين مدانين بواحدة من أبشع الجرائم، ألا وهي جريمة اغتصاب.

في هذه المقالة، قصتان؛ واحدة لفتاة كندية، وأخرى لضابطي  شرطة فرنسيين يعملان في مكافحة الإرهاب، أما التاريخ، فيعود إلى الثاني والعشرين من شهر نيسان/ أبريل من العام 2014.

في تلك الليلة من ذاك التاريخ، وبعد أن أمضت السائحة الكندية إميلي سبانتون ساعات داخل حانة إيرلندية في باريس، خرجت إلى الشارع، وإذ بها تجد نفسها بصحبة رجال شرطة في جولة بالمدينة، وبعد نحو ساعة ونصف من مغادرتها الحانة، أدركت نفسها وهي حافية القدمين، وقد تحطمت نظارتها وتقطعت ملابسها فيما انتشر على أنحاء متفرقة من جسدها آثار كدمات وإصابات كانت تلقتها غيلة وهي فاقدة للوعي.

توجهت الفتاة ـ الضحية إلى مركز الشرطة في باريس، وتقدمت ببلاغ ضد ضبّاط شرطة قاموا باغتصابها والتنكيل بها ما أدى إلى فقدانها للوعي، وبعد ذلك قاموا برميها على قارعة الطريق.

وعلى إثر شكواها، فتحت الشرطة الفرنسية تحقيقاً في القضية، لم يكن من السهل الوصول إلى المتهمين، ذلك أن الفتاة لم تتحدث معهما لأنها لا تتقن الفرنسية، وهما لا يعرفان الإنكليزية، حتى أن ملامحهما لم تكن واضحة، أو لم تستطع أن تتذكرها.

سنوات انقضت في التحقيقات المتواصلة والإجراءات  القانونية الشاقة، رافقها اختفاء لأدلة حاسمة، وحذف لمقاطع من محاضر التحقيقات، وفي النهاية تم تحديد المركز الذي يعمل فيه الضابطان وجُمعت عينات للدم من أكثر من 100 ضابط بغرض تحديد الحمض النووي.

الضابطان المتهمان، هما عضوان في وحدة الكتيبة العسكرية التابعة للشرطة الفرنسية، المتخصّصة في عمليات مكافحة الإرهاب والعصابات، هذه الوحدة تحظى بكثير من الاحترام في البلاد، خاصةً وأنها شاركت في اقتحام مسرح باتاكلان أثناء الهجوم الإرهابي الذي شهدته باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015 وقتل فيه 130 شخصا، وكان المهاجمون حينها قد اقتحموا قاعة الحفلات الموسيقية بينما كانت فرقة موسيقية تقوم بالرماية، وفتحوا النار على الحضور.

في إجراءات المحكمة، لم تتم الإشارة إلى الضباطين: أنطوان كويرين ( 40 عاماً) وونيكولاس رضوان (49 عاماً) بأسمائهم الكاملة، ذلك أن هوياتهما محمية بموجب قانون فرنسي يحمي موظفي إنفاذ القانون في وظائف الشرطة الحساسة، أما سبانتون (39 عاماً) التي نشأت في تورنتو فهي ابنة ضابط شرطة رفيع المستوى.

وُجد المتهمان مذنبين من قبل القاضي وهيئة المحلفين، وبعد ثماني ساعات من المداولات، حُكم عليهما بالسجن لمدة سبع سنوات، وكان ذلك يوم أمس الخميس.. ضرب أحدُ المتهمين رأسه في قضبان القفص بينما بكى الآخر وذرفَ الكثير من الدموع، فيما كانا يقفان ذليلين على بعد خطوات من الضحية سبانتون داخل قاعة قصر العدل على ضفة نهر السين.

وفي تصريحه الأخير قبل صدور الحكم، أعرب رضوان للمحكمة عن أسفه لما حدث، وأكد أنه لم يكن قط، قبل حادثة سبانتون، قد قام بالاعتداء أو الاغتصاب، أما كويرين فقد قال إن ما جرى معه كان عبارة عن "كابوس" امتد لخمس سنوات عاشها وعائلته في أجواء من القلق والاضطراب.

 

 

 

 

 

 

يورونيوز/ر.خ

زر الذهاب إلى الأعلى