ميشيل بارنييه مفاوض أوروبي قوي يطمح إلى منافسة ماكرون على رئاسة فرنسا
لدى ميشيل بارنييه قائمة طويلة من الإنجازات، لكن سيتعين عليه العمل بجد لتذكير الفرنسيين بها، وقد أطلق كبير المفاوضين السابق في الاتحاد الأوروبي، حملة تمهيدية للوصول إلى الرئاسة الفرنسية، ويراهن على أن الجاذبية والخبرة السابقة في الحكومة ستكسبه ثقة الفرنسيين، والفوز بأعلى منصب في البلاد، عام 2022. وقال بارنييه: «في هذه الأوقات العصيبة، لدي العزم على الوقوف وأن أكون رئيساً»، متابعاً: «من أجل فرنسا متصالحة، تحترم الشعب الفرنسي وتنال احترام الآخرين».
وبارنييه ليس مرشحاً رسمياً بعد، إذ يتعين على حزبه «الجمهوريون»، أن يقرر ما إذا كان سيجري انتخابات تمهيدية في الخريف، ولدى الحزب المحافظ عدد من المرشحين للاختيار من بينهم، وقد أطلق بعضهم حملاتهم منذ فترة طويلة، وأي واحد منهم يكسب تأييداً حزبياً وشعبياً، سيواجه الشخصين المهيمنين في سباق 2022، حتى الآن، وهما الرئيس إيمانويل ماكرون، وزعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني، ماري لوبان، لكن الحزب المحافظ، الذي لم يتعافَ من هزيمته الساحقة أمام ماكرون، عام 2017، لم يتفق بعد على كيفية اختيار مرشح، والمنافسة حتى الآن تبدو باهتة.
الأول
إلى ذلك، يظل رئيس مقاطعة «أوت دو فرانس»، زافييه بيرتران، هو الأول في استطلاعات الرأي، لكنه رفض المشاركة في الانتخابات التمهيدية للحزب، بينما تتقارب رئيسة مقاطعة باريس، فاليري بيكريس، مع بيرتران. وبينما كان حزبه عالقاً في حالة ركود، كان بارنييه مشغولاً بمشكلات «بريكست» مع البريطانيين. والمفارقة القاسية لبارنييه أنه بينما هو وجه مألوف للبريطانيين، لم يتابع الفرنسيون متاعبه عن كثب، بسبب تعقد المحادثات وعدم وجود تأثير واضح في حياتهم.
وكانت عودته للوطن بعيدة كل البعد عن النشوة، إذ يتعين على المترشح للرئاسة الفرنسية امتلاك جاذبية لإدارة البلاد، وكان إعلان ترشيحه متوقعاً، لأن بارنييه كان يخطط لفترة طويلة للعودة إلى السياسة الفرنسية، واثقاً في السر بأنه يمكن أن يرى نفسه «قائد فريق».
ووفقاً لأحد المساعدين، فإن قرار بارنييه (70 عاماً)، الترشح تمحور حول حقيقة أنه يعتقد أن تجربته مع الحكومة تجعله يتقدم على المنافسين، وشغل المسؤول السابق منصب وزير في مجلس الوزراء، أربع مرات، ومرتين مفوضاً للاتحاد الأوروبي، قبل أن يصبح رئيساً لفريق عمل «بريكست» عام 2016.
تجربة مهمة
وقال المساعد، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن «تجربته هي ببساطة مهمة، وهو يعرف السياسة المحلية بمنطقته الأصلية في سافوا، والسياسة الوطنية، وبأروقة السلطة في بروكسل»، متابعاً: «هذا يميزه عن الآخرين، وفرنسا بحاجة إلى الجاذبية لإدارة البلاد»، لكن العقبة الرئيسة التي سيتعين عليه التغلب عليها هي افتقاره الملحوظ إلى الكاريزما وقلة الظهور في المناسبات العامة.
وقالت إحدى مشجعات بارنييه: «ليس من المصلحة أن تخوض الانتخابات التمهيدية ضد رجل كان إنجازه الرئيس هو تنظيم الألعاب الأولمبية في ألبرتفيل»، في إشارة إلى عمل بارنييه في الألعاب الشتوية بفرنسا عام 1992.
فرصة للتصحيح
لكن فريق بارنييه يأمل أن تكون الانتخابات التمهيدية فرصة لتصحيح ذلك، وقال المساعد نفسه: «لقد كان دائماً فاعلاً، وليس رجل اتصالات، وهذا هو السبب في أنه ليس معروفاً مثل الآخرين»، متابعاً: «لكن معظم الناس ليس لديهم انطباع سلبي عنه، وهم يدركون أنه قام بالكثير من العمل من أجل البلد، ولديه أنصار».
وقال وزير الداخلية السابق، بريس أورتفو، إنه يرحب بخطوة بارنييه، من دون أن يوضح ما إذا كان سيصوت له، وأوضح أورتفو لصحيفة «بوليتيكو» قائلاً: «في المقابل، بارنييه موثوق ومنهجي، وتعد خبرته وسمعته الدولية من المكاسب الثمينة».
ووفقاً لفريق بارنييه، فإن مجموعات من خبراء تضم رؤساء تنفيذيين ومزارعين وقادة أعمال، تعمل على بلورة برنامج حملته.
ويخطط المفاوض السابق لطرح مقترحات بشأن خمسة مجالات سياسية كبيرة، في الأسابيع المقبلة، ويعد اقتراح بارنييه بوقف الهجرة لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، وتأجيل جميع طلبات تصاريح الإقامة باستثناء تلك المقدمة من طالبي اللجوء والطلاب، الأكثر إثارة للصدمة، حتى الآن، وفي مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو»، الأسبوع الماضي، اقترح بارنييه، أيضاً، تنظيم استفتاء حول الهجرة إذا تم انتخابه رئيساً، وهو مطلب لليمين في فرنسا، لكن الصعوبات في الانتظار.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أياً من المرشحين المحافظين لن يتخطى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وقد فاز ماكرون على لوبان في جولة الإعادة، وقدر استطلاع حديث أجرته شركة «إبسوس» أن 15% من الفرنسيين سيصوتون لبيرتران، و14% لبيكريس، و11%، فقط، لبارنييه في الجولة الأولى، ومن المتوقع أن يقرر حزب «الجمهوريون» ما إذا كان سينظم منافسة أولية، خلال مؤتمر حزبه الشهر المقبل، كما ستتم مناقشة ترشح بيرتران. والخيار الآخر هو ببساطة أن يختار كبار الأعضاء مرشحاً من دون استشارة أعضاء الحزب.
وفقاً لأحد المساعدين، فإن قرار بارنييه (70 عاماً) الترشح، تمحور حول حقيقة أنه يعتقد أن تجربته مع الحكومة تجعله يتقدم على المنافسين.
العقبة الرئيسة التي سيتعين على بارنييه التغلب عليها، هي افتقاره الملحوظ إلى الكاريزما وقلة ظهوره في المناسبات العامة.