آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: هؤلاء هم حكام العراق المحتل

لماذا يقبل اهل العراق ان يكون حالهم هكذا، اليسوا هم اصحاب اقدم حضارة على مدى التاريخ ،الا يدين حكامه الحاليين بالاسلام دين العلم والعدل والحرية و احترام حقوق الانسان ،لماذا اصبح العراق منذ احتلاله خارج خارطة التقدم العلمى والتكنولوجى اليس ذلك مصابا جللا يستحق من العراقيين ان ينتفضوا ويثوروا كي يتخلصوا مما اصابهم وبلدهم جراء وجود الاحتلال وعملائه .
العراق منذ احتلاله انشغل بفساد حكامه الجدد وغاب عنه البحث العلمى والتكنولوجيا الحديثة ومشروعات التنمية وصناعة التقدم والرخاء واصبحت الصحراء والجفاف اهم معالم الواقع .
نحن بلد تعوم أرضه على بحار من النفط والغاز ولدينا موارد طبيعية وطاقات بشرية هائلة تكفى لنتحول الى قوة اقتصادية اقليمية كبرى اذا تم توظيفها توظيفا وطنيا بخدم التنمية الوطنية ، فى وقت تتقدم فيه الدول الاخرى معدومة الموارد الطبيعية ولكن بفضل ابنائها الشرفاء حولوا بلدانهم الى عالم التقدم العلمى والصناعى والزراعي… السؤال يبقى لماذا يصرون ذيول الاحتلال على الاستمرار بسياسة ارغام المبدعين على ترك بلادنا ويقدموا ابداعاتهم ؟ لماذا تم تعطيل الصناعة المتطورة في العراق ؟ لماذا تغيب مراكز البحوث العلمية في العراق ؟ لماذا لا تستثمر اموال العراق فى مشاريع زراعية وصناعية متقدمة تحقق للعراق الاكتفاء الذاتى وفيه من الاموال ما يجعله قوة اقتصادية تبهر العالم ؟ لماذا لا تستثمر الاموال فى صناعات الاجهزة الذكية والبرمجيات ؟ لماذا اصبحت الجامعات العراقية فى المراكز الاخيرة فى التصنيف العالمى ؟ لماذا يتدنى مستوى الانفاق على التعليم والبحث العلمى مقارنة بالدول الاخرى ؟ لماذا يتكالب على العراق الدول الاخرى وتستغل موارده الطبيعية ؟ لماذا يسعى الطامعون ليلا ونهارا لاشعال الفتن بين العراقيين لكى يستورد منهم الاسلحة لتنتعش مصانعهم ويجوع شعبنا ؟ لماذا لا نستثمر اموالنا التى تقدر بالتريليونات فى تدشين مؤسسات تقنية عالية متقدمة وربطها بكل المجالات العلمية وجذب العقول المهاجرة وتوفير المناخ الملائم لهم ؟. هذا هو الطريق الاقصر والاسهل لاحداث طفرات اقتصادية ضخمة كما فعلت كوريا الجنوبية والهند والصين وماليزيا والبرازيل وغيرها .
هل اصبح الشعب العراقي بعد الاحتلال متخلف بالفطرة بسبب اعتماد حكامه المتخلفين الهرطقات والممارسات الغيبية لتجهيلهم وكتبوا عليهم ان يعيشوا حياة تعيسة مليئة بالكوارث والمشكلات المستعصية ويكتفى بمشاهدة العالم من حوله يعيش ازهى عصور الديمقراطية والنهضة العلمية والتكنولوجية؟
لو نظرنا الى تاريخ العراق لوجدنا انه كان اكثر تقدما من باقى شعوب المنطقة، العراقيون ليسوا اغبياء بالفطرة كما يحاول عملاء الاحتلال تصويره للعالم بل هم من اذكى العقول لو اتيحت لهم الفرصة وتوفير المناخ المناسب لهم .للاسف الشديد البيئة العراقية بعد الاحتلال اصبحت طاردة للعلماء والمبدعين فتلقفتهم الدول الغربية وتوفر لهم كل الامكانيات لكى يبدعوا ويبتكروا .
العراقيون يستطيعون ان يتقدموا اذا ما توفرت لهم بيئة تخلصت من الاحتلال وعملائه ، تتوفر لهم قيادة تؤمن بالعلم والابداع وتعمل على استثمار اموالهم فى تدشين المؤسسات العلمية والتكنولوجية لمواكبة العصر الحديث وتوفرلهم الامن والاستقرار والحرية وخاصة المبدعين منهم ،ان اي منصف عاقل لن يتأخر في في وصف مدى تخلف الطبقة الحاكمة في العراق، سيما اذا اعتمدنا تصنيف الشعوب وفق إمكانيات ومهارات قادتهم في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية.
ان مايحدث في العراق منذ تدنيس ارضه من قبل الاحتلال نيسان2003، يعكس صورة واضحة للتخلف الذي تعيشه تلك الثلل التي جاء بها الاحتلال، وكل ما برعوا في ادائهم كان الفساد، الطائفية، العشائرية، وامتلاك المليشيات، ما يعني انهم اناس متخلفين واحزاب لاتفقه بشيئ حتى في ابسط مهامها البرلمانية والحكومية ، وتنافسوا ولكن في التخلف وتميزوا بالاضرار بالشعب.
ان مصطلح التخلف في حكام العراق، يستند الى تصنيفات معترف بها من مؤسسات علمية عالمية رصينة، فهم يرفضون التعلم ويصرون على التخلف، ولا يريدون التطور، فهم مصرين على مدى عشرون عاماُ البقاء في حلقة الفساد والتبعية لدول الجوار، ومعاداة الشعب العراقي، والمهم بالنسبة لهم جميعا حصلوهم على الامتيازات والمصالح الكبيرة، والأحزاب لم تكتفي بفسادها وسرقتها لاكثر من ترليون ونصفه من الدولارات ، بل الاسوء هو استمرارهم واصرارهم على الأساليب المتخلفة في ادارة البلد الا ان تفكيرهم منصب في سرقة البلاد وتجويع الناس، هذا ما يمارسه ساسة العراق الجاثمون على صدور شعبه.
ان غالبية الشعب العراقي يعبر عن قناعاته اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحقيقة ان زمن العراق قبل الاحتلال كان افضل، فالأمان كان اوفر، وسرقة المال العام كان عقوبته الاعدام،ناهيك عن توفر كل الاحتياجات والخدمات رغم الحصار الجائر وقلة الامكانيات المالية.
دولتا الاحتلال الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها بريطانيا،يلوحان بين حين واخر يلوحان بتسريب معلومات عن تهيئتهم ضباطاً من الجيش السابق يتم اعدادهم لتنظيم معارضة جديدة، ضد الأحزاب الحاكمة، ويعملون على تشكيل حكومة طوارئ، تأخذ الحكم في العراق، اذا ما أصرت الأحزاب الحاكمة إدارة ظهرها لاملاءات امريكا. العراقيون اصبح على درجة عالية من قبولهم فكرة التغييروهنا تتولد الحركة التي تخطط لها أمريكا، لتنفذ ما تريد في الوقت الذي تريد. مجرد حصول هذا السيناريو، فانه يمكن ان ينهي الطبقة السياسية لانها متخلفة، تصنع الكوارث دمرت العراق وارجعته مائة عام الى الخلف ، وهم بعلمهم ام بتخلفهم يفتحون الباب مرة اخرى للاحتلال لان يعيد انتاج نفسه وسيطرته على البلاد والعباد هؤلاء هم حكام العراق المحتل.

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى