آراء

د. بهاء أحمد ياسين: الكورونا وتداعياتها في العراق

 

في المنتصف من شهر كانون الاول من عام 2019 م ظهر نوع جديد من الفايروسات في الصين وقد حظي بعدة تسميات أهمها " فايروس كورونا الجديد " ويصيب هذا الفايروس الجهاز التنفسي وكثير من الاعضاء الاخرى في الجسم .

وبدأ الفايروس ينتشر بإرتفاع متسارع وخاصة في بداية عام 2020 م . وأعتبرت منظمة الصحة العالمية هذا الفايروس وباءً . 

وأخذ ينتشرهذا الوباء من الصين الى دول العالم وبعد إنتشاره قامت دول كبرى ودول أخرى بإطلاق الاتهامات فيما يبنها على إن هذا الفايروس من فعل فاعل ، حيث إتهمت الولايات المتحدة بأن حالات الاصابة الاولى به تعود في أصلها الى الصين ، ووجه الإتهام أيضا إلى الولايات المتحدة بكثير من الأفلام والفيديوهات بأنها تعلم بهذا الفايروس منذ فترة طويلة جدا.

ليومنا هذا لم يتم التعرف على كيفية إنتقال عدوى الفايروس الى الإنسان بشكل مؤكد .

وأشارت تقاريرمنظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض إن فايروس كورونا الجديد يمتلك القدرة على نقل العدوى من إنسان مصاب إلى إنسان آخر، ولقابلية الإنتشار ألسريع لهذا الفايروس اصبحت نسبة المصابين في العالم بالملايين وبوقت قصير جداُ .

ولحداثة فايروس كورونا الجديد وعدم إمكانية التشخيص الصحيح له في باديء الامر كان كارثه كبيرة لإنتشارهذا الفايروس . وكان لبعض الأجتهادات والتقديرات غير الموفقة من قبل الأطباء والمختصين الأثر السلبي على المصابين .

ونتيجة لهذا الانتشارالسريع قامت كثير من الدول بإتخاذ إجراءات إحترازية حازمة لمواجهة إنتشار الفايروس الجديد ، فمثلا في البداية قامت الصين بإغلاق مدينة ووهان الصناعية والمدن المحيطة بها ومنع السفر منها واليها . وبدأت الدول الأخرى تحذوا حذوها من عزل وحجر . إلا ان الوباء ينتشر والأصابات تزداد بصورة غير طبيعية ، وآلاف من الوفيات في أول تفشي له . وبالرغم من الأجرءات الأحترازية التي قامت بها العديد من دول العالم إلا أن الفايروس مازال يواصل إنتشاره في الكثير من الدول ومن ضمنها العراق ويصيب الآلاف من الأشخاص يوميا ويحصد أرواح الكثير منهم . ونتيجة للحصر الأقتصادي من جراء حجز المواطنين كان له أثر سلبي كبير على إقتصاد كثير من الدول ، فقامت برفع الحظر التدريجي للحاجة الى تنشيط اقتصادها قبل ان يحصل الانهيار لها . وألقت هذه الدول بالمسؤولية على شعوبها ، فمن يود حماية نفسه عليه بذلك ومن أراد ألعكس فسيلقى مصيره من العناية بما هو متوفر له من حكومته من عناية وأطباء وأدوية فأما سيتعافى وحسب قوة مناعته وأما يلقى مصيره .

أين نحن العراقيون من كورونا؟

في البداية إستبشر العراقيون خيرا، وخاصة من منهم في الخارج، وهم يلاحظون إن أعداد المصابين بالفايروس يزداد يوما بعد يوم في اغلب دول العالم، وفي العراق لا توجد إلا بعض الاصابات القليلة التي لا تكاد تذكر .

وبمرور الوقت وضعت الدول سيناريوهات وخليات أزمة لها من أجل السيطرة على هذا الوباء ، حيث قامت الحكومات بتوفير التمويل الخاص وبناء العديد من المستشفيات الخاصة وتوفير كل ما تحتاجه من أجهزة ومعدات ، وإعداد مراكز بحوث خاصة بالفايروس ومن خيرة الاطباء والمختصين لدراسة حالات وأعراض المصابين التي تختلف من مصاب الى آخر وتعميمها مركزيا وعبر برامج خاصة الى جميع المراكز الصحية في بلدانها ، لتنوير وتثقيف كافة الكوادر الطبية والعلمية على تطورات الفايروس  وبما يجب إتخاذه إتجاه المصابين وتوفير كل الامكانيات للمختصين من أجل إيجاد علاج لهذا الفايروس .إلا أن حكومتنا "الرشيدة" قامت بعكس ما هو مطلوب .

قامت برفع الحجر وفتح الحدود مجبرةً مع إيران وكانت إيران آنذاك من أوائل الدول إنتشارا لهذا الفايروس . كما قام قسم من رجال الدين بالتوجيه الى زيارة العتبات المقدسة فكانت النتيجة لإنتشار المواطنين والاختلاط وعدم إكتراثهم لهذا الوباء ، هو إنتشار الفايروس بين العراقيين ، وأصبح العراق خلال هذه الفترة من الدول المتقدمة في تسجيل الاصابات اليومية في هذا الفايروس وبمعدل (2000) إصابة يومياً ما عدى الوفيات . 

أصبحت النتائج عكس ما كان عليها العراق من الاشهر الأولى من إنتشار هذا الوباء . 

 

الفساد السياسي والمالي والاداري وأثره على وزارة الصحة العراقية ؟!

   

تشير تقارير منظمة الشفافية الدولية الى ان العراق أصبح خلال سنوات الاحتلال المستمرة واحداُ من أكثر دول العالم فسادا. وأثر هذا الفساد على مختلف القطاعات في البلد وأدى الى تأخر النمو الاقتصادي وتقليص المجالات التي توفر فرص العمل .

ويعيش القطاع الصحي في العراق على وقع أزمة مستعصية تفاقمت في السنوات الاخيرة في بلد لا يعرف الاستقرار منذ 2003 م ،لأسباب عديدة ترتبط ارتباطا وثيقا بأجندات خارجية وبالارادة السيايية الحاكمة للبلد ، الذين عملوا على تدمير البلد وتفكيك الدولة بالتعاون مع القوات الامريكية الغاشمة ، واستطاعوا بث الفتنة وزرع الطائفية وتسليط القتلة واللصوص وادامة التخلف وقتل وتهديد العلماء والاطباء العراقيين ، وآخرها إصدار قانون التقاعد الأخير الذي تسبب بإحالة عدد كبير من الاطباء والكوادر المهنية الى التقاعد لافراغ البلاد من كفاءاته العلمية ، وكان هذا أمرا محسوبا ومدروسا .

ولهذه الاسباب وأسباب أخرى أدت أزمة الرعاية الصحية الى إنهيار الثقة بين الاطباء والمرضى ، بالرغم من التضحيات التي قدمها ويقدمها الاطباء والكوادر الصحية من أجل إنقاذ المصابين .

 

الوقاية والعلاج من فايروس كورونا الجديد

 

في الوقت الحاضر لا يوجد لقاح خاص للوقاية من فايروس كورونا الجديد ، ولكن كلنا أمل بأن الشركات العالمية على مقربة من إكتشافه .

وزعمت عدت شركات عالمية إنها إكتشفت علاجا للفايروس ، ومن أهم هذه الشركات ،  شركة الادوية الأمريكية التي صرحت إنها إكتشفت علاجا خارقا يمكن أن يقضي على الفايروس خلال أربعة أيام فقط ، ومن الممكن طرحه قريباُ بحسب تصريح الشركة .

وصرحت وزارة الصحة اليابانية إنها اكتشفت لقاح على شكل أجسام مضاده فعاله يمكنها تحييد فايروس كورونا وتجعل الناس محصنين ضد العدوى .

كما صرحت شركتين للادوية ،شركة سويدية وأخرى انكليزية وشركة أخرى صينية وشركات أخرى ، إنه تم إكتشاف لقاح لفايروس كورونا والان قد وصلت التجارب لمراحلها الاخيرة تقريباُ لدى كل الشركات .

وهذه الأخبار بثت موجه من الأمل بشأن علاج حقيقي وفعال للفايروس .

 

النصائح والارشادات للوقاية من الفايروس

أحدث فايروس كورونا تغيرات في حياة المواطنين اليومية وأثر على علاقاتهم مع الاخرين ولحماية أنفسنا والآخرين من هذا الوباء ، يرجى إتباع مجموعة من النصائح الذي أعدها كثيرمن الاطباء والمنظمات العالمية ومن ضمنهم منظمة الصحة العالمية ، لمساعدتنا في التغلب على هذا الفايروس . وعلينا أن نلتزم ونعمل على التمسك بالنصائح أدناه . حفاظا على حياتنا وحياة عوائلنا لحين طرح اللقاح اللازم للفايروس ، وكلنا أمل إن شاءالله ان اللقاح سيكون قريبا جدا وبحسب ما وعدت به الكثيرمن الشركات .

 

حماية الشخص لنفسه                  

1-غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو تنظيفها بالكحول                                                                  2- تجنب لمس العيون والفم والانف باستخدام الايدي الغير نظيفة جيدا.

3- تجنب الاتصال عن قرب مع الاشخاص المصابين بهذا الفايروس والابتعاد عن المجاميع الكبيره من الناس

4- استخدام الفيتامينات المقويه للمناعة

 

حماية الاخرين

ا- البقاء في المنزل طيلة فترة المرض 

2- تجنب الاتصال عن قرب مع الاخرين

3- تغطية الفم والانف بمنديل عند السعال او العطاس

4- تنظيف الاسطح والحاجات الشخصية وتطهيرها جيدا 

 

 

 

                 

 

*أكاديمي عراقي مقيم في السويد

    

زر الذهاب إلى الأعلى