لأول مرة.. فرنسا توظف الكلاب لرصد أصابات كورونا
تجلس عند رصدها حالة إيجابية ثم يجرى فحص (بي سي ار) لتأكيد النتيجة
أعلن دار “لا روزوليير” للمسنين في منطقة إلزاس شرق فرنسا عن توظيفه لكلب يدعى بوكا، ويبلغ من العمر عامين، لرصد الإصابات بفيروس كورونا عن طريق حاسة الشم لديه، في سابقة من نوعها في البلاد.
وما يرصده هذا الكلب المدرّب في الواقع هو بروتينة “سبايك” التي يدخل من خلالها الفيروس إلى الخلايا لينتشر فيها، بحسب ما يوضح آلان لوغران، المدير العام لجمعية “هاندي شيان” المتخصصة في تدريب الكلاب لمساعدة ذوي الإعاقة والتي ينتمي إليها بوكا.
البستاني في الدار كريستوف فريتش، والشاهد على ما يفعله بوكا قال إنّه “لا مجال للمقارنة بين ما يفعله بوكا وفحص كورونا، إذ أنّه يكفي ضغط قطعة صغيرة من القماش تحت الإبط ثمّ إزالتها بعد خمس دقائق، لتوضع عيّنات العرق بواسطة قفّازات يدوية في أكياس معقّمة، توضع بدورها في علب كي لا تمتصّ أيّ روائح أخرى من الجسد، وبعد ذلك يقوم الكلب باشتمامها واحدة تلو الأخرى”.
كما أضاف فريتش أنّ الكلب “يجلس عند رصده حالة إيجابية، ثمّ يُجرى فحص تفاعل البوليميراز التسلسلي (بي سي ار) لتأكيد النتيجة”.
وخلال تجارب أجريت الأسبوع الماضي في مأوى العجزة هذا على عيّنات من مستشفى ستراسبورغ، تعرّف بوكا، وهو من نوع غولدن ريتريفر، على “100% من نسبة الحالات الإيجابية والسلبية”، وفق الطبيب بيار كوزير الذي يعمل في “لا روزوليير”.
وبحسب الطبيب كوزير، فإنّ خدمات بوكا مفيدة جداً، لأنّ هذا “الاختبار بسيط وقليل الكلفة ومقبول إلى حدّ بعيد من النزلاء المصابين في أغلب الأحيان باضطرابات إدراكية مثل مرض الألزهايمر، والذين يقاومون أحياناً محاولات أخذ عيّنات مسحية منهم”.
ويأتي بوكا القادر على “تمييز المتحوّرات المعروفة جميعها” بـ “100% من النتائج الصحيحة للمرضى الذي يعانون من عوارض، و95% لهؤلاء الذين لا تظهر أي عوارض عليهم”، وهي فئة من الضروريّ جدا الكشف عن إصابتها، كما يمكنه أن “يشخّص الإصابة عند هؤلاء قبل 48 ساعة تقريباً من فحوص بي سي ار”.
فكرة الاستعانة بالكلاب للكشف عن الأمراض ليست بالجديدة، فهي قد طبّقت في حالات السرطان والصرع وغيرهما، لكن ما يميّز بوكا هو أنه “الكلب الوحيد راهناً الذي يكشف عن الإصابة بكورونا في مأوى للمسنين في فرنسا”، على ما يقول آلان لوغران.
حاسة الشمّ المعزّزة لبوكا، الذي كان يستعان به في حوالى 20 مأوى للعجزة ككلب وساطة، هي ثمرة دورة تدريبية من “4 أسابيع” في المدرسة الوطنية للطبّ البيطري في ألفور بالقرب من باريس بالاستناد إلى أسلوب نوزاييس-كورونا الذي طوّره البروفسور دومينيك غرانجان، وذلك وفق ما أوضحته مدرّبة الكلاب لدى “هاندي شيان” كريستال شرايبر.
هذا وتطمح المؤسسة التي موّلت تدريب الكلاب الـ3 إلى توسيع نطاق هذه المبادرة كي تشمل مراكز أخرى، غير أنّ دعم السلطات العامة أساسي في هذا الشأن، إذ تعوّل “هاندي شيان” على الهبات وليس في وسعها الاتّكال عليها لتدريب 250 كلباً.
وكالات