هنا اوروبا

النمسا: مهاجرون متطوعون في مبادرة لتوزيع الطعام على الفقراء والمشردين

يقوم المهاجرون في النمسا بمساعدة الفقراء والمشردين في البلاد من خلال التطوع في مبادرة "مائدة فيينا"، التي تعد أقدم "بنك طعام" في النمسا، حيث يقومون بجمع الطعام وتوزيعه على أكثر من 20 ألف شخص يعيشون في الملاجئ والمراكز.

تقوم روزا علي، وهي طالبة لجوء عراقية، بمساعدة المشردين والفقراء في النمسا من خلال العمل كمتطوعة في مبادرة "مائدة فيينا"، أقدم بنك طعام في البلاد، جنبا إلى جنب مع مواطنها علي ماجد عبد الرازق، وهو أيضا  من طالبي اللجوء.

استثمار الوقت في مساعدة الفقراء

وقالت روزا "أعتبر مائدة فيينا مشروعا جيدا للغاية، لأن الجميع يشاركون فيه وليس هناك أية فوارق بيننا سواء من العرب أو الأوروبيين، مسلمين أو مسيحيين".

وتحاول روزا (39 عاما)، والتي كانت تعمل مديرة تسويق في بغداد، المساعدة عبر بنك الطعام ريثما يأتيها رد على طلب اللجوء الذي تقدمت به. وأضافت "لقد جئت للعمل هنا بشكل يومي، ومائدة فيينا أصبحت مثل العائلة بالنسبة لي".

أما علي ماجد (32 عاما)، والذي كان يعمل طبيبا بيطريا في ديالا في شرق العراق، فقال "نحن سعداء بأن نستثمر وقتنا في الخير، هناك لاجئون فقراء، لكن أيضا هناك نمساويون فقراء يعيشون في الشوارع، وكانت تلك صدمة لنا أن نرى فقراء في أوروبا التي من المفترض أنها بلاد غنية".

ووصل علي وروزا إلى النمسا عام 2015، على الرغم من أنهما سافرا منفصلين هربا من العنف الطائفي في العراق.

وضع مربح للجميع

وتعتمد مبادرة "مائدة فيينا" على الأحياء الصناعية في العاصمة النمساوية من أجل الحصول على المعونات الغذائية، حيث تقوم بتوزيعها على الأشخاص المحتاجين، وذلك وفقا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وبدأت المبادرة من خلال مجموعة تضم 400 متطوع يقومون بجمع الطعام ثم توزيعه على أكثر من 20 ألف شخص، يعيشون في ملاجئ ومراكز تديرها أكثر من 120 منظمة، بما فيها مراكز استضافة المهاجرين واللاجئين.

ورأى كارل انطون جويرتز، أحد مديري "مائدة فيينا"، أن "المبادرة مربحة للجميع، فالطبيعة تربح ومصانع الأغذية تربح اقتصاديا بعدم الإنفاق على التخلص من الأغذية الفائضة أو التي على وشك أن تنتهي مدتها، والفقراء أيضا يربحون". وأضاف أن " اللاجئين الذين لا يعملون  كمتطوعين في بنك الطعام لديهم الفرصة للمساعدة، وهم يحققون أيضا تقدما في اكتساب اللغة وكذلك العمل بالمطابخ".

واختتم قائلا إنه "لا أحد يعاني من الجوع في النمسا، والفقر لا يمثل جانبا كبيرا من الحياة عندما تختار ما تريد أن تأكله، ونحن لا نحاول فقط تحسين التغذية لكن أيضا أن نعطي الفقراء خيارات أكثر".

 

 

ansa

زر الذهاب إلى الأعلى