هنا السويد

السويد : عزوف المواطنين الأجانب عن التصويت في الإنتخابات المحلية قد يتحول إلى سلوك سياسي سلبي دائم

يورو تايمز – راديو السويد

 

لم يتوقف عدد المواطنين الأجانب الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات المحلية عن الارتفاع منذ صدور قانون سنة 1976حيث قدّر عدد الناخبين الأجانب حينها بمئتين وسبعة عشر ألف، ليصل العدد في انتخابات 2014الماضية إلى أربعمئة وأربعة وخمسين ألف ناخب وناخبة.

لكن موازاة مع ارتفاع عدد المواطنين الأجانب الذين يتمتعون بحق التصويت في الانتخابات المحلية، عرف عدد المواطنين الأجانب الذين يمارسون حقهم في التصويت تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث وصلت نسبة المشاركة إلى أربعة وثلاثين بالمئة في انتخابات 2014 في حين أن نسبة المشاركة الأولى قدّرت بستين بالمئة عند إقرار القانون في سبعينيات القرن الماضي.

ويرى لودفيغ بيكمان، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات المستقبلية بجامعة ستوكهولم، أنه لا يمكن تفسير هذه الظاهرة دون العودة إلى أصول الأشخاص الذين قدموا إلى السويد على مدار الثلاثين سنة الماضية:

– في سبعينيات القرن الماضي عند صدور القانون كان أغلب المهاجرين من أمريكا اللاتينية وقد قدموا إلى السويد كلاجئين سياسيين، هؤلاء الأشخاص كانوا أكثر اهتماما واطلاعا بالقضايا السياسية. في حين نرى اليوم أن أغلب المهاجرين يأتون من دول كالصومال، أفغانستان وسوريا، وهي بلدان تعمل فيها المؤسسات السياسية بطريقة مختلفة وعليه فإن المهاجرين من هذه البلدان ليسوا بلاجئين سياسيين بأتم معنى الكلمة بل هم أشخاص فروا من النزاعات والحروب الأهلية، ولهذا هم ربما أشخاص لا يولون الأمور السياسية اهتماما يذكر.

وستشهد الانتخابات المحلية يوم التاسع ايلول سبتمبر القادم زيادة عدد الأجانب الذين يحق لهم التصويت لأول مرة في السويد بمئة وثلاث وعشرين ألف شخص ليصل إجمالي عدد الناخبين الأجانب رقما قياسيا يقدر بخمسمئة وسبعة وسبعين ألف ناخب وناخبة.

وسيبقى الرهان الأول قبل معرفة نتائج الانتخابات هو معرفة مدى مشاركة المواطنين الأجانب في محليات التاسع ايلول سبتمبر القادم، خاصة بعدما نايف عددهم نصف المليون ناخب وناخبة. ففي المشاركة، بحسب لودفيغ بيكمان أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات المستقبلية بجامعة ستوكهولم، تأكيد على الخيار الديمقراطي وضرورة التعود على الإدلاء بالصوت الانتخابي:

– إن عدم المشاركة الآن في الانتخابات البلدية والمجالس النيابية للمحافظات قد يجعل خطر العزوف عن التصويت مستمرا في المستقبل عند توفر إمكانية المشاركة في الانتخابات البرلمانية.

ورغم طابعها المحلي إلا أنه لا يجب إغفال ضرورة تمثيل المهاجرين والناخبين الأجانب على مستوى المجالس البلدية والنيابية للمحافظات، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستوكهولم لودفيغ بيكمان ويضيف، فهم بالتأكيد لديهم مشاكل واهتمامات تختلف عن باقي فئات المجتمع الأخرى وعدم إسماع صوتهم الانتخابي يعني أن هذه الاهتمامات لا تأخذ في الحسبان كما ينبغي، وعليه فإن المشاركة في العملية السياسية على وجه العموم وفي العملية الانتخابية بوجه أخص يعد أمرا في غاية الأهمية بالنسبة للأشخاص الذين ينتمون لهذه الفئة وبالنسبة للديمقراطية على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى