وزير خارجية إيطاليا: سنقف على قدمينا قريباً جداً ومستقبل أوروبا في طر إن لم يحسن التعامل مع وباء كورونا
أكد وزير خارجية إيطاليا لويجي دي مايو ضرورة وجود تعامل أوروبي "حاسم وقوي ومناسب" مع جائحة فيروس كورونا الجديد، وإلا فسيكون مستقبل كل أوروبا في خطر.
جاء ذلك في حوار مكتوب للزعيم السابق لحركة "خمس نجوم" الشعبوية الإيطالية في الوقت الذي تخوض فيه إيطاليا مفاوضات شاقة مع الدول الأوروبية الأخرى، على الإصدار المقترح لسندات مشتركة لدول منطقة اليورو لتمويل احتياجات الدول الأعضاء التمويلية في مواجهة أزمة كورونا.
وتعارض ألمانيا ودول أخرى مثل النمسا، وهولندا هذا الاقتراح، وفيما يلى نص المقابلة.
وسألت وكالة الأنباء الألمانية: "لماذا فقد الإيطاليون إيمانهم بالاتحاد الأوروبي بهذه الصورة؟ وإذا استمر الخلاف على سندات اليورو المشتركة فهل يصبح خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي سيناريو أكثر احتمالاً؟"
ور دي مايو قائلاً: "ماهو على المحك هنا ليس مستقبل إيطاليا وإنما مستقبل كل أوروبا. نحن نواجه جائحة عالمية، وعلى الاتحاد الأوروبي الوصول إلى تعامل حاسم وقوي ومناسب مع الأزمة. وستتجاوب الأسواق بصورة جيدة مع مثل هذا التعامل. الموضوع هنا هو أنه يجب إدراك أنه لا توجد حلول مختصرة في هذا الوقت، ولا يمكن لأحد التعامل مع الأزمة بنفسه، فإما أن نكسب هذا التحدي معاً أو نخسر معاً".
د.ب.أ: "هل تشعر بخيبة أمل من رد فعل ألمانيا على الأزمة؟"
دي مايو: "الأمر لا يتعلق بخيبة الأمل، ولا بالحكومة الألمانية. الأمر هو أنه علينا إدراك أن علينا المضي في نفس الاتجاه. مستقبل أوروبا سيتوقف على هذا، لأنه سيكون عليها التنافس مع القوى الكبرى في العالم. علينا العمل لتقوية أوروبا وليس تقسيمها، وأنا واثق أنه حتى الألمان يريدون ذلك. لكن علينا الآن الوصول إلى اتفاق يمكنه ضمان مستقبل الاتحاد الأوروبي".
د.ب.أ: "تصف إيطاليا غالباً بأنها نموذج للدول الأخرى في تعاملها مع الوباء. فهل أنت متأكد من أنك تستطيع الحديث عن "نموذج" في حين أن إيطاليا بها أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الفيروس؟ وما هي نقاط النجاح ونقاط الفشل في تعامل إيطاليا مع الأزمة؟
دي مايو: "الإجراءات التي تبنتها الحكومة الإيطالية كانت الأشد صرامة في أوروبا والعالم، والآن بدأت تؤتي ثمارها مع تباطؤ وتيرة انتشار الفيروس. وتبنت الدول الأخرى نموذجنا فيما بعد وحتى منظمة الصحة العالمية اعترفت علناً بملاءمة وفاعلية الإجراءات المتخذة".
د.ب.أ: "هناك دول مثل النمسا تتبنى بالفعل خططاً لاستراتيجية خروج، من إجراءات مكافحة الجائحة. كما تناقش ألمانيا نفس الفكرة. وفي إيطاليا وصفت هذه الخطوة بالمرحلة الثانية. فمتى تبدأ هذه المرحلة وكيف تتم؟ وهل ستشمل إعادة فتح بعض الأجزاء من البلاد بشكل انتقائي وبعض القطاعات الصناعيةِ، او السماح لبعض الفئات العمرية من السكان بالعودة إلى أعمالها؟"
دي مايو: "اقتربنا من المرحلة الثانية وسيكون هناك بالفعل إعادة تشغيل انتقائي لبعض المناطق والقطاعات، لكن الحكومة ستعلن كل التفاصيل بعد التشاور مع اللجنة العلمية الاستشارية. علينا التشاور مع العلماء ومع كل الأطراف ذات الصلة بالأزمة. وإذا وافق العلماء يمكننا البدء في تخفيف بعض الإجراءات بنهاية الشهر الحالي".
د.ب.أ: "إيطاليا وإسبانيا تريدان التضامن من أوروبا، لكنهما لا تتمتعان بسمعة مالية جيدة. هل تتفهم لماذا لا تثق بعض دول شمال أوروبا في بلادكم؟ ألا تعتقد أنه لو كانت هناك سياسات مالية أكثر عقلانية في الماضي، لساعدتكم الآن؟"
دي مايو: "إيطاليا دولة تحترم التزاماتها وتسدد ديونها دائماً. وفي العام الماضي كان معدل عجز الميزانية عندنا 1.6% من إجمالي الناتج المحلي، وكان الأقل منذ 2007. بالطبع لدينا معدل دين عام مرتفع، لكن هذا تراكم منذ أكثر من 20 عاماً. ولكن الحكومتين الحالية والسابقة تستحقان الإشادة لأنهما لم تسمحا بأي زيادة في الدين العام".
د.ب.أ: "كيف تغيرت حياتك اليومية خلال هذه الجائحة؟ وهل تعمل من المنزل أم من المكتب؟ وما الذي تفتقده من أيام ما قبل الأزمة؟"
دي مايو: "أقضي معظم الوقت في الوزارة، والعمل مكثف لأننا نواصل البحث عن المساعدات من الخارج من خلال شبكة تمثيلنا الدبلوماسي. بالطبع نفتقد القدرة على معانقة بعضنا البعض. فنحن شعب منفتح ومحب وطيب القلب، لذا فنحن نفتقد الجوانب العاطفية. لكنني واثق أننا سنقف على قدمينا قريباً جداً".