هنا اوروبا

فرنسا: “افتحوا أبواب المدارس أمام” الآباء المهاجرين “من أجل نجاح” أبنائهم!

يعاني الأولياء المهاجرون حديثا، الذين لا يتقنون اللغة الفرنسية أولا يتكلمونها بطلاقة، من صعوبة فهم ملاحظات الأساتذة المكتوبة حول نقاط أبنائهم المحصلة، أو التواصل مع هؤلاء الأساتذة عبر "دفتر المراسلة"، أو معرفة طريقة عمل المؤسسات التربوية في فرنسا. لذلك أحدثت ورشات اجتماعية لغوية في المدارس الابتدائية والإعدادية التي سجلوا فيها أبناءهم لتعليمهم أبجديات الحياة المدرسية الفرنسية.

 

 كيف يمكن للأولياء الذين لا يتقنون  اللغة الفرنسية أن يطلعوا على ملفات أبنائهم المدرسية؟أحدثت في فرنسا، ورشات لغات مخصصة للأولياء المهاجرين حديثا وللمغتربين الذين لا يتقنون الحديث بالفرنسية أو الذين لا يتكلمونها.

وهذه الورشات تنظمها جمعيات في 436 مؤسسة تربوية – مدارس ابتدائية وإعدادية – في 70 محافظة فرنسية. والغاية منها مساعدة الأولياء على فهم النظام التعليمي في فرنسا وتعلم اللغة.

زيارة المدارس مع انطلاق السنة الدراسية

من بين النشاطات التي تقترحها الورشات، يوم مخصص لزيارة المدارس واكتشاف الأمكنة التي يزاول فيها الأطفال تعليمهم. وعادة تتم هذه الزيارة في مفتتح السنة الدراسية، وخلالها يطلع الأولياء على سير الدروس ويلتقون بالإطار التربوي، من أساتذة وأخصائيين اجتماعيين ومرشدة توجيه، وممرضة والمحاسب المسؤول عن فواتير المطاعم المدرسية. وهذه الزيارة تسمح للأولياء الذين لا يجرؤون على الاتصال بالإطار التربوي، أن يلتقوا بالمختصين وأن يتواصلوا معهم بسهولة.

 

 سيديكا تنتمي إلى جمعية "أستي" التي أدارت إحدى الورشات هذه السنة في إعدادية "رومان رولان" بكليشي سو بوا بضاحية "سين سان دوني" الباريسية، تقول: "بعض الأولياء يجدون حرجا في الاتصال بالإطار التربوي بسبب عدم إتقانهم للغة الفرنسية. وهذا الأمر يجعلهم يحسون بأن وجودهم في المؤسسة التربوية غير شرعي." وامتدت الورشات على أسبوعين وبمعدل ساعتين في هذه المؤسسة التربوية.

التواصل مع المدرسة

وتضيف ساديكا "الورشات هي فرصة للأولياء للتجرؤ على طرح كل الأسئلة التي تشغل بالهم بشأن تعليم أبنائهم. وبعد الخروج من الورشات، يكونون قد تمكنوا من كل المعلومات التي تسمح لهم مثلا بالتواصل مع المدرسة الإعدادية في حال غاب التلميذ أو تأخر، أو في حال طلب الولي موعدا مع أحد الأساتذة، إلى غير ذلك".

وهذه الورشات تسمح أيضا للأولياء بالاطلاع على محتوى البرامج المدرسية. فالجهل بمضمون البرامج الفرنسية قد يشعرهم بأنه تم إقصاؤهم، وقد يجرهم إلى إطلاق أحكام مسبقة على بعض المواد مثل الرسم والموسيقى.

 تقول دومينيك لوفيه، منسقة الورشات التابعة لضاحية "كريتاي" وهي من أول المدن التي فكرت في إطلاق هذه الورشات: "يجب على الأولياء أن ينظروا في كراسات أبنائهم، وأن يطلعوا على ما يدون في دفاتر تكون همزة وصل بينهم وبين المدرسة، وأن يلقوا نظرة على جدول الأوقات… إنها أمور عادية لكن الأولياء الذين لا يتقنون قراءة اللغة الفرنسية وكتابتها لن يجرؤوا على فعل ذلك."

وخلال الورشات التي نظمت هذه السنة، في "كليشي سو بوا"، قامت جمعية "أستي" بإحضار دفاتر مراسلة قديمة حتى تشرح للأولياء بالتفاصيل كيفية استعمالها والغرض منها.

سيديكا أطلعتهم على نماذج لمراسلات في حالة الغياب أو في حالة طلب موعد كتابي مع أحد الأساتذة. وفي بعض الورشات الأخرى، تمت مناقشة ملاحظات كتبها الأساتذة حول نقط أبنائهم المدرسية.

"إن حضور الأولياء يمكن أن يؤثر تأثيرا بالغا على الأبناء" هذا ما لاحظته سيديكا التي قالت: "عندما يعرف التلاميذ أن أولياءهم سيحضرون إلى المدارس الإعدادية، تظهر عليهم علامات الاهتمام والغبطة."

أين توجد هذه الورشات؟

والجدير بالذكر أن الورشات المخصصة لأولياء التلاميذ، نظمت في إطار مشروع "افتحوا أبواب المدارس أمام الأولياء من أجل نجاح التلاميذ". وللاتصال بإحدى هذه الورشات القريبة من سكنكم في فرنسا يمكنكم:

-التوجه إلى المدرسة الابتدائية أو الإعدادية التي ينتمي إليها التلميذ. وفي حال عدم وجود ورشات في المؤسسة التي سجل فيها التلميذ، يجب البحث عن أخرى في المؤسسات التربوية المجاورة التي تنظم مثل هذه الأنشطة.

– التوجه إلى المراكز الاجتماعية التابعة للبلديات التي تقترح ورشات اجتماعية لغوية حول مواضيع مختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى