العلماء يحددون سبب تدهور المناعة بعد التعرض لعدوى فيروسية شديدة
نشرت مجلة Nature Immunology المتخصصة ان علماء من جامعة مالبورن الأسترالية استطاعوا تحديد الآلية التي تسبب تدهور وظائف خلايا منظومة المناعة استجابة للعدوى الفيروسية الشديدة مثل فيروس نقص المناعة أو "كوفيد-19".
وتفيد المجلة بأن العدوى الفيروسية الشديدة والسرطان يقمعان الخلايا التائية، ما يسمى عملية "انهاك المناعة". ومن أجل التغلب عليها، ابتكر الباحثون طرقا جديدة للعلاج، ولكن الآلية البيولوجية لهذه العملية لا تزال غير مفهومة تماما.
فقد قرر علماء جامعة ملبورن بالتعاون مع علماء معهد أوليفيا نيوتن-جون لبحوث السرطان، ومعهد والتر وإليزا هول للبحوث الطبية، معرفة متى وكيف تفقد الخلايا التائية وظيفتها وتصبح "منهكة". حيث كان يعتقد في السابق أن الخلايا التائية أثناء العدوى الشديدة تفقد وظيفتها تدريجيا ببطء خلال فترة زمنية طويلة. غير أن نتائج الدراسات أظهرت أن هذه الخلايا يمكن أن تفقد وظيفتها خلال أيام معدودة.
ووفقا للدكتور دانيل وتسشنايدر رئيس مجموعة البحث من معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة بجامعة ملبورن فان "هذا اكتشاف مثير، خاصة في سياق "كوفيد-19"، فأحد الأسئلة الرئيسية هو لماذا البعض يصابون بشكل شديد من "كوفيد-19" والبعض الآخر بشكل خفيف"؟
وقد درس الباحثون تأثير فيروس التهاب المشيمة اللمفاوي، الذي يعتبر نموذجا للعدوى الفيروسة الشديدة، واكتشفوا اختلافات عجيبة بين الشكلين الشديد والخفيف للعدوى على المستويين الجزيئي والوظيفي، تظهر مباشرة بعد الإصابة بالمرض.
وفي هذا الإطار، تقول الدكتورة سارا غابرييل "استجابة لانتشار العدوى، التي يصعب إزالتها، والتي يمكن أن تتحول إلى مزمنة، يقمع نشاط الخلايا التائية خلال أيام معدودة، في حين تبقى الخلايا التائية التي تستجيب للعدوى الخفيفة بحالة نشاط".
ويقول العلماء إن عمل الخلايا التائية هو الأساس في العلاج المناعي للسرطان، لذلك من المهم أن نفهم، كيف تؤثر العدوى الفيروسية في هذه الخلايا. بينما يؤكد البروفيسور أكسل كاليز المساهم في هذه الدراسة أن "هذه النتائج مثيرة ومهمة جدا. لأنها تبين أنه يمكن التلاعب بالخلايا التائية اللمفاوية في المراحل المبكرة للعدوى الفيروسية، من أجل تعزيز نشاطها".
aawsat