ثقافة

كتاب “الكذب الابيض المقدس” يفكك تنظيم الاخوان في السويد وآليات تغلغله في مؤسسات الدولة

 

 

صدر مؤخرا كتاب "الكذب الأبيض المقدس – قراءات في نصوص الاخوان المسلمين وتطبيقاتها في الغرب (السويد نموذجا)"، عن المركز الثقافي السويدي بالاشتراك مع دار المعارف بالقاهرة، 2018.

كتاب الكذب الأبيض المقدس هو أحدث البحوث المقدمة للقارئ العربي عن الاخوان المسلمبن في الغرب القليلة والتي تم نشرها أيضا باللغة الانجليزية تم اسم "Holy White Lies

مؤلف الكتاب الباحث السويدي من أصل مصري بجامعة لوند السويدية سامح ايجبتسون Sameh Egyptson والذي درس التاريخ بجامعة عين شمس بالقاهرة في الثمانينات ودراسات الأديان والاسلاميات بجامعة لوند في التسعينات والباحث حاليا بمادة العلاقات الدينية بنفس الجامعة. 

كما ينشط الباحث في الكتابة في الاعلام السويدي متخصصا في مادة العلاقات الدينية. 

 

وقد تم القاء الضوء علي الكتاب من الاعلام العالمي حيث قامت أكبر وكالات الانباء والصحف المصرية والسويدية والنرويجية والدنماركية والروسية والامريكية بتقديم عرض للكتاب والقت الضوء على العديد من الوثائق التي لم تنشر من قبل وتكشف ان الرابطة الإسلامية في السويد تستخدم أساليب التغلغل داخل الاحزاب السياسية ومؤسسات الدولة والكنيسة السويدية لبناء أساس اقتصادي وسياسي لخدمة تنظيم الاخوان في السويد وفي أوروبا كما كشف الكتاب عن العلاقات القوية التي تربط التنظيم في السويد مع التنظيم العالمي.

 وقد عبر أحد اهم الصحفيين السويديين "بير جودمونسون" محرر صحيفة سفنسكاداجبلادت ان الكتاب يجب ان يستخدم كمرشد لدي كل كوادر الأحزاب السياسية لفهم تنظيم الاخوان وسياساته في السويد.

 كما عبرت أحد الاكاديميات المتخصصة في ادب المرأة الدكتورة "مني لاجرستروم" ان الكتاب يجب ان يقراء من كل الصحفيين والقانونيين وباحثو الأديان وان يكون ضمن قوائم الكتب الاكاديمية للتدريس بالجامعات الغربية لفهم حركة الاخوان المسلمين في الغرب. 

وقام الاديب المصري محمد سلماوي ورئيس اتحاد الكتاب المصري بتقديم نقد ادبي للكتاب علي صفحات الاهرام العربي والانجليزي والفرنسي ووصف الكتاب بانه في غاية الأهمية وأشاد الي المجهود المبذول في جمع الحقائق الموثقة من أرشيف المؤسسات الحكومية السويدية،  كما نوه الي الطرح الايدلوجي والفقهي والبناء الاستراتيجي للحركة في الغرب المبنية  علي استراتيجية يسميها القرضاوي الكذب الأبيض في فتواه المطروحة علي موقعة الشخصي وهي أساس  استراتيجية التدرج والتغلغل داخل المؤسسات تدريجيا التي أعطت نتائج مبهرة للتنظيم في السويد. فأعضاء التنظيم لا يقدموا أنفسهم كمنتميين لتيار الاخوان، انما افراد وأعضاء جمعيات ومنظمات تدافع عن حقوق الانسان والديموقراطية والمرأة والاندماج في المجتمع الغربي ، وفي الحقيقة فان تعريفهم لهذه المبادئ قاصر على تعريفهم الخاص المحدود لهذه المفاهيم.  

وقد تأثر اخوان السويد بحسن البنا كما سيد قطب والقرضاوي، وخاصة كتب القرضاوي التي طبقت تكتيكاتها كما هي موجودة في كتاب اولويات الحركات الإسلامية في المرحلة القادمة وكتاب الدين والسياسة.. فقد عبر الشيخ احمد غانم أحد اهم مؤسسي الحركة في السويد في مقالاته ان العمل السياسي ينبع من فتوي للشيخ القرضاوي، كما عبر "شكيب بنمخلوف" أحد اهم مؤسسي الحركة في السويد ورئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عن استراتيجيات طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى طبقا لمبدأ التدرج لحسن البنا والقرضاوي.

 

كما كشف الكتاب على حجم المعونات الكبير الذي تحصل علية جمعيات الاخوان من خلال دخول أربع منظمات تابعة للرابطة، وهي رابطة المدارس الإسلامية، ومؤسسة ابن رشد ، وهيئة الإغاثة الإسلامية واتحاد الجمعيات الإسلامية في السويد، في عام 2016 ، فوصل مجموع الدخول الي أكثر من 50 مليون دولار. 

ومن خلال هذه المصادر استطاعت الجماعة توظيف اعداد كبيرة من اتباعهم وقياداتهم واقاربهم. 

كما يلقي الكتاب الضوء على قضية التوريث التي تتم من خلال توريث أبناء القيادات من الجيل الثاني حيث يقوم شكيب بنمخلوف المغربي بتويث ابنة محمد وزوج ابنته محمد تمساماني، ومصطفي الخراقي يورث ابنة محمد، ومحمود خلفي التونسي، وأشرف الخبيري وإسماعيل أبو هلال وعبد الرازق وابري بوضع أبنائهم في مناصب قيادية في هذه الجمعيات.

 

كما يوثق الكتاب بشكل مفصل مراحل الاختراق الإخوانى للسويد والتي بدأت بالتحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ثم حزب الخضر وحزب المعتدلين الجدد وحزب الوسط من خلال القيام بدور تمثيل المسلمين في السويد عبر قيام أعضاء التنظيم بأنشاء الرابطة الإسلامية وجمعياتها المختلفة كاتحاد الشباب المسلم في السويد، ورابطة المدارس الإسلامية، وشركة الحج والعمرة، والكشافة الإسلامية السويدية، وجمعية المرأة المسلمة، واتحاد الطلبة المسلمين السويديين، وجمعية الهلال الجديد الثقافية، وجمعية قارئي القرآن، والمجلس الإسلامي السويدي، ورابطة الجمعيات الإسلامية في السويد، واتحاد مسلمي السويد التي ترتبط بمختلف التنظيمات الإسلامية الدولية التي هي أذرع للتنظيم الدولي للإخوان، ومنها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ورابطة العالم الإسلامي، وحركة مللى جوروش، وبنك التقوي، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ومسجد ميونخ، ومعهد العلوم الإنسانية، واتحاد الشباب المسلم والمنظمات الطلابية كما يكشف الكتاب عن نجاح التنظيم في الوصول الي مناصب سياسية ذات أهمية قصوي منها عبد الرازق وابري الصومالي الذي أصبح عضوا بالبرلمان السويدي وعضو بلجنة الدفاع، وعمر مصطفي الذي اصبح عضو باللجنة المركزية بالحزب الاشتراكي الديموقراطي ومهمت كابلان الذي وصل الي منصب وزير الإسكان في الحكومة قبل الأخيرة.

 

كما ألقى الكتاب الضوء على فكرة الجهاد المؤجل في ادبيات البنا والقرضاوي مما اعطي للتيار الجهادي الانتشار داخل الحركة في السويد حيث قام الالاف من الشباب السويدي بنسبة اعلى من بقية الدول الاوروبية بالجهاد في سوريا والعراق،  كما كشف العلاقة بين قيادات من اخوان السويد مع جبهة النصرة التي تنتمي الي تنظيم القاعدة بزعامة الظواهري حيث تم الافراج على أحد اهم الشخصيات السويدية وأسمه ايهاب حلاق في صفقة تبادل بين جبهة النصرة والجيش اللبناني في مقابل جنود لبنانين مخطوفين من قبل الجبهة .. وكان الحلاق قد اعترف بالحصول علي أموال من مسجد الرابطة بإستوكهولم. كما ان هيثم رحمة رئيس الرابطة الإسلامية السابق وامام مسجد ستوكهولم يتحالف عسكريا مع جبهة النصرة كما ان طريف السيد عيسى أحد القيادات العسكرية للأخوان المسلمين في سوريا والذي تم اغتياله العام الماضي هو والد ياسر السيد عيسى رئيس اتحاد الشباب المسلم وعضو القيادي بالرابطة الاسلامية. 

 

كتاب الكذب الأبيض المقدي هو أحد المسامير الأخيرة في نعش تنظيم الاخوان المسلمين في السويد الذي يمثل أحد اهم التنظيمات المحلية في التنظيم الدولي التي لا يمكن ان تتعايش في الأجواء الحرة الديموقراطية مع استراتيجيات مثل الكذب الأبيض حتى ولو كان هذا الكذب مقدسا.

 

 

 

يورو تايمز / الحقوق محفوظة

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى