جندية أمريكية سابقة تكشف تفاصيل انتهاكات جنسية مارستها وحدة عسكرية خاصة في العراق

عندما طرق الباب المجاور لغرفتها، كانت كولين غريس، وهي اختصاصية سابقة في البحرية الأمريكية، تنام في غرفتها بداخل إحدى القواعد العسكرية الجوية في العراق.

سمعت صوتاً تعرفه. كان صوت أحد الجنود، وكان يطالب العقيد، الذي ينام في الغرفة المجاورة، بفتح تحقيق بملابسات جريمة اغتصاب. قال العسكري للعقيد "هناك عنصر من "النايفي سيلز-بلاتون" (القوات الخاصة في البحرية) اغتصب زميلة خلال حفل شواء وأطالبك بالقيام باللازم لأنها خائفة على نفسها وخائفة من التبليغ".

نظرت غريس إلى هاتفها لترى الساعة، فلاحظت أن صديقة أرسلت لها رسالة نصية وكتبت فيها "تعالي الأمر طارئ".

وعندما وصلت غريس إلى غرفة صديقتها في الواحدة والنصف فجراً، وجدتها ممدة في السرير، بوجه تملأه الكدمات. أدركت فوراً أن العسكري الذي كان يتحدث إلى العقيد كان يقصدها هي.

إعادة الوحدة إلى البلاد

تروي غريس لوكالة أسوشييتد برس نقلاً عن صديقتها أن الاثنين بدءا بممارسة الجنس بتوافق. غير أن الرجل انحرف إلى العنف وبدأ يضربها بشدة. كان الضرب قوياً لدرجة تساءلت خلاله عمّا سيفعله بجثتها بعد قتلها.

وبعد أسابيع من تلك الحادثة، أرسل الجيش الأمريكي كلّ وحدة "بلاتون" إلى الولايات المتحدة وهذه خطوة نادرة، خصوصاً وأنها جاءت أساساً لمحاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية.

ولم يعطِ المسؤولون أو الضباط في البحرية الكثير من التفاصيل حول السبب في إعادة الجنود إلى الولايات المتحدة ولكنه قالوا إن "اعتداء جنسياً وقع" بعد حفل شواء تخلله توزيع مشروبات روحية في 2019.

قائد الوحدة متهم أيضاً

تقول أسوشييتد برس إن مكتب التحقيق بجرائم البحرية أكّد أن قائد الوحدة نفسه، الضابط نيكولاس أولسن، اتهم بانتهاك جنسي، حدث قبل يومين من حفل الشواء المذكور. ولكن الضابط ينفي ذلك.

وغريس هي أوّل عنصر في البحرية الأمريكية يقبل بالتحدث علناً عن الانتهاكات التي واجهتها خلال خدمتها في العراق، وهي تقول إنه قبل حفل الرابع من تموز/يوليو (الاستقلال الأميركي الذي أقيم بمناسبة حلوله حفل الشواء) طرقت صديقة على بابها أيضاً وقالت لها إن قائد وحدة "بلاتون" حاول اغتصابها.

وقالت المرأة لغريس إنها خائفة كذلك من التبليغ عن الحادثة لأن "أولسن ضابط كبير ومن الممكن أن يؤذي مسيرتها المهنية".

وكانت وحدة "بلاتون" قد تمّ سحبها من العراق بعدما قامت البحرية الأمريكية بخطوة غير اعتيادية لناحية تشديد قواعد الانضباط بداخل الوحدات الخاصة السرية والنخبوية إثر سلسلة من الفضائح المرتبطة بالعنف غالباً.

وطردت البحرية إثر ذلك ثلاثة عناصر بعد مزاعم مرتبطة بالاغتصاب والانتهاك الجنسي.

وفي العام 2018، أي قبل شهادة كولين غريس بنحو سنتين، كانت مارتا ماكسالي أول جندية من القوات الجوية الأميركية تتحدث عن تعرضها للاغتصاب من قبل المسؤول عنها.

Euronews