آراء

د. حسن السوداني : المرشح عمر بن سعد

يطالعنا عالم التواصل الاجتماعي يوميا بأقنيته المتعددة على الكثير من المجريات والأحداث الغريبة والعجيبة  غير ان التواتر المتصاعد بدا يهاجمنا يوميا بأخبار عن أسماء المرشحين الجدد لمجلس النواب العراقي بدورته القادمة ومصدر هذا التعجب ليس بالحق المتاح أمام الجميع للترشح ان كان يعتقد بنفسه الكفاءة اللازمة للمهمة بل بالجرأة التي تلازم اغلب المرشحين بالتصدي لأمر يتطلب الكثير من المهارة ومنها على سبيل المثال: ان اغلب المرشحين للانتخابات في أوربا والدول الراسخة بالديمقراطية تسلسلوا بالعمل الحزبي لفترات طويلة وجاء هذا التسلسل برغبتهم الجامحة بالعمل التطوعي وعدم خوفهم من قول الحق ومبدأيتهم في الحياة وزهدهم الكبير بالذاتية على حساب الموضوعية  ودفاعهم عن القضايا المجتمعية فضلا عن كونهم من العاملين في الوظائف العامة أو الخاصة وليسوا من العاطلين عن العمل, لكن الأهم من كل ذلك هو معرفة المرشح بقوانين البلاد وانشغاله بالدفاع عن جزئية من تلك التي يؤمن بها مثل( البطالة, التربية, البيئة.. الخ) ويمكن ان يكون له سجل حافل لدى الناس في دفاعه عن تلك الموضوعات , وعند فوزه بالمقعد النيابي يستمر بكل ما يستطيع لإثبات ما دافع عنه قبل الانتخابات وحتى بعد انتهاء دورته الانتخابية يبقى هو ذاك المدافع عن قضاياه بغض النظر عن وجوده في البرلمان او في البيت او الشارع!!

أتذكر جيدا في بداية الحرب مع إيران كانت العوائل تدفع أبنائها للتطوع في الجيش كضباط او مراتب لما سوف يحصلون عليه من امتيازات مادية ستتحول بعد فترة قصيرة إلى مجرد قطعة قماش يلف بها نعش الأبناء التي أكلتهم أسنان الحروب بلا رحمة!

وأتذكر كيف غادر الناس الوظائف في فترة الحصار بعد أن وصل راتب الموظف بقدر ثمن علبة حلويات من تلك التي يعزف أطفالنا اليوم عنها!!

وأتذكر تهافت الناس على الوظيفة مجددا بعد ان أصبح راتب الموظف سمينا بعض الشئ واسمع واقرأ عن الامتيازات الخرافية التي يتمتع بها نواب البرلمان وما يصرف عليهم من مواد (ترقيعية) لأبدانهم وأسنانهم وصلعاتهم و(خدودهن) وارى انعكاس ذلك كله على صاحبي الذي تطالعني صورته كلما فتحت الفيسبوك وأنا اعرف انه حتى الساعة لا يعرف (الجك من البك) واشهر عبارة يرددها وسط احتدام النقاش عن الشكلانية وموت النص هي: (ياشكلانية .. ياموت النص.. عمي نص كباب وبصل مشوي والحك ربعك!!!) وإذا تركنا صاحبنا ابو الكباب الى تلك الأسماء التي أثبتت فشلها وعجزها عن تحقيق اي شي ثم جرأتها على طرح نفسها مجددا يستوقفني المثل القائل(المبلل ما يخاف من المطر) فهو قد شبع شتائم وازدراء وما عاد يحس بوقعها عليه ( ومن يهن يسهل الهوان عليه وما  لجرح بميت إيلام) فالنقود والجاه والحمايات والسيارات الفارهة تستحق إعادة كلمات ابن سعد( ااترك ملك الري والري منيتي ام ارجع مأثوما بقتل حسين) ذلك السؤال الذي استسهل الاجابة عليه المرشحون اليوم فقتل الحسين لا يعد مشكلة أمام تلك التي سيعبون بها أجوافهم حتى لو كانت من السحت الحرام!!.

 

كاتب واكاديمي عراقي مقيم في السويد

زر الذهاب إلى الأعلى