مدارس بريطانية تركّب كاميرات شرطة للمدرسين لضبط المشاغبين
يتسم سلوك الطلاب في عدد من المدارس حول العالم بالعنف تجاه المعلمين الذين تحظر عليهم القوانين اللجوء إلى القوة لوقف السلوك المضطرب لمثل هؤلاء الطلاب.
وفي محاولة لتهدئة "المواجهات" مع الطلاب من أصحاب السلوك السيء والمعادي ووقف التصعيد معهم، لجأت بعض المدارس البريطانية، خصوصا الثانوية منها، إلى التكنولوجيا المرتكزة على كاميراتالفيديو الشبيهة بتلك التي تستخدمها قوات الشرطة.
وقالت واحدة من 3 مدارس ثانوية، لجأت إلى هذا الأسلوب، إن الكاميرات ساعدت في تقليص المواجهات مع الطلاب، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقال نائب رئيس أكاديمية ساوثفيلدز في جنوب غربي لندن، لاري ديفيس، تعليقا على هذه المبادرة: "هدفي هو اللجوء إلى أفضل طريقة تمكننا من التركيز فقط على التعليم بدلا من التعامل مع المواجهات".
وأضاف ديفيس قائلا: "منذ أن بدأنا باستخدام الكاميرات، بات لدينا عدد قليل جدا من المشكلات، ربما مشكلة واحدة في الشهر".
وتحاول مدرستان ثانويتان أخريان، لم يتم الكشف عنهما، تجربة كاميرات الفيديو، واحدة منهما تهدف إلى معالجة السلوك المعادي للطلاب، وفقا لموقع "نيوزويك" على الإنترنت.
ويرتدي عدد من المعلمين في المدارس المشاركة بالتجربة سترات شبيهة بتلك التي يلبسها رجال الشرطة، كتب على ظهرها عبارة "تحتوي على كاميرا تصوير فيديو" لإظهار أنهم ربما يسجلون "مواجهاتهم" مع الطلاب المشاكسين.
وتعترض مديرة منظمة "بيغ بروذر ووتش" الحقوقية، سيلكي كارلو، على المبادرة قائلة: "يجب ألا يرى الشباب المعلمين وهم يمشون بكاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة أو يخشون تصويرهم دون موافقتهم".
واسترسلت كارلو قائلة: "لا يوجد دليل على أن تصوير الأطفال يمكن أن يحل أو يتعامل مع أسباب المشكلات السلوكية، ولكنه يمكن أن يخلق بيئات قمعية، لذا فإننا نحث هذه المدارس على إعادة النظر".
وكانت هيئة مراقبة المدارس "أوفستد" قد أعلنت أنها ستقوم بتجربة استخدام الكاميرات بواسطة مفتشين تابعين لها من خلال عمليات تفتيش مفاجئة لتلك المدارس غير المرخصة التي قد تعمل بشكل غير قانوني.
وأفاد متحدث باسم "أوفستد" بأن هذه الخطوة "ستحسّن من قدرة مفتشينا على أداء مهامهم بأمان مع ضمان أفضل الأدلة، وتحسين قدرة النيابة العامة البريطانية على مقاضاة الأشخاص الذين يشتبه في قيامهم بإدارة مدارس غير مرخصة".
وكان الأستاذ في معهد دراسات العدالة الجنائية في جامعة بورتسموث، توم إيليس، قد دافع سابقا عن استخدام الكاميرات في المدارس، وقال "في حالة وجود تهديد محتمل لأحد أعضاء هيئة التدريس أو التلميذ على سبيل المثال، يتم استخدامها. إنها ليست كاميرا مراقبة".
من جهتها، قالت وزارة التعليم البريطانية الجمعة، إنها لا تراقب عمليات استخدام الكاميرات في المدارس، وأن الأمر متروك للمدارس كل على حدة لتقرر ما إذا كانت ضرورية.