أخبار

بايدن سيختار على الأرجح نائبة من أصول أفريقية

 

أكّد المرشح الديمقراطي جو بايدن أنه سيعلن عن خياره لنائبة له الأسبوع المقبل. وقال بايدن لمجموعة من الصحافيين إنه اقترب جداً من اتخاذ قراره النهائي: «سوف أتوصل إلى قراري في أول أسبوع من شهر أغسطس (آب) وأعدكم بأني سأعلن عن خياري عند التوصل إليه».

ومع قرب الإعلان عن نائبة له، تتصدر لائحة المرشحات السيناتورة الديمقراطية كامالا هاريس، تتبعها مستشارة الأمن القومي السابق سوزان رايس، كما لا تزال السيناتورة التقدمية إليزابيث وارن على اللائحة، التي انضمت إليها مؤخراً النائبة كارن باس وهي رئيسة كتلة أعضاء الكونغرس من أصول أفريقية. لكن هذا لا يعني أن السباق محصور بهذه الأسماء فحسب، إذ إن بايدن يلعب ورقة التشويق في هذا الموضوع، فتحبس المرشحات أنفاسهن بانتظار تلقي الاتصال الهاتفي الذي يبلغهم ببشرى اختيارهن.

وردا على سؤال لصحافية عما إذا كان سيتمكن من لقاء مرشحته رغم انتشار وباء «كوفيد – 19» قال بايدن: «سنرى». وأوضح السياسي الديمقراطي البالغ من العمر 77 عاما، مازحا، أنه سيواجه صعوبة في لقاء هذه المرشحة سرا بسبب الصحافيين الذين يرصدون تحركاته أمام منزله في ويلمينغتون حيث يمضي الجزء الأكبر من وقته منذ أن أدت الأزمة الصحية إلى توقف غير مسبوق لحملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وكان الفائز في انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي اتسمت بتنوع غير مسبوق، وعد باختيار سيدة لتواكبه في حملته ضد دونالد ترمب (74 عاما) وتصبح أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة في حالة فوزه في انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). وبالتزامن مع حركة الاحتجاج التاريخية ضد عنف الشرطة والعنصرية، ازداد الضغط ليختار أميركية أفريقية لتكون مرشحة معه لمنصب نائب الرئيس. لكن خبراء يرون أنه يرتقب أن يختار سيدة من الولايات الريفية والصناعية لوسط الغرب أو ميدويست، كانت سمحت بترجيح الكفة لمصلحة دونالد ترمب في انتخابات 2016.

بين الأسماء الأخرى التي تطرح في التكهنات برلمانيات بينهن خصوصا السيناتورة إليزابيث وارن المرشحة الأخرى التي هزمت في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، زميلتاها في مجلس الشيوخ تامي داكوورث وتامي بالدوين. وترد كذلك أسماء النائبتين الأميركيتين الأفريقيتين فال ديمينغز وكارين باس، بالإضافة لحاكمتي ميشيغن غريتشن ويتمر ونيو مكسيكو ميشال لويجان غريشام ورئيسة بلدية أتلانتا كيشا لانس بوتومز.

وبينما تسري الشائعات، قام الموقع الإخباري الإلكتروني «بوليتيكو» الثلاثاء بتحديث مقال عن مختلف المرشحات، وأعلن أن بايدن سيختار «في الأول من أغسطس» كامالا هاريس ووصفها بأنها «مرشحة مميزة معه» لمنصب نائب الرئيس. وصحح الموقع المتخصص ذاك موضحا أنه «خطأ». وذكر ناطق باسم الموقع براد دايسبرينغ لوكالة الصحافة الفرنسية أنه نص مستخدم لإخراج الصفحة. من جهته كتب تي جي دوكلو الناطق باسم جو بايدن في تغريدة «هذا ليس صحيحا».

وسيعلن الحزب الديمقراطي ترشيح جو بايدن رسميا خلال مؤتمر ينظم في 17 أغسطس في ميلووكي بولاية ويسكونسين، وسيكون الجزء الأكبر منه افتراضيا.

ويقدم المرشح الديمقراطي نفسه على أنه «نقيض» دونالد ترمب، مدينا إدارة الملياردير الجمهوري للوباء الذي أودى بحياة حوالى 150 ألف شخص في الولايات المتحدة، وكذلك إدارته للمظاهرات ضد العنصرية. وقال بايدن إن ترمب «أثبت أنه لا يستطيع دحر الوباء وحمايتكم، ولا يمكنه إنعاش الاقتصاد وإعادة أميركا إلى العمل»، متهما الرئيس «بتأجيج لهب الانقسام والعنصرية في البلاد عمدا».

ومع احتدام المنافسة على مقعد الرئاسة، غيّر الرئيس الأميركي جذرياً بعض مواقفه السابقة خاصة فيما يتعلق بسياسته في مكافحة فيروس «كورونا»، كما بدأ بتسليط الضوء أكثر فأكثر على سياسات منافسه الداعمة لليسار المتطرف، على حد تعبيره. فأعاد تغريد مواقف لمناصريه تنتقد تعاطي بايدن مع عناصر الشرطة إثر أحداث بورتلاند، وغيرها من السياسات الداخلية، وتقول التغريدة: «أود توجيه سؤال لبايدن: خلال الأيام المائة السابقة لقد دعمت سياسات لإلغاء الشرطة المحلية ومسح الحدود وتقديم الاقتصاد للمتشددين البيئيين ورفع الضرائب بتريليونات الدولارات. في الأيام المائة القادمة ما هي السياسات اليسارية المتطرفة التي سترغم على اعتمادها؟». وتعكس هذه التغريدة سياسة حملة ترمب التي تهدف إلى تصوير بايدن بمظهر الألعوبة بيد اليسار المتطرف، وهو أمر غالباً ما يتحدث عنه ترمب في محاولة منه لتخويف الناخب الأميركي المعتدل من التصويت لصالح منافسه. ويعتمد ترمب على «تويتر» لبث الحماسة في صفوف مناصريه، وقد بدا هذا واضحاً عندما غرّد بشكل مكثف يوم الأحد مع دخول السباق في مرحلته الجديدة فقال في سلسلة من التغريدات: «100 يوم تفصلنا عن يوم الانتخابات! انضموا إلى فريق ترمب لنقول لكم ما هي الأسباب المائة لعدم التصويت لصالح جو بايدن!».

ومع تدهور شعبية ترمب المستمرة في استطلاعات الرأي، يصر الرئيس الأميركي على التشكيك بهذه الاستطلاعات التي تظهر تراجعه أمام منافسه في مختلف الولايات الأميركية.

وبدلاً من التركيز على الأرقام التي تشير إلى أن بايدن متقدم على ترمب بـ9 نقاط على الأقل في مجموع اختصره موقع ريل كلير بوليتيكس ويشمل كل استطلاعات الرأي الأخيرة، يحاول الرئيس الأميركي تسليط الضوء على حماسة مناصريه مقارنة مع مناصري بايدن، فيقول إن «حملة ترمب الانتخابية تطغى عليها حماسة كبيرة أكثر من أي حملة في تاريخ بلدنا العظيم. بايدن لا يتمتع بأي حماسة! إن الغالبية الصامتة ستتحدث في الثالث من نوفمبر! استطلاعات الرأي الكاذبة والأخبار المزيفة لن تنقذ اليسار المتشدد».

زر الذهاب إلى الأعلى