أكاديمي جزائري يكشف أكذوبة شراكة أكاديمية البورك للعلوم الوهمية في الدنمارك بجامعة كنساس الامريكية
د. يزن داود
لا نستغرب أن تظهر في وقتنا الحاضر وتطفو على السطح، جهات وهمية بأسماء أكاديمية وصيغ تجارية يشوبها الشك والريبة، لما تحملُ من أشكال ومظاهر فضفاضة، ليست لها صلة بأساسيات ومضامين العلم والبحث والتطوير والمعرفة والشأن الأكاديمي..
ومن بين هذه الأشكال المفضوحة المسيئة للعلوم والشؤون الأكاديمية، ما يسمىّ بـ "أكاديمية البورك للعلوم في الدنمارك"*، فهذه الحالة الشاذة البعيدة عن الوصف الأكاديمي والعلمي، ما هي إلا سلوك منحرف عند أصحابها، فهذه الجهة المتاجرة بالعلم والبحث الأكاديمي، بفعل عقلها السوقي، تأتي من جديد بعنوان آخر وادعاء باطل بأنها امتداد لجامعة كاليفورنيا الأمريكية، في اطار ما تعوّدت عليه من حالات وهوى التزوير والتدليس لخداع الراغبين بالدراسة العلمية والأكاديمية والتعليم العالي، من جهة، ولتهديم قيم ومضامين التعليم والتعلمّ المباشر وغير المباشر، من جهة ثانية…
ومن المؤسف حقاً، أن هذه المجموعة الغريبة والشاذة الهوى والبعيدة عن العلم والشأن الأكاديمي، تطلق هذه المرة، الاعلان عن كذبة أخرى اكثر فجاجة وانفضاحاً من الأولى، تتمثل بالادعاء بأن (اكاديميتهم) اصبحت جامعة امريكية رسمية عبر اتفاقية شراكة وتعاون مع جامعة كنساس الرسمية، ويقدمون بنود اتفاقية مكتوبة باللغة العربية، من دون أن تكون موقعة من أية جهة، وهي في بنودها ومحتوياتها تشكل دليلاً مضافاً يدين اصحاب هذه الكذبة، لان النظام الداخلي للجامعات الرسمية في الولايات المتحدة الامريكية يعتبر اللغة الانكليزية اللغة الرسمية الوحيدة في المراسلات والمخاطبات، هذا أولاً، ثم إن هؤلاء يقدمون رسالة باللغة الانكليزية موقعة من شخص اسمه M . Chopensn M.A.J.D بتاريخ الثامن من شهر ديسمبر 2017، وتحت الاسم يكتب صفة الموقعّ المشار اليه- التعاون الداخلي المقدّم للبرامج الدولية (InterionAssociete)Provoet for IntenrntionalPrograrms).
وهذا دليل آخر على عدم صدقية هذه الرسالة، لكون الهيكل التنظيمي لهذه الجامعة، لا يتضمن وجوداً لمثل هذا القسم، ولا وجوداً لشخص يحمل مثل هذا الاسم الموقع، والذي كما يبدو من تصورّ وتصرفّ المعنيين في (الأكاديمية) العاشقين لعدم الصدقية والهوى والاستخفاف بعقول الناس..
وهنا نود الاشارة الى أن المخولّ بتوقيع الاتفاقات والشراكات في الجامعات الأمريكية وسواها من الجامعات في أوربا والعالم قاطبة، هو رئيس الجامعة أو مَن ينوب عنه وليس سواهم.
لذلك ندعو كافة المعنيين والمتابعين للمؤسسات والهيئات العلمية والأكاديمية، سواء في الدنمارك أو في دول أوروبا وغيرها من دول العالم، التصدي لهذه الألاعيب والمحاولات الغارقة في الخداع والتحايل والمتاجرة بالعلم والشأن الأكاديمي، بكل الطرق والوسائل المتاحة، وفي مقدمتها الاجراءات القانونية المشروعة.
*أكاديمية البورك للعلوم في الدنمارك حسب مصادر موثوقة مكتب ترجمة يعود لشخص لا يحمل شهادة جامعية.
الدكتور يزن داود
جامعة بشار / الجزائر
المقال منشور في موقع الاخبار، ويمثل رأي كاتبه