مراكب الجندول الشهيرة تعود إلى مدينة البندقية في انتظار السياح
بعد شهرين من الإغلاق التام للجم الوباء القاتل، دخلت إيطاليا أول من أمس الاثنين في مرحلة جديدة من تخفيف القيود مع إعادة فتح المتاجر واستئناف القداديس في الكنائس. وعادت مراكب الجندول الشهيرة وإن بخجل إلى القناة الكبرى في البندقية ناقلة عددا قليلا جدا من الركاب لعبور هذا المجرى المائي بانتظار عودة السياح الغائبين راهنا. وقد نقل سائقا مركب بعدما وضعا قناعين وقفازات في الجندول الأسود قبل ظهر الاثنين راكبا وحيدا لعبور القناة الكبرى. ويعتمد التباعد الاجتماعي على متن المركب مع مسافة متر فاصلة بين المقعد والآخر رسمت حدودها بواسطة شريط لاصق على أرضية الغندول، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويحق لهذه المراكب التي تشتهر بها البندقية نظريا استئناف نشاطاتها لكن الحركة تبقى بطيئة جدا مع غياب السياح عن المدينة. ويبقى عدد المراكب قليلا جدا في المياه. ويفترض أن تستأنف نشاطها فعلا بعد إعادة فتح الحدود أمام السياح الأوروبيين في الثالث من يونيو (حزيران).
وفي مؤشر إلى عودة الوضع نسبيا إلى طبيعته، أعادت كاتدرائية القديس بطرس فتح أبوابها أمام الزوار الذين كان عددهم قليلا صباح الاثنين بعدما خلت شوارع العاصمة الإيطالية منذ شهرين من السياح.
وكانت قد عادت المياه في المدينة إلى صفائها في فترة الإغلاق بعد أن هجر السياح البندقية منذ مطلع مارس (آذار)، مما أعطى متنفسا للثروة المائية والنباتية في البحيرة لتعود بأبهى حللها.
وكانت قد توقفت الزوارق السريعة التي كانت تجوب القنوات والبحيرة الشاطئية مثيرة الرواسب الطينية ما يؤدي إلى تعكير المياه.
وكان بالنسبة إلى أندريا مانغوني عالم الحيوانات، يعد هذا الأمر فرصة لإعادة اكتشاف النظام البيئي المتنوع للغاية الذي يعيش في بحيرة البندقية، وقد انتشر مقطع الفيديو لقنديل بحر يسبح بهدوء في مياه البحيرة الشفافة الذي صوّره هذا العالم على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.
وقال «أصبح بإمكاننا الآن رؤية 50 أو 60 سنتيمترا وأحيانا ما يصل إلى متر تحت المياه. ونتيجة لذلك، يمكننا أن نرى الحيوانات التي أخفيت حرفيا في المياه العكرة». وأوضح مانغوني أنه لم ير مثل هذه المياه الصافية في العشرين عاما التي عمل فيها في البندقية.
شاهد أيضا: قصة توأمين.. فرقتهما كورونا وجمعتهما الحدود بين السويد والنرويج
الشرق الاوسط