أخبار

ليس سوق ووهان.. أحداث ومعلومات مثيرة قد تشير إلى مصدر فيروس كورونا

سلط مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الخميس الضوء على الفرضيات المتعلقة بكيفية نشوء فيروس كورونا المستجد، وهل حدث ذلك بشكل طبيعي كما تقول الصين؟ أم أن الأمر كان مخططا له وحدث بفعل فاعل.

يشير مقال الرأي الذي كتبه ديفيد رينولدز إغناتيوس أيضا إلى الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وبكين بشأن تحميل إحداهما الآخر مسؤولية نشر الوباء القاتل، والتي سرعان ما هدأت فيما بعد اتفاق على زيادة التعاون بين الجانبين لمكافحة الفيروس.

لكن إغناتيوس أورد معلومات مثيرة ومتسلسلة ترافقت مع الأيام الأولى لاكتشاف الفيروس، وأخرى سبقت ذلك بعدة أشهر تعزز النظرية القائلة إن الفيروس لم يخرج في البداية من سوق ووهان للمأكولات البحرية وإنما من مكان قريب لا يبعد سوى 100 متر.

كيف تفشى الفيروس؟

يقول الكاتب إن حل هذا اللغز الطبي مهم لمنع انتشار الأوبئة في المستقبل. ويضيف أن ما هو واضح بشكل كبير أن "القصة الأصلية" التي أوردتها السلطات وقالت فيها إن الفيروس ظهر أولا لدى أشخاص أكلوا حيوانات ملوثة في سوق ووهان، هي رواية ضعيفة.

حدد العلماء الجاني على أنه فيروس تاجي مصدره خفاش، ومن خلال التسلسل الجيني اكتشفوا إنه لم يتم بيع الخفافيش في سوق ووهان للمأكولات البحرية، على الرغم من أن أناسا في السوق أو غيرهم ربما يكونون قد باعوا حيوانات كانت على اتصال بالخفافيش.

ويتابع أن مجلة "لانسيت" العلمية لاحظت في دراسة أجريت في يناير أن أول حالة لـ covid-19 في ووهان ليس لها صلة بسوق المأكولات البحرية.

يشير إغناتيوس إلى وجود نظرية أخرى تتحدث عن أن الفيروس ربما يكون قد انتشر نتيجة خطأ عرضي أثناء إجراء تجارب مختبرية على فيروس كورونا المستجد المرتبط بالخفافيش. حيث يقع فرع ووهان للمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها على بعد أقل من 100 مترا من سوق المأكولات البحرية. 

نشر باحثون من المركز ومن معهد ووهان للفيروسات القريب منه مقالات حول جمع عينات من فيروسات تاجية من الخفافيش من جميع أنحاء الصين لدراسة الوقاية من الأمراض في المستقبل. 

فهل يمكن أن تكون إحدى هذه العينات قد تسربت؟ أو هل تم رمي نفايات خطرة في مكان ما مما ساعد على الانتشار؟

وجه الكاتب هذا السؤال لعالم الأحياء الدقيقة وخبير السلامة البيولوجية ريتشارد إبرايت الذي أشار إلى أن "العدوى البشرية الأولى يمكن أن تحصل نتيجة حادث طبيعي" مع انتقال الفيروس من الخفافيش إلى الإنسان وربما من خلال حيوان آخر. 

لكن إبرايت حذر من أن هذا الأمر "يمكن أيضا أن يحصل نتيجة حادث مختبري، من خلال مثلا حصول إصابة عرضية لشخص يعمل في المختبر".

وأضاف أن الدراسات المتعلقة بالفيروسات التاجية في الخفافيش في مختبرات ووهان تحصل تحت مستوى سلامة بيولوجية متدني "يوفر الحد الأدنى من الحماية فقط"

وأشار إبرايت أيضا إلى مقطع فيديو نشر في ديسمبر الماضي من داخل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في ووهان يظهر أن العاملين "يجمعون فيروسات كورونا من الخفافيش بمعدات حماية شخصية غير كافية وممارسات تشغيل غير آمنة".

كما لفت إلى أن هناك مقالتان صينيتان نشرتا في عامي 2017 و2019 تحدثتا في حينه عن بطولات الباحث في مركز ووهان للسيطرة على الأمراض والوقاية منها تيان جونهوا، الذي كان يقوم بالإمساك بالخفافيش داخل كهف ونسي اتخاذ الاحتياطات اللازمة بحيث كان بول الخفافيش يتساقط على رأسه مثل المطر.

وما يعزز فرضية خروج الفيروس من مختبر ووهان، وفقا لكاتب المقال، الدراسة الصينية التي نشرت وثم سحبت بشكل غريب بعد فترة وجيزة في فبراير الماضي.

تحدثت الدراسة في حينه عن احتمالية نشوء فيروس كورونا المستجد في مختبر ووهان، وخلصت أيضا إلى أن مستويات السلامة في المختبرات الخطرة للغاية قد تحتاج إلى تعزيز.

يشار إلى أن الدراسة وهي عبارة عن ورقة بحثية صادرة من جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا، أكدت أن مركز ووهان لمكافحة الفيروسات هو المسؤول عن انتشار الوباء، لأنه أبقى الحيوانات الموبوءة بالأمراض في مختبرات المدينة، بما ذلك 605 خفاشا.

وأشار البحث إلى أن الخفافيش المحملة بالمرض هاجمت أحد الباحثين، ومن الممكن أن تكون قد نقلت المرض إليه، مؤكدين أن تسلسل الجينوم في المرض مماثل بنسبة من 89 -96 %، للفيروس التاجي الموجود في خفافيش حدوة الحصان.

وأضاف التقرير أن هذه النوعية من الخفافيش لا توجد في مدينة ووهان، واحتمالية أن تحلق من مقاطعتي يوننان أو تشجيانغ إلى ووهان، كانت ضئيلة، لأنها تبعد عنهما ما يقرب من 600 ميلا.

وأوضح البحث أنه لا توجد أدلة كثيرة على تناول السكان المحليين لمقاطعة هوبي للخفافيش.

وذكر البحث أن أحد الباحثين في مركز ووهان للسيطرة على الأمراض وضع نفسه في الحجر الصحي بعد مهاجمته من أحد الخفافيش في المركز، كما وضع آخر نفسه بعد تبول الخفافيش عليه، مؤكدا أن المركز مجاور لمستشفى ووهان، حيث أُصيبت المجموعة من الأولى من الأطباء.

Alhurra

زر الذهاب إلى الأعلى