هنا اوروبا

ولاية بافاريا… الحياة اليومية للاجئين في “مركز إرساء” شفاينفورت

لا يتمتع الكثير من قاطني "مركز الإرساء" في مدينة شفاينفورت الألمانية بفرص كبيرة لقبول طلبات لجوئهم. "مهاجر نيوز" زار المركز وأعد التالي عن أحوال طالبي اللجوء وظروف عيشهم هناك ومواقف السكان المحليين منهم.

 

في أمسية يوم جمعة دافئ نسبياً من تشرين الثاني/نوفمبر 2018 قام حوالي 50 رجل شرطة بعملية في "مركز الإرساء" بمدينة شفاينفورت، التي يبلغ تعداد سكانها 53 ألف نسمة وتربض على ضفة نهر الماين. وفي إجابة على استفسار لموقع "مهاجر نيوز" أفادت الشرطة أن الهدف هو مكافحة "الإتجار بالمخدرات وتعاطيها". وقد وجدت الشرطة أن ثلاثة أشخاص موجودين بشكل "غير شرعي" في المركز.

من ثكنة جيش إلى مركز إرساء

اللاجئ المنحدر من ساحل العاج زي يا نوفو (اسم مستعار) قال إن الشرطة "أرعبته" لدى تفتيش غرفته. ويتعرض "مركز الإرساء" لمثل هذه العملية مرة كل شهرين أو ثلاثة دون سابق إنذار. وفقاً لإحصائيات الشرطة تعرض المركز لأكثر من 60 عملية من هذا النوع بين كانون الثاني/يناير ومنتصف تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي. ويضم المركز حوالي 750 طالب لجوء ينحدر معظمهم من نيجيريا والصومال وساحل العاج. ووصف أحد الحراس، الذين يبلغ عددهم 33 شخصاً، "الوضع بأنه آمن معظم الوقت".

في الأصل شيد النازيون المركز كثكنات للجيش. ومن ثم استخدمه الجيش الأمريكي بين عامي 1945 و2014. ومنذ 2015 يستخدم كمركز استقبال لطالبي اللجوء، والآن هو أحد سبعة مراكز إرساء في ولاية بافاريا.

 

Police raid at the Schweinfurt anchor center on November 16 2018  Photo Benjamin BathkePolice raid at the Schweinfurt anchor center on November 16, 2018 | Photo: Benjamin Bathke

 

 

شكاوى

أحد طالبي اللجوء من نيجيريا قال لـ"مهاجر نيوز" إنه غير راض عن شروط الحياة في المركز واشتكى من غياب الخصوصية وعدم العناية بالأطفال. كما اتهم، الشاب ذو الـ 27 عاماً، الشرطة بأخذ آلة الاستماع للموسيقى الخاصة به. غير أن لحياته هنا جانب إيجابي؛ إذ يعتبر النيجيري من القلائل المحظوظين، فهو يعمل نصف الشهر في غسل الثياب ويتقاضى 80 سنتاً على كل ساعة عمل.  

يتلقى كل طالب لجوء 98.60 يورو في الشهر بالإضافة إلى الطعام والشراب واللباس وتذاكر للنقل العام. ولم يتم استقبال الإعلان عن استبدال المبلغ النقدي بمساعدات عينية إضافية بترحاب من جهة طالبي اللجوء. الإجراء سيحرم اللاجئين من القدرة على توكيل محام للطعن بطلبات اللجوء المرفوضة، على سبيل المثال. أما إدارة المركز فتبرر ذلك بأنها تهدف لوقف "الهجرة الثانوية"، أي الهجرة من بلد أوروبي يقدم خدمات أقل من ألمانيا.

أمضى بعض قاطني المركز سنوات في ليبيا يعيشون حياة أشبه بحياة "العبودية". ولا يشعر موسى المنحدر من ساحل العاج بالاستقرار: "أريد السلام"، يقول الشاب بضجر.

 

Valentina Wagner a Russian-speaking nurse says thinks it would be very helpful if newcomers were put into work  Photo Benjamin BathkeValentina Wagner, a Russian-speaking nurse, says thinks it would be very helpful if newcomers were put into work | Photo: Benjamin Bathke

 

 

فالنتينا فاغنر ممرضة من أصل روسي 

مواقف السكان المحليين

تصف إدارة المركز موقف سكان مدينة شفاينفورت تجاه اللاجئين بأنه "فضولي ولكن مع المحافظة على مسافة منهم"، مشيراً إلى تحدر جزء كبير من السكان من خلفيات مهاجرة: روسية وأمريكية وتركية وغيرها. فالنتينا فاغنر ممرضة من أصل روسي في منتصف الثلاثينات تقول إن كبار السن والسكان من خلفيات روسية مهاجرة هم الأكثر "تحفظاً"، مؤكدة أن الأمر يحتاج بعض الوقت لكي يتم الاعتياد على اللاجئين.

ميشائيل شيرتشينكو (33 عاماً) يقول لـ"مهاجر نيوز" إن المدينة ليست بحاجة للمزيد من اللاجئين: "يجب علينا أولاً إدماج الموجودين هنا". كما عبّر الشاب، المنتمي لما يطلق عليهم "ألمان الفولغا" (ألمان هاجروا إلى روسيا قبل قرون ومن ثم عادوا إلى ألمانيا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي)، عن قلقه على سلامة النساء والأطفال والمراهقين.

الشابة ميلانا براون قالت لـ"مهاجر نيوز" إنه لمن الرائع استقبال ألمانيا ومدينتها لطالبي اللجوء، إلا أنها "تعرضت" لتحرش من أحد طالبي اللجوء قبل سنتين، ما جعلها تقلع عن ركوب باصات النقل العام: "يطلق طالبو اللجوء نكات غبية ويصفرون"، مشيرة إلى أن مشي الشبان المهاجرين في مجموعات في المدينة أمر "مرعب ومخيف".

 

 

 

 

ر.خ/.infomigrants.net 

زر الذهاب إلى الأعلى