أخبار

حكاية شهيد الناصرية مجتبى حسين ذو 17 ربيعا

خاص بيوروتايمز 

 

 

ترك حياة اللهو والترف والاكتفاء الذاتي، وأسرع منتفضا ليقول كلمة حق في وقت مهم وحساس بالنسبة لوطن يمر بأزمة استعادة هويته وشموخه أمام العالم، فكان هو وليد حضارة سومر التي أبت أن تندثر.

 

مجتبى حسين عليوي الغزي، من مواليد 2003، ولد في قضاء الشطرة في محافظة الناصرية، من عائلة غنية وذات مستوى علمي على الصعيد الأكاديمي، طالب ثانوية في المرحلة الرابعة، يتصف بالذكاء والحرص في تحصيله الدراسي، حلٌم ان يدرس في مجال الهندسة، يمتاز بالشجاعة وروح المغامرة ويهوى ممارسة رياضة السباحة وكرة القدم.

 

"مجتبى حسين ابن الناصرية"، حالة فريدة من نوعها، كما يقول احمد سمير حاجم: "سأتحدث عن هذا البطل ليس لأنه ابن خالتي فقط، بل لأنه ابن العراق وضحى بنفسه لأجله، هذا الشهيد مظلوم إعلاميا، فالكثير لم يسمع بقصة الفتى الغيور، الذي أعطى وضحى بدمه حبًا لهذا الوطن!، فقد اضرب عن الدراسة وشارك إخوته المتظاهرين حتى لحظة استشهاده بمجزرة الناصرية".

 

"كان الشهيد رغم صغر سنه يمتاز بالشجاعة، وحب الوطن، والصدق، وكان ذو أخلاق عالية جدًا"، واكب التظاهرات وشارك بها من يومها الأول، "حيث قام بتغيير صورة صفحته الشخصية ووضع علم العراق، كان يردد دوما (لا عيد إكراما لدم الشهيد)"، متناسيا هواجسه وأحلامه الشخصية ومنكبا بكل ما اوتي من روح وعزيمة في سبيل استرجاع حق الانتماء.

 

 

تعرض مجتبى اثناء فترة تظاهره للتعنيف القسري إثر تهمة رفعه لعلم بلاده وتنديده بما يحصل من قمع وتنكيل وقتل لإخوته في ساحات الثورة فقد "اعتقل وضرب بشكل مبرح من قبل القوات الأمنية قبل أسبوع من استشهاده، وسجن لمدة يوم كامل ثم أطلق سراحه صباح اليوم التالي، إلا أنه بقي مصرًا ومستمرًا بالتظاهرات، وعندما منعته والدته من المشاركة قال (عندما تنتهي الثورة ماذا سيقولون عني! هل كنت اختبئ في بيتي ولم أشارك أخوتي وهم يستغيثون ويقتلون، انا سأكون ناصرًا لهم رغم قلة ناصريهم)"، مجتبى أخبر والدته بأنه "(لن يخفض رأسه حتى من نيران رصاصهم لأنه عراقي والعراقي لا يخفض رأسه!)، وهذا ما حصل فعلا فلم يخفض رأسه وجاءت رصاصة الجبناء في رأسه، استشهد على إثرها بتاريخ 29 تشرين الثاني 2019".

 

لم يكن مجتبى بحاجة إلى أي مطلب شخصي أو مصلحة ذاتية تخصه، فهو طالب يدرس وكافة افراد اسرته لهم وظائف في الدولة، وبهذا الصدد يضيف احمد قائلا: “مجتبى خرج للتظاهرات وشارك بها رغم انتمائه إلى أسرة ميسورة الحال، ووضعه المادي جيد جداً، فوالداه معلمان واخوته مهندسون وأطباء، لم يكن لخروجه غاية مادية او طمعا بتعيين او اي مصلحة أخرى، انما كان خروجه نصرة لأخوته المتظاهرين والواقع المزري الذي يعيشه إخوته العراقيون، وجملته التي لم تفارق لسانه "يمّه اريد وطن!" . يختم احمد حديثه آملا بان لا يضيع دم مجتبى هدراً ويبقى منارا في طريق الحق والحرية.

 

هكذا هم الأحرار، لا يجلسون في محطة انتظار من يقدح شرارة روحهم بان هناك حالة استنفار وطنية وعليهم تلبية النداء، بل تدفعهم نخوتهم ليكونوا هم عربة الحرية التي ستقل وطنهم إلى بر الأمان!

زر الذهاب إلى الأعلى