كمال عبد الكريم : تحكيم العقل في الأزمات
يمر العالم اليوم بأزمة حقيقية ومنعطف قد يغير حياة البشرية بسبب جائحة كورونا.
هذه الأزمة الخطيرة تحتاج وعلى كافة الأصعدة الى تكاتف الجهود من أجل أن تخرج الدول، وبتعبير أدق البشرية كلها، بأقل خسائر، سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية البشرية.
اني كمواطن سويدي من أصول شرق أوسطية ومتابع لأحداث العالم وما يمر به السويد بلد من بلدان العالم بسبب وباء كورونا ، أصبحت في هذه الفترة أرى وأسمع الكثير من التناقضات التى لا تنسجم مع ما يمر به السويد كبلد وشعب يريد أن يعيش حياة يسودها الأمن والسلام.. هذه التناقضات نراها من خلال تصريحات بعض الأحزاب السياسية، والتى تدل في اعتقادي على أن أصحابها لا يعون جدية الخطر الذي يداهم دول العالم، ومنها دولة السويد.
بعض الأحزاب نراها تريد تصفية حسابات سياسية مع الحزب الحاكم كأنها تريد ان تقول ان الحزب الحاكم برئاسة ستيفان لوفين ، هو من جلب الوباء الى البلاد. وبدلاً من ان تقف وتدعم حكومة "لوفين" كممثل لشعب السويد في هذه المرحلة الخطيرة، نرى بعضها تنهال على الحكومة بالانتقادات، بل وصل بها الأمر إلى اتهام "لوفين" بكل ما هو غير صحيح.
ان "لوفين" رجل يرى نفسه المسؤول الأول عن سلامة شعبه وبلده ، وما قام به هو الصواب بعينه حين جعل ملف أزمة كورونا بيد اصحاب الاختصاص ، وهذا نابع من معرفته الحقيقية من ان أهل الاختصاص هم اناس معنيين في هذا الشأن، وهم يعرفون كيف يقومون بتقديم كل ما في وسعهم مما يحتاج اليه الشعب من تدابير ووقاية من هذا الوباء الخطير.
ولكن مما يؤسف له ان بعض الأحزاب طغت عليها الميول الحزبية، وهذا واضح من خلال التصريحات التي كان يفترض ان تطغي عليها الروح الإنسانية وروح المواطنة الحقيقية تجاه الشعب وتجاه السويد كبلد يمر في منعطف خطير.. وكمواطن سويدي اوجه رسالتي لجميع الأحزاب السويدية الموقرة واقول لها: عليكم ان تقفوا مع حكومة "لوفين" من أجل أن هذا الشعب العظيم الذي جعلكم حيث أنتم اليوم ، ومن أجل أن تتذكركم الأجيال ويخلدكم التاريخ ويخلد مواقفكم.
وفي الوقت نفسه، ان تكونوا قدوة لكل الأحزاب في أنحاء العالم من خلال مواقفكم التى تتسم بروح الحب والانسانية، وفي الوقت نفسه، اتمنى ان تعي أحزابنا في دولة السويد اننا عندما نتكاتف ونضع يداً بيد، فإننا حتماً سنتغلب على كل الازمات التى تواجهنا، لكن عندما نكون أعواداً متفرقة سوف يسهل كسرنا امام أبسط الأزمات.
هناك مثل عربي يقول (اليد الواحدة لا تصفق ) ، و"لوفين" بمفرده لا يستطيع أن يعمل شيء من أجل مستقبل الأجيال القادمة ومن أجل مستقبل السويد. لذا على أحزابنا الموقرة ان تبتعد عن المزايدات التي لا تخدم الشعب خصوصا في المرحلة الراهنة، وان تقف مع الرجل في هذه الأزمة.
المطلوب من كل الأحزاب ان تقف اليوم موقفا واحدا موحدا من أجل سلامة السويد والشعب السويدي، ورفع شعار السويد فوق كل الميول والتوجهات، حتي يدفع الله عنا هذا الوباء والبلاء.