أخبار

مرض السل وفيروس كورونا.. أيهما أكثر خطراً؟

وسط انتشار كبير لفيروس كورونا المستجد، يُحيي العالم اليوم 24 مارس (آذار) على استحياء اليوم العالمي لمرض السل.

وينتج مرض السل بسبب عصيّات السل، وهي بكتيريا معروفة منذ عام 1882 عندما اكتشفها الدكتور روبرت كوخ، ولكن هناك أدلة تاريخية على إصابة البشر بهذا المرض منذ آلاف السنين.

ما هي أوجه التشابه بين كورونا والسل؟
عصيات السل تنتقل عن طريق الهواء، مما يعني أنها تسبب العدوى لدى البشر عن طريق استنشاقها أو تنفس الهواء الملوث بها. ويمكن لعصيات السل أن تبقى محمولة في الهواء لمدة تصل إلى 6 ساعات، ولكن تركيزها ينخفض بسبب حركة الهواء (النوافذ المفتوحة، وأماكن جيدة التهوية)، والتعرض لأشعة الشمس المباشرة التي يمكن أن تقتلها. 

ويمكن أن يؤدي استنشاق عصيات السل إلى الإصابة بالعدوى، وبالتالي فإن الاتصال الوثيق مع شخص مصاب بمرض السل، خاصة مع أعراض مثل السعال، سيزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

 

أما طريقة انتشار فيروس كورونا فتعتمد بشكل رئيسي على انتقال الرذاذ الناتج عن سعال أو عطاس الشخص المصاب إلى الشخص السليم، ويمكن أن تنتقل الفيروسات مع هذا الرذاذ بشكل مباشر لتسبب العدوى عن طريق استنشقاها، أو يمكن أن تبقى على بعض الأسطح، وتنتقل إلى فم أو أنف الشخص السليم إذا لامس هذه الأسطح ثم قام بملامسة وجهه قبل أن يغسل يديه بشكل جيد.

وبشكل عام يمكن لمريض كورونا أن ينقل المرض إلى 2.2 شخص بالمتوسط، في حين أن احتمال نقل العدوى لدى مرضى السل لا تتعدى 1، لكن هذه النسبة تتأثر ببعض العوامل مثل الظروف البيئية والمناعة.

وتزيد احتمالات الإصابة بالسل نتيجة لبعض العوامل:

– لدى كبار السن والأطفال
– ضعف المناعة أو سوء التغذية الحاد
– وجود أمراض مصاحبة كالسكري
– التدخين أو الإدمان على المشروبات الكحولية

أما بالنسبة لفيروس كورونا المستجد، تشير الأدلة المتوفرة حتى الان إلى أن كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مثل ضغط الدم أو السكري وأمراض القلب التاجية، هم الأأكثر عرضة للوفاة بالمرض.

ويسبب كلاً من السل وفيروس كورونا أعراضاً حادة في الجهاز التنفسي، كالسعال وضيق التنفس، وكلاهما يسببان الضعف والحمى، والاختلاف الجوهري في ظهور هذه الأعراض يكمن في سرعة تطورها، حيث تبدأ خفيفة وتتطور في غضون أسابيع لدى مرضى السل، في حين أنها يمكن أن تصل أوجها لدى مرضى كورونا خلال أيام.
 

ما مدى خطورة فيروس كورونا مقارنة بالسل؟
تتغير البيانات المتعلقة بالوفيات نتيجة فيروس كورونا بشكل يومي، وتجاوزت حتى الآن 15 ألف حالة، وبالمقارنة مع مرض السل، توفي في عام 2018 حوالي 1.5 مليون شخص بالمرض، من بينهم أكثر من 250 ألف شخص مصابين بنقص المناعة المكتسبة، مما يعني أن هناك أكثر من 4000 حالة وفاة بالسل كل يوم بالمتوسط.

ولا يمكن الحكم على فيروس كورونا في المرحلة الحالية بناء على الأرقام المتوفرة، ومن الصعب تقدير عدد الوفيات المحتملة للفيروس على المدى البعيد، لأننا لا نعرف بالضبط عدد الإصابات، ويرجع ذلك إلى نقص الإبلاغ وعدم خضوع الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة للاختبار.

وتقدر بعض التقارير أن نسبة الوفيات من فيروس كورونا تتراوح بين 1.5 و20%، وفي المقابل، يبلغ متوسط الوفيات بالسل للحالات التي لا يتم علاجها نحو 45%، لكن لا يمكن اعتبار السل أكثر خطورة بناء على ذلك، حيث يمكن الوقاية من مرض السل وعلاجه بفعالية، وبلغ معدل النجاح العالمي في علاج السل في عام 2018 نحو 85%.

ولا تزال مناقشة الإصابة المشتركة بالسل وفيروس كورونا المستجد قيد المناقشة، ولكن هناك احتمال أن يؤدي كل منهما إلى تفاقم الأعراض الطبيعية للآخر، ويكون لذلك آثاراً سلبية على صحة المريض، بحسب صحيفة ذا يونيون.

24
زر الذهاب إلى الأعلى