“أرقام مرعبة!”.. تقرير بريطاني يتنبأ بموت مئات آلاف البريطانيين والأميركيين بفيروس كورونا
مباشرة بعد أن أكمل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مؤتمره الصحفي مساء الاثنين، والذي بدا خلاله "حزينا" على حد وصف واشنطن بوست، دفع مساعدوه الصحفيين إلى إحاطة ثانية، بعيدا عن عدسات الكاميرات.
وخلال تلك الإحاطة اطلع الصحفيون على أرقام مرعبة، نقلا عن توقعات أبرز المختصين البريطانيين بالأمراض المعدية، مفادها بأن فيروس كورنا المستجد يمكن أن يقتل مئات آلاف الأشخاص في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، حيث أخذ عدد المصابين والمرضى المحتضرين في المستشفيات ووحدات العناية الحرجة بالارتفاع.
وينتمي الفريق الذي أعد التقرير البريطاني لكلية امبريال كوليدج المختصة، ويرأسه نيل فيرغسون، وهو الذي اعتمد عليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لإعداد استراتيجيته لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي وصفت بـ"المتطرفة".
وأفادت مجموعة إمبريال كوليدج في لندن، أنه إذا لم تفعل الحكومات والأفراد شيئا حيال قوة الفيروس وسرعة انتشاره، وظل الوضع غير مضبوط بقوانين خاصة، فسوف يموت 510 ألف في بريطانيا ونحو 2.2 مليون في الولايات المتحدة.
وكان جونسون في أول خطاب له يخص انتشار فيروس كورونا المستجد في بريطانيا قد قال لمواطنيه "استعدوا لفقدان أعزائكم".
التقرير أثر أيضا، وفق واشنطن بوست، على المقاربة الأميركية الخاصة بانتشار فيروس كورونا.
وأشارت الصحيفة إلى أن منسقة قوة مكافحة الفيروسات التاجية في البيت الأبيض ديبورا بيركس، استشهدت خلال حديثها في مؤتمر صحفي، بالتقرير البريطاني.
وخلال مداخلة لها قالت بيركس إن فريق العمل التابع للبيت الأبيض ركز بشكل خاص على استنتاج التقرير الذي أوصى بأن "الأسرة بأكملها يجب أن تقوم بالحجر الذاتي لمدة 14 يوما إذا أصيب أحد أفرادها بالفيروس".
وقال خبراء علقوا على التقرير إن هذه الأرقام تبدو مرعبة، لكن يمكن التحكم بها إلى حد ما- في البلدان القوية مثل الولايات المتحدة، "القلق على البلدان الأقل نموا"، وفق ما نقلته واشنطن بوست.
وتابعوا "إذا اتبعت بريطانيا والولايات المتحدة إجراءات أكثر حذرا للتخفيف من انتشار الفيروس، ولإبطائه وليس بالضرورة إيقافه خلال الأشهر القليلة القادمة، فيمكنهما خفض معدل الوفيات إلى النصف، إلى 260.000 شخص في المملكة المتحدة و1.1 مليون في الولايات المتحدة الأميركية.
وافترض القائمون على التقرير كذلك أن سرعة الحكومة البريطانية وبذلها قصارى جهدها لكبح انتشار الفيروس، بهدف عكس نمو الوباء وتقليل عدد الحالات إلى مستوى منخفض، فعندها يمكن أن ينخفض عدد القتلى في البلاد إلى أقل من 260 ألفا.
وقال باحثون إنه للقيام بذلك، سيتعين على بريطانيا فرض التباعد الاجتماعي لجميع السكان، وعزل جميع الحالات، والمطالبة بالحجر الصحي لأسر بأكملها حيث يوجد أي شخص مريض، وإغلاق جميع المدارس والجامعات، والقيام بذلك ليس لأسابيع ولكن لمدة 12 حتى 18 شهرا حتى يتوفر اللقاح.
وذكَّر الباحثون الحكومات بأن هذه التوقعات تستند إلى الوضع الحالي في الصين وكوريا الجنوبية وبريطانيا وإيطاليا.
وكان تقرير إمبريال كوليدج، الذي تمت مشاركته مع الحكومة البريطانية خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل إصداره الرسمي الاثنين، وراء قرار جونسون التحول لبدء تنفيذ ما وصفته الحكومة بأنها إجراءات "جذرية" مغيرة للحياة، من أجل السيطرة على انتشار الفيروس التاجي الجديد.
وقال جونسون إن الفيروس "سيطغى على أي نظام صحي في العالم" إذا لم يتم أخذ الحجر الصحي وحدود الاتصال الاجتماعي.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني الثلاثاء "على الرغم من أن الإجراءات التي أعلناها بالفعل شديدة، فقد نضطر إلى تشديدها أكثر في الأيام المقبلة".
الحرة