آراء

د. حسن السوداني : مالمو بين القاتل والمقتول

منذ بضعة اعوام لم تخلوا اخبار الصحف والفضائيات السويدية من اخبار القتل الداكنة التي غالبا ما يكون مسرح أحداثها مدينة مالمو السويدية المطلة على بحر البلطيق.. وابطالها شباب لم يبلغوا الحلم بعد!!

والاكثر غرابة بالموضوع ان دوائر الشرطة المسؤولة عن التحقيق في مثل هذه الجرائم لم تكشف حتى الان عن الجناة رغم وصول عدد المغدورين الى ارقام عالية..

وبالرغم من صيحات الاحتجاج التي تطلقها الجماهير الغاضبة لمقتل ابنائها الا ان دائرة ضوء الاهتمام بالمشكلة تخبو بمجرد مرور بعض الوقت على هذه الحادثة او تلك!!

الشي الوحيد الذي لا يخبو هو صراعات الديكة بين احزاب المعارضة واحزاب السلطة التي تتخذ من الموضوع وسيلة للنقاش حول قشور الموضوع وليس لبه!! فالاحزاب العنصرية ترقص طربا لتلك الحوادث التي تدعم من خطابها المنحرف اتجاه المهاجرين واحزاب اليمين المعتدل تجد في الموضوع عصا موسى يتوكئون عليها في تبرير فشلهم باقامة علاقة ايجابية مع المهاجرين ولهم مأرب اخرى مع خصومهم من احزاب السلطة!!

اما احزاب السلطة فهم يطلقون الوعود كما تطلق الابقار ريحها بعد وجبة اعلاف ساخنة!!

انتشار الجريمة واسبابها ليست قضية عصية على الفهم ،فاصغر متجر في المدينة يمكنه ان يدلك على المجرمين الذين بدفع لهم الاتاوات! كما ان اي طالب مشاغب في مدرسة تعاني من مشكلات ادارية سيدلك هو الاخر عن شبكة توزيع المخدرات فيها.!! فضلا عن ان ارخص الكاميرات الموضوعة في مسرح الجرائم ستعطيك صور القتلة بالالوان!!

والشئ العصي على الفهم هو اسرار دوائر الشرطة التي لا تريد كشفها رغم معرفتها الدقيقة بالجناة!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى