هنا اوروبا

تظاهرات حاشدة تطالب ماكرون بالاستقالة بسبب ارتفاع الضرائب واسعار الوقود

 

يورو تايمز / منذر المدفعي

 

هي ليست ألوان أعياد الميلاد وإنما هي سترات صفراء قرر المتظاهرون ارتدائها للتعبير عن ولادة حركة شعبية جديدة تعارض سياسة وقرارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبالتحديد الاجراءات الحكومية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الوقود والتدفئة. 

 

انطلقت الحركة صبيحة هذا اليوم كما وعدت قبل أيام لتغلق عدة شوارع في باريس ومحافظات أخرى. تتمثل هذه الممارسة الاحجاجية بقيادة السيارات بسرعة منخفظة جدا أو بتكوين حلقة بشرية حول ساحات الشوارع ليمنعوا السيارات من مواصلة الطريق. وحسب ما أكدوا على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي بأن الحلقة البشرية لوحدها يمكن أن تولد اختناقا مروريا يمتد لعدة كيلومترات في ظرف 30 دقيقة. 

المتظاهرون أكدوا لفريق يورو تايمز في باريس بأنهم استعدوا لهذا اليوم بالملابس السميكة ومايحتاجونه من طعام لأنهم ينوون أن تستمر هذه الحركة الاحتجاجية لعدة أيام. 

 

هذه الحركة تشكلت بشكل عفوي في شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي عقب إعلان رئيس الزوراء إدوارد فيليب عن نيته اضافة رسوم جديدة على الوقود والمحروقات. شهدت اسعار الوقود في فرنسا في هذا العام ارتفاعا بنسبة 23 بالمئة على الديزل و14 بالمئة على البنزين وبالتالي جاء إعلان رئيس الوزراء بشأن الرسوم الجديدة كشرارة ألهبت صدور الفرنسيين.  

 

حركة السترات الصفراء تتظاهر اليوم في باريس وبقية المحافظات بشكل عفوي دون التمتع بغطاء نقابي أو قيادة موحدة وبالتالي لم تحصل على ترخيص رسمي للتظاهر كما أكد لنا المتظاهر فيكتور دوبيانت الذي يبلغ من العمر 62 عاما ويعمل في دائرة الاطفاء: " لسنا بحاجة لترخيص لنخرج إلى الشارع. نحن مواطنون ونعبر عن رأينا بالحكومة بشكل عفوي". وأضاف أيضا بشأن مشاركته في المظاهرة: " بعد عدة أشهر سيتم إحالتي على التقاعد. وأنا ادرك جيدا بأن المبلغ الذي سأحصل عليه لن يكون كافيا لسد احتياجاتي." كلماته تكاد لا تسمع وراء أصوات المتظاهرين التي تتعالى في الشوارع منادية باستقالة ماكرون عن منصبه.

 

مدير شرطة باريس ميشيل ديلبوش لم يتأخر في الرد على هذه التظاهرات عبر راديو فرنسا الدولي: "اتخذنا التدابير اللازمة للتقليل من ضرر هذه التجمعات كما أصدرت أمرا بعدم التردد بفرض الغرامات إزاء أدنى المخالفات المرورية." ولمواجهة هذه السياسة وجه اعضاء هذه الحركة رسالة لكل المشاركين في هذا التجمع الاحتجاجي بتجنب المشروبات الكحولية وعدم تكسير أي من ممتلكات الدولة أو واجهات المحلات التجارية. فيرونيك تيري لا تستبعد حدوث حالات مماثلة: " نحن لا نعبر عن رأينا بعنف ولا نفكر بتكسير المحلات التجارية. قد يتصرف البعض بتهور لكن هذا يبقى تصرف فردي ولا يمثل حركتنا التي تطالب بخفض أسعار الوقود وخفض الضرائب."

يصعب اخماد الأصوات المنادية أو المتهكمة بالرئيس ماكرون.  بيرنارد تيري أكد ليورو تايمز بأنه : " بدلا من السعي لحل أزمة ذوي الدخل المحدود قدم ماكرون هدية لأصحاب المليارات. نحن نطالب بخفض أسعار الوقود وهو يقدم معونة مالية لمصنعي السيارات الكهربائية."

 

 رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب صرح بالأمس على قناة  BFM TV  الاخبارية المحلية بأن : " التظاهر هو حق مشروع ومكفول بالدستور. إلا أننا لا نسمح بالتجمعات التي تضر بالحياة العامة".  

انتشرت الشرطة بشكل مكثف في جادة الشانزليزيه وبقية الشوارع المؤدية إليه لتمنع المتظاهرين من تنفيذ ما وعدوا به خلال الأيام الماضية على شبكة التواصل الاجتماعي. كان من المقرر لهذه الحركة أن تتجمع في الشانزليزيه ليتوجهوا من بعد ذلك إلى قصر الأليزيه محل اقامة رئيس الجمهورية. إلا أن الشرطة قسمت المتظاهرين إلى مجموعتين منفصلتين ثم دفعتهم بشكل تدريجي بعيدا عن الشوارع المؤدية إلى الأليزيه.

 

الشرطة الفرنسية

المتظاهر جان موريل يمارس مهنة التدريس منذ عدة أعوام وهو اليوم يرتدي اللون الأصفر وبفمه مرارة حقيقية: " حتى لو منعونا من الوصول إلى الأليزيه فهذا لن يغير شيئا. صوتنا قد وصل إلى هناك. ماكرون الآن يعلم بأننا هنا في الشارع ونطالب برحيله." 

 

ذوو الدخل المحدود يطالبون بحلول جذرية وسريعة. أما مشروع السيارات الكهربائية فهو حل قد تبرز آثاره على المدى البعيد. أمر يراه المحتجون مماطلة من قبل الحكومة الفرنسية.  ماكرون يعيد إلى الأذهان ذكرى ماري أنطوانيت التي أقترحت على المتظاهرين من أجل الخبز أن يأكلوا كعكا. واليوم يقترح الرئيس الفرنسي على من لا يجد ثمن الوقود لسيارته أن يشتري سيارة كهربائية. 

 

 

يورو تايمز / الحقوق محفوظة

زر الذهاب إلى الأعلى