أخبار الهجرة

أكواريوس…سفينة إنسانية تنقذ المهاجرين من الغرق بالبحر المتوسط

تحولت سفينة أكواريوس الإنسانية إلى مادة دسمة للإعلام الفرنسي والدولي، إثر الأزمة التي أثارها رفض إيطاليا استقبال أكثر من 600 مهاجر، أنقذتهم السفينة في عرض البحر قبالة السواحل الليبية. فما هي هذه السفينة؟

 

تعد اكواريوس أبرز السفن الإنسانية التي تعمل على إنقاذ المهاجرين في عرض البحر الأبيض المتوسط. وكان إطلاقها في فبراير 2016 في إطار مبادرة من قبل شخصيتين: الألماني كلاوز فوغل والفرنسية صوفي بو، حيث تأثرا بتحول المتوسط إلى مقبرة جماعية للمهاجرين، وقررا معا إطلاق هذه المبادرة الإنسانية.

كلاوز فوغل كان يعمل ربانا، واستقال من منصبه للتفرغ لهذا المشروع الإنساني. وتقول عنه زميلته بو إنه "تنبأ بمجزرة في المتوسط، فقرر الاستقالة من عمله"، والتفرغ لهذا المشروع الإنساني. أما بالنسبة للمؤسسة الفرنسية، ففسرت في تصريح لها أنها كانت مهتمة بهذا الملف منذ 2005.

 

          2017  ألبسة توزع على المهاجرين المبللة ثيابهم عند صعودهم للسفينة/ أبريل 2017/ بوعلام غبشي

 

 

وتبحر أكواريوس من أجل مهمتها الإنسانية منذ فبراير 2016. وتمكنت من إنقاذ حوالي 28 ألف مهاجر في ظرف 24 شهرا، بقيادة منظمة "نجدة المتوسط" "إس أو إس ميديثيرانيه"، وبتعاون مع أطباء الحدود، التي تتكلف بالشق الطبي في هذه المهمة.

الطاقة الاستيعابية للسفينة

تبلغ الطاقة الاستيعابية للسفينة 600 شخص، ويمكن أن تتجاوزها في الحالات الاستثنائية، ولا يعد ذلك مخالفا للقوانين البحرية الدولية، حيث يمكن نقل حتى ألف شخص كما حصل في عمليات عديدة، تم فيها إنقاذ عدد كبير من المهاجرين في عمليات متفرقة خلال تواجد السفينة في عرض البحر.

ويعد قبطان السفينة هو سيدها، وقد يرفض أي أمر من السلطات الإيطالية، إن رأى في ذلك ما يبرره من أخطار يمكن أن تلحق بالسفينة وطاقمها. "لكن ذلك نادر الوقوع"، حسب إفادة عاملة إنسانية في "نجدة المتوسط" لمهاجر نيوز.

 

      2017  فضاء مخصص للأطفال داخل أكواريوس/ أبريل 2017/ بوعلام غبشي

 

 

ويوجد على ظهر السفينة طبيب وممرضان إضافة لطبيبة مولدة، وأبرز الحالات المرضية التي تعرض على الطاقم الطبي للسفينة، انخفاض درجة حرارة الجسم أو جفافه، الحمى، جروح بالأقدام، والإصابة بحروق والتي يتعرض لها عادة النساء على مستوى الأرداف والأفخاذ نتيجة تدفق البنزين الذي يرافقهم في رحلتهم لتزويد محرك القارب وتعرضهم للشمس.
 

التعاون مع السلطات الإيطالية

لا تتدخل سفينة أكواريوس إلا بأمر من مكتب البحرية الإيطالية "إم إر سي سي" التابع لوزارة النقل، حيث يبلغها قبطانها بأي خطر يمكن أن تتوقف عنده، وتقوم الباخرة بما يجب القيام به بعد أن تحصل على الضوء الأخضر من هذا المكتب. كما يمكن لأكواريوس أن تتدخل إن دعاها المكتب نفسه للمساعدة في إحدى عمليات الإنقاذ بمنطقة غير بعيدة من مكان تواجدها.

وتدخل أكواريوس يمكن أن يطلق أيضا بناء على طلب مساعدة من إحدى السفن سواء كانت تابعة لإحدى المنظمات الإنسانية أو لخفر السواحل، ولا يمكنها التدخل إلا وفق شروط، تنص عليها القوانين البحرية الدولية على رأسها عدم تعريض طاقمها لأي خطر.

والرفض الإيطالي لاستقبال السفينة المحملة بـ629 مهاجرا، والتي لاتزال في طريقها إلى ميناء فالنسيا الإسباني، لا يعني أن أكواريوس تحركت بدون الضوء الأخضر من مكتب البحرية الإيطالي "إم إر سي سي"، بل بالعكس، فهي قامت بمهمتها الإنسانية بموافقة من هذا المكتب الحكومي. لأنه من واجب الحكومة الإيطالية تقديم المساعدة لأشخاص في حالة خطر انسجاما مع التزاماتها الدولية على البحر، لكنها رفضت استقبال هؤلاء المهاجرين على أراضيها.

 

      2017  لحظة بحث عن قوارب الموت/ أبريل 2017/ بوعلام غبشي

 

 

كيف يتم تحديد منطقة التدخل؟

يتم تحديد منطقة التدخل بناء على الإحصائيات السابقة لعدد الغرقى الذي شهدته كل منطقة بحرية، والتي تقدمها منظمة الهجرة الدولية، وتوجد هذه المنطقة في الوقت الحالي بين صبراتة وطرابلس، حيث تبحر السفينة عادة قبالتها، غير بعيد عن المياه الإقليمية الليبية، والتي مات غرقا فيها في السنوات الأخيرة الآلاف من المهاجرين.

وقال نيكولا استطالا، قائد فريق الإنقاذ، وهو إيطالي الجنسية على سفينة أكواريوس لمهاجر نيوز، إنه من الممكن الخروج عن المنطقة التي تتحرك فيها أكواريوس، إن استدعى الأمر المشاركة في عملية إنقاذ قريبة منها. لكنها لا تقتحم المياه الإقليمية الليبية.

وتركز جميع سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات الإنسانية على هذه المنطقة لنفس السبب، أي نظرا للكوارث البحرية التي كانت مسرحا لها، وفق ما شرح لنا استطالا على بيانات، توضح حجم الأرواح الهائل التي سقطت فيها. وتحاول كل منظمة أن تتحرك بعيدا عن المنظمة الأخرى لتغطية أكبر مساحة ممكنة من المنطقة.

 
 
 
 
 
 
 
infomigrants
زر الذهاب إلى الأعلى