مسؤول عراقي يكشف.. تسليم “الحسيني” أمن المنطقة الخضراء بأمر من سليماني
كشف مسؤول أمني عراقي رفيع،، أن تعيين الفريق الركن تحسين العبودي الملقب بـ"أبو منتظر الحسيني"، مسؤولا عن أمن المنطقة الخضراء وسط بغداد، تم بأوامر مباشرة من قائد فيلق القدس قاسم سليماني ضمن مخطط يستهدف ترويع البعثات الدبلوماسية في البلاد.
وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي كلف مستشاره العسكري لشؤون الحشد الشعبي "أبو منتظر الحسيني"، بمنصب قائد الفرقة الخاصة التابعة لرئاسة الوزراء خلفا للفريق الركن عبد الكريم التميمي الذي سيشغل منصب قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب.
وأكد المسؤول الأمني العراقي لموقع الحرة، أن "قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني طلب، عن طريق مساعده الحاج حامد، من عادل عبد المهدي، إصدار أمر ديواني يضمن تكليف الفريق الركن تحسين العبودي بمنصب قائد الفرقة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء".
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "العبودي استلم مهامه قائدا للفرقة الخاصة فور دخول العراق في مرحلة الفراغ الدستوري يوم الأحد الماضي".
وتابع أن السبب في ذلك يعود إلى "عزم إيران إحكام السيطرة على المنطقة الخضراء التي تضم مكاتب الرئاسات العراقية الثلاث ومباني السفارات الأميركية والبريطانية والسعودية وباقي السفارات والبعثات الدبلوماسية".
وأشار إلى أن "استلام هذا الضابط للقيادة الأمنية العليا للمنطقة الخضراء يوجه رسالة واضحة مفادها أن الحرس الثوري الإيراني، وبالتعاون مع حكومة عادل عبد المهدي المستقيلة، فرض سطوته الأمنية والاستخبارية والعسكرية على آمن هذه السفارات".
وقال المسؤول العراقي الرفيع إن "هذا يعني أن هذه البعثات ستكون معرضة للخطر في ظل أوضاع العراق المتدهورة وانتشار السلاح بيد المليشيات ويعني تعريض أمن العاملين من الدبلوماسيين في سفارات دول العالم في بغداد لخطر الاستهداف".
ويؤكد المسؤول أن "الحسيني بدأ بإصدار تصاريح دخول لأفراد ميليشيات مدعومة من إيران للمنطقة الخضراء المحصنة أمنيا، كما أجرى تغييرات في صفوف القوات المنتشرة في المنطقة وجلب ضباطا كانوا يعملون معه في السابق وأسند إليهم مهام استخبارية".
ويلفت المسؤول إلى أن "تعيين قائد عسكري مقرب من الحرس الثوري مسؤولا عن أمن المنطقة الخضراء يعني أنه سيكون المسؤول عن إصدار البطاقات التعريفية لجميع الأشخاص الذين يدخلون المنطقة وسيطلع على عمليات دخول وخروج الضيوف للبعثات الدبلوماسية في العراق".
ووفقا للمسؤول الرفيع فإن "سليماني ومساعده الحاج حامد أبلغا عبد المهدي وقادة الميليشيات الموالية لإيران أن تعيين العبودي في هذا المنصب هو اجراء احترازي أمني خشية أن تقوم الولايات المتحدة بدعم رئيس وزراء لحكومة انتقالية أو حكومة طوارئ مدعومة من الجيش العراقي".
ويضيف أن "إيران تحاول استغلال الأزمة السياسية في العراق من أجل تعميق نفوذها الأمني داخل الحكومة العراقية وزرع اتباعها بمفاصل القرار الأمني العراقي من أجل إحكام السيطرة".
من هو أبو منتظر الحسيني؟
وفقا للمسؤول العراقي فإن اسمه الحقيقي هو تحسين عبد مطر العبودي وهو أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني/ فيلق القدس للعمليات الخارجية.
ويضيف أن العبودي، واسمه ضمن قاعدة بيانات رواتب فيلق القدس الإيراني (تحسين عبودي)، كان يعمل في إيران ضمن معسكر رمضان مبارك، أحد معسكرات الحرس الثوري الخاص بتنفيذ العمليات في العراق.
ويتابع أن "العبودي كان يستلم راتبا شهريا من الحرس الثوري من مصرف سبه الإيراني التابع للميليشيا".
ويشير إلى أن "العبودي هو أحد قيادات منظمة بدر بقيادة هادي العامري، وكان يشغل منصب مدير عمليات الحشد الشعبي قبل توليه منصب مستشار رئيس الوزراء لشؤون الحشد الشعبي في أغسطس الماضي".
ويعد العبودي أو أبو منتظر الحسيني "من الثقات المقربين لقاسم سليماني ويده اليمنى بالحشد الشعبي في حينها"، وفقا للمسؤول العراقي الرفيع.
ويؤكد أن "العبودي لم يكن يحمل رتبه عسكرية في الحشد الشعبي، لكن فجأة تم نقله إلى مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ومنحه رتبة فريق ركن".
ويقول إن "العبودي من مواليد بغداد 1961 وكان ملازما بالجيش العراقي إبان الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، لكنه وقع في الأسر وانخرط فيما بعد ضمن فيلق بدر".
ويتابع "بعدها تحول إلى الحرس الثوري، ليتم تعيينه ضمن فيلق القدس للعمليات الخارجية المعني بالعمليات الاستخبارية خارج إيران".
ويؤكد أن "هناك تقارير تتحدث عن تورط العبودي بجرائم ضد الإنسانية وتصفيات لمجموعات من المواطنين العزل في مدن الأنبار والموصل وصلاح الدين وجرف الصخر أثناء إدارته العمليات في قيادة الحشد الشعبي".
وكان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني قال في 9 ديسمبر الماضي، إن مستشار شؤون الحشد الشعبي في مكتب رئيس الوزراء أبو منتظر الحسيني شارك في خلية الأزمة التي أمرت بعمليات القتل وبالهجمات على محطات التلفزيون" خلال الاحتجاجات التي اندلعت في العراق منذ أكتوبر الماضي.