تحقيقات ومقابلات

ما مخاطر الإصابة بـ«كورونا» خلال السفر والتنقل؟

 

أثار انتشار فيروس «كورونا المستجد»، مخاوف الملايين من السفر أو التنقل عبر وسائل النقل كافة، خصوصاً بعدما فرضت بعض الحكومات قيوداً على السفر، ومطالبة مواطنيها بالبقاء في منازلهم، بينما شددت أخرى على الالتزام ببعض الاحتياطات العامة حال التنقل.
لكن ما هي خطورة استخدام المواصلات العامة ووسائل السفر في ظل انتشار الفيروس في بعض البلدان؟… هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) سعت للإجابة من خلال بعض الخبراء.
وسائل النقل العامة
كشفت أبحاث السابقة وجود صلة بين التنقل واحتمال الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وترتفع احتمالية الإصابة في وسائل النقل العامة مثل الحافلات والقطارات، التي عادةً ما تكون مزدحمة بالناس في أوقات الذروة.
وتقول الدكتورة لارا جوس، من معهد الصحة العالمية، إن بحثها (الذي نُشر في عام 2018) أظهر أن الأشخاص الذين يستخدمون مترو الأنفاق بانتظام أكثر عُرضة لأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
بينما تقل هذه المخاطر حال السفر عبر القطار أو حافلة فارغة نسبياً. ويكون المُحدد الرئيسي في تحديد درجة المخاطر هو قدرة الشخص على استنشاق هواء متجدد داخل المركبة، والفترة التي يقضيها فيها، إلى جانب مدى نظافتها.
الطائرة
خلافاً للمزاعم التي تقول إن السفر عبر الطائرة يعرّض صاحبه للإصابة بالفيروس بنسب أكبر على أساس أنه يتنفس «هواءً قديماً»، تؤكد الأبحاث وآراء الباحثين المختصين في مجال الصحة العامة أن السفر عبر الجو لا ترافقه مخاطر كبرى.
ويقول البروفسور كينغيان تشن، من جامعة بوردو الأميركية، إن الهواء على متن الطائرة يتم استبداله بالكامل كل 2 – 3 دقائق، مقارنةً بكل 10 – 12 دقيقة في مبنى مكيف، مؤكداً أن هناك بعض الأجهزة داخل الطائرة تُعرف باسم «المرشحات» تعمل على تنظيف الهواء بدرجة كفاءة عالية، لدرجة أنها تعمل على التقاط الفيروسات والجزيئات صغيرة الحجم.
السفن السياحية
أصبحت سفن الرحلات السياحية محور الاهتمام بعد أن تم الحجر الصحي على الركاب في ثلاث سفن في دول مختلفة، عقب اكتشاف إصابة عشرات من ركابها بفيروس «كورونا».
وتحتوي سفن الرحلات البحرية على كثير من الأشخاص الذين يختلطون في مكان ضيق لفترات زمنية طويلة نسبياً مقارنةً بالرحلة الجوية.
ويقول البروفسور تشن، المختص بدراسة جودة الهواء، إنها «من الممارسات المعتادة لأنظمة تكييف الهواء لسفن الرحلات البحرية أن تمزج الهواء الخارجي مع الهواء الداخلي لتوفير الطاقة»، موضحاً أن «مشكلة هذه الأنظمة أنها لا يمكنها تصفية الجزيئات التي يصغر حجمها عن 5000 نانومتر».
وتزيد المخاوف من احتمالية انتقال الفيروس عبر سفينة عند معرفة أن حجم قُطر جزيئات فيروس سارس الذي انتشر عام 2003 بلغ نحو 120 نانومتراً.

زر الذهاب إلى الأعلى