آراء

د عبدالرزاق محمد الدليمي: الولاء في العراق للاغبياء

لم يعد ثمة مجال للشك في حقيقة أن قرار غزو العراق واحتلاله كان خاطئاً، بل وكارثياً بكل المقاييس، الذي تحول إلى دولة فاشلة وبؤرة مركزية للإرهاب الدولي، لمجمل منطقة الشرق الأوسط، التي أصبحت تعاني خللاً واضحاً في معادلة التوازن الاستراتيجي فيها، بعد تدمير العراق وإخراجه من هذه المعادلة، ناهيك عن حالة الفوضى العامة التي تسببت فيها هذه الحرب والصراعات العرقية والمذهبية التي أثارتها، والتي زعزعت بدورها ما تبقى فيها من استقرار
كلف احتلال العراق وما بعده الاف المليارات من الدولار ألامريكي. وسجلت فضائح كثيرة منها قتل اكثر من مليوني عراقي على يد قوات الاحتلال وعملائهم وعمليات تعذيب وإهانة مثل ماحصل لسجناء عراقيين في سجن أبو غريب. رغم أدراك الرأي العام الدولي أن تلك الجريمة كانت وستبقى خطأ جسيما.من هؤلاء جون ماكين، السيناتور الجمهوري الراحل، الذي كان من أشد المدافعين عن تحرير العراق لسنوات. وفي مذكراته التي نشرها قبل وفاته عام 2018 تراجع ماكين عن موقفه وكتب قائلا: “لا يمكن الحكم على تلك الحرب، بتكلفتها العسكرية والانسانية، سوى أنها خطأ… خطأ خطير للغاية، وعلي أن أتحمل نصيبي من اللوم على ذلك “.
فالعراق اليوم يعاني من العدالة المفقودة والنزاعات والفساد بأعمق درجاته ومستوياته،والاحزاب الدينية ومليشياتها المسلحة تمزق النسيج الاجتماعي ،ورغم ان العراق دولة غنية الا ان المواطن يعاني من البؤس والفقر وغياب ابسط الحدود الدنيا للخدمات، والامن والامان العراق ألاسوء اليوم حيث الفساد ينتعش في ظل نظام المحاصصة…
ان هذا الفساد الهائل وتداعيات الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والعسكرية ووو التي بدأت مع احتلال العراق، الذي اصبح اليوم أكثر سوءا وتخلفا وتراجعا في كل شيئ مما كان عليه قبل 20 عاما. فقد تراجعت نوعية الحياة كثيرا وتدهورت معدلات معرفة القراءة والكتابة ومتوسط العمر المتوقع. رغم زيادات الناتج المحلي سيما النفط طبقا لتقديرات البنك الدولي بلغ الناتج المحلي الإجمالي للعراق عام 2021 ما يقرب 208 مليار دولار.
ورغم كل الادعاءات المضللة تزداد حدة حركات التمرد للمليشيات المسلحة والفساد الذي يشوب ويلازم النظام السياسي العراقي والذي جعل حياة المواطن البسيط غير أمنة بشكل غير مسبوق.

اكثر من عشرين عام على احتلال بلدنا وما زال الطارئون يحكمون العراق وسط تزداد اوضاع تزداد
ترديا على رؤوس العراقيين في وقت تؤكد فيه الوقائع على الارض فيه لامبالاة امريكا والغرب بالمذابح والجرائم والفساد والفشل بكل ماتعنيه الكلمة ،واصبحت الحكومات المتعاقبة التي ينصبها الاحتلال من ذيوله وعملائه، تفاقم معاناة المواطنيين، في وقت تعقد امالنا على أنه عندما يواجه ذيول الاحتلال العدالة الدولية فإن بإمكان العراق أن يبدأ في التعافي وإعادة البناء.
أن النظام الذي اسسه المحتل قد أفلس، حيث أن معدلات التضخم في السلع الأساسية آخذة بالارتفاع، وبات اكثر من 60 بالمئة من السكان يصنفون على أنهم فقراء او تحت خط الفقر في بلد هو الاكثر غنى ،واصبح الدينار العراقي في وضح متردي قياسا من قيمته مقابل الدولار في سلسلة من التخفيضات منذ الاحتلال 2003 ،وطبقا لتوقعات الجهات المتخصصة لعام 2023، فإن العراق ينفق اغلب إيراداته على دفع فوائد الديون، وفي العام المقبل سترتفع إلى مستويات اخطر، ما يضعه في المرتبة المتقدمة بالمديونية عالمياً.
أن العراقيين باتوا يدفعون ثمنا باهضا بسبب السياسات الفاشلة لنظام الاحتلال وعمليته السياسية البائسة ، كما أن المهيمنين على النظام الحالي سوف يمضيون باعتبارهم الأكثر شيطانية وانغماسا في الدم في تاريخ العراق، وأن لعنة العراقيون لن ترفع حتى يقدم الجناة إلى العدالة الوطنية او الدولية، وقد يستغرق ذلك وقتا طويلا.

أن النظام الذي اسسه المحتل قد أفلس، حيث أن معدلات التضخم في السلع الأساسية آخذة بالارتفاع، وبات اكثر من 60 بالمئة من السكان يصنفون على أنهم فقراء او تحت خط الفقر في بلد هو الاكثر غنى ،واصبح الدينار العراقي في وضح متردي قياسا من قيمته مقابل الدولار في سلسلة من التخفيضات منذ الاحتلال 2003 ،وطبقا لتوقعات الجهات المتخصصة لعام 2023، فإن العراق ينفق اغلب إيراداته على دفع فوائد الديون، وفي العام المقبل سترتفع إلى مستويات اخطر، ما يضعه في المرتبة المتقدمة بالمديونية عالميا.

لاتنتظروا خيرا من الامريكيين
سمعنا وشاهدنا حملة دعائية امريكية لاستعراض القوة العسكرية ،للحفاظ على ماء الوجه في العراق وسوريا،ورغم ان بعض نشرات الاخبار هنا وهناك تلفزيونيا او اذاعيا او عبر منصات التواصل الاجتماعي،حاولت ان تضخم بعض المعلومات او تخترعها لمصلحة امريكا، الا اننا لحد الان لم و لن نلمس اية خطوات جدية حقيقية تعطينا مؤشر او انطباع ان ادارة بايدن جادة بشكل حقيقي لتنفيذ خطوات عقابية ضد ملالي طهران في عقر دارهم او لتقليم اضافرهم في العراق او لانهاء سلطات ذيول طهران في العراق المحتل،ربما العكس هو الصحيح طالما ان الطرفين في وسائل الدعاية خصوم وتحت الطاولة كانوا وسيبقون حلفاء،كما ان العملية السياسية التي اسسها الاحتلال الامريكي البريطاني بالتنسيق والتوافق مع ملالي طهران هي الاخرى بافية طالما تعهدت الادارات الامريكية ( ادارة اوباما وامتداداتها الحالية والمستقبلية) بالحفاظ على هذه الطبقة الفاسدة المزدوجة العمالة بين امريكا ونظام الملالي…نعم كل ماسمعناه هو جعجعة في الفنجان الفارغ المحطم.

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى