أخبار
محتجون عراقيون: لن نرحل ولو استمرت الاحتجاجات 40 عاماً
بأقنعتهم وخوذهم وملابسهم الملطخة بالدماء والغبار، يسيطر الشبان على الحواجز في العاصمة العراقية بغداد، هاتفين بسقوط الحكومة.
ويشارك الشبان العراقيون بالآلاف منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 1 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، في العاصمة وامتدادها سريعاً إلى جنوب البلاد.
وقتل أكثر من 300 متظاهر حتى الآن في تصدي قوات الأمن للمظاهرات السلمية في أغلبها بإطلاق الذخيرة الحية، والرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على المتظاهرين.
وقال محمد المحتج الشاب الذي اكتفى باسمه فقط: "نحن هنا للمطالبة بالعدالة. أريد العدالة لشقيقي الذي قُتل على هذا الجسر، وأريد العدالة لصديقي الذي قُتل هنا على هذا الجسر".
وكان محمد، الذي يرتدي العلم العراقي قناعاً على وجهه ليحمي نفسه من الغاز المسيل للدموع، يقف تحت جسر الجمهورية أين اندلعت مواجهات عنيفة مع شرطة مكافحة الشغب في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وفوقه، أشرف مئات الشبان على الحواجز الخرسانية، والصفائح المعدنية، وإطارات السيارات، في الوقت الذي وصلت فيه المواجهة بينهم وبين قوات الأمن في الجهة المقابلة، إلى طريق مسدود.
وفي منطقة قريبة، أقام متطوعون مثل رند محمد، عيادات طبية تطوعية لعلاج الجرحى.
وقالت رند عن ساحة التحرير بوسط المدينة: "نحن هنا لمساعدة أشقائنا في الساحة.. علينا البقاء هنا لتحقيق ما نريده سلمياً. حتى لو استغرق ذلك وقتاً طويلاً".
استياء واسع
هيمن على المظاهرات شبان من جيل يرزح تحت وطأة البطالة المتفشية، والنخبة السياسية الموصومة بالفسادن وأعوام من الصراع المسلح.
ورغم الثروة النفطية العراقية، يعيش كثيرون في فقر مدقع، ولا يحصلون على ما يكفيهم من المياه النظيفة، والكهرباء، والرعاية الصحيةن والتعليم.
وقال أحمد: "تخرجت وأنا من أوائل دفعتي في المدرسة، لكن لم تقبلني أي جامعة. وحتى لو تخرجت في الجامعة فلا توجد وظائف. حتى لو أردت أن تعمل باليومية، فستحتاج لواسطة قوية الآن".
واتخذ رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعض الإجراءات لتهدئة الاحتجاجات، التي تشكل أعقد تحد للنخبة الحاكمة منذ 2003.
وشملت المبادرات، مساعدات مالية للفقراء، وإتاحة المزيد من الوظائف لخريجي الجامعات.
لكن المبادرات فشلت في مواكبة المطالب المتزايدة للمتظاهرين، الذين يطالبون الآن بهدم نظام تقاسم السلطة الطائفي في العراق، ورحيل الزعماء الذين يعتبرونهم فاسدين.
وقال محمد سعيد ياسين: "ليس لدينا أي شيء.. لا مدارس ولا مستشفيات مقبولة. لا ثروة للأمة. الساسة لا يعرفون سوى السرقة وهم يسرقون منا.. علينا أن نتخلص من هؤلاء المسؤولين الفاسدين. دون ذلك، لن يكون هناك حل".
وثار غضب المتظاهرين بسبب الاستجابة الفاترة من زعمائهم، ويقولون إنهم سيظلون في الشوارع إلى أن تُلبى مطالبهم.
وقال حسين، وهو متظاهر ارتدى اسطوانة غاز مسيل للدموع فارغة حول عنقه: "نحن الشبان فاض بنا الكيل والأوضاع ليست عظيمة. ليست لدينا وظائف، ولا رواتب. لن نرحل. حتى لو استمر ذلك 40 عاماً".
24