مقالات رئيس التحرير

د. علي الجابري : هل وصلتك الرسالة يا خامنئي؟

لم يكن الكثيرين يراهنون على ثورة تشرين العراقية عند إنطلاقتها في الاول من أكتوبر، واعتبرها البعض موجة غضب ستنتهي بعد يوم أو يومين من التظاهر في ساحة التحرير.

ومع ان كل أسباب الثورة كانت مهيأة، الا ان هذا الاحباط يعود الى تسليم الكثيرين بقوة النفوذ الايراني في العراق، وسطوة ميليشياته المسلحة، وخاصة في جنوب العراق، لذلك لم يلمح الاغلبية ذلك الضوء الذي يلوح من آخر النفق؟!

على مدى السنوات العجاف الماضية التي اعقبت إحتلال العراق، كنت أقول ان اهل الجنوب العراقي، هم عرب أصلاء لا يدينون بالولاء الى النظام الايراني، وهم يعرفون جيداً انه يؤمن بأنه يستخدم المذهب الشيعي إتخذه غطاءاً للتوسع في المنطقة العربية ، وكسب العملاء السذج الذين تنطلي عليهم هذه اللعبة، او الذين إرتضوا لانفسهم بالعمالة مقابل المال؟! 

كان الكثير يشكك في ما كنت اقول ، واغلب العرب أصابهم الاحباط من عودة العراق العربي الحر الموحد الذي لا يفرق بين الطوائف والاديان.

ثورة تشرين العراقية العظيمة أبهرت العالم بوحدة الشعب العراقي، الذي ظهر على حقيقته الرافضة للاجنبي وللطائفية، وشباب تشرين أبهرونا بشجاعتهم وبطولتهم وصوتهم الصادح بالحق رغم القتل والقمع والارهاب الذي تعرضه له، لمجرد انهم رفعوا شعار “إيران برة برة.. بغداد تبقى حرة”، وأحرقوا صور الخميني وخامنئي وسليماني في جميع مدن الجنوب والعاصمة بغداد.

هذه الثورة الواعية أدركت ان سبب ويلات العراق هو ايران ومرشدها وسليماني الذي يتحكم بالسياسيين العراقيين كأنهم بيادق شطرنج؟! حتى أوصل بعض المعارضين السابقين للنفوذ الايراني لقناعة مفادها ان لا مستقبل لهم في العراق من دون إعلان البيعة لخامنئي وسليماني؟!

لكن ثورة تشرين حددت الهدف، وشخصت المجرم الاول المسؤول عن كل ام جرى للعراق .. إنه خامنئي .. الذي يتحمل مسؤولية إفقار شعب العراق، وتنصيب خونة وعملاء للنظام الايراني ليحكموا العراق بقبضة من حديد.. انه خامنئي الذي أباح دماء شباب العراق، من خلال وكيله في العراق “قاسم سليماني” الذي يدير دفة الحكم والقمع منذ الاول من تشرين وحتى الان!!

هذا هو الانجاز العظيم الذي حققته الثورة العراقية وهي في مهدها ، لا لخامنئي ولا لسليماني ولا لاتباعه من الخونة واللصوص الذين يقبعون في المنطقة الخضراء..

إنتهى ذلك الزمن الذين يرهبون به شبابنا بالسلاح ، فقد خرجوا بصدور عارية يتلقون الرصاص ويحرقون صور “رهبر ايران” وكل من جاء بهم في غفلة من الزمن لحكم العراق..

هل أدركت يا خامنئي ماذا فعلت بالشعب العراقي طيلة السنوات الماضية ليخرج عليك بهذه الثورة الملتهبة؟

هل أدركت ماذا فعل مندوبك السامي حاكم العراق العسكري “قاسم سليماني” بأهل العراق، بعد ان جاء بشلة من القتلة واللصوص والمجرمين والمتسكعين في شوارع طهران وبلاد الغرب ليحكموا العراق؟!

هل أدركت ان لا بقاء لك انت وجنودك في العراق، حتى وإن واصلتم قمعكم واضطهادكم للشعب العراقي.

إنتهى زمنك يا خامنئي في العراق، وعليك ان تخرج منه فوراً ، ومعك كل العملاء الذين جندتهم في ميليشياتكم القذرة التي تقتل شبابنا في الشوارع؟!

هل وصلتك الرسالة أم أنك لا تدرك ما الذي يجري حتى تصلك النار الى مخبئك في قم؟!

 

 

 

 

*رئيس تحرير صحيفة “يورو تايمز” ورئيس إتحاد الصحفيين العرب في السويد

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى