دعوات لاستقالة ماي على خلفية إرجاء خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي
واجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الخميس دعوات للاستقالة بعد أن ناشدت النواب إيجاد مخرج لملف خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، وذلك إثر موافقة بروكسل على إرجاء بريكست حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2019.
ووافق أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ27 إثر قمة متوترة في بروكسل على تأجيل بريكست حتى نهاية تشرين الاول/أكتوبر لتفادي طلاق دون اتفاق.
ويتيح الاتفاق لبريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل الموعد المحدد في حال تمكّن البرلمان البريطاني من المصادقة على اتفاق الخروج الذي أبرمته رئيسة الوزراء مع بروكسل، والذي أدى إلى الأزمة السياسية الحالية التي تشهدها لندن حيث فشل النواب في توفير الغالبية اللازمة لإقرار الاتفاق أو أي اقتراح آخر.
وقالت ماي في البرلمان إن "البلاد بأسرها تشعر بإحباط شديد لعدم إنجاز عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي حتى الآن".
وطالبت النواب بالتفكير مليا خلال عطلة عيد الفصح في القرارات التي يجب أن تُتّخذ سريعا بعد عودتهم.
وتابعت ماي "دعونا نجد سبيلا لكسر هذا الجمود"، مضيفة أن "الخيارات التي نواجهها قاسية والجدول الزمني واضح".
وأثار الإرجاء الثاني لموعد بريكست، والذي لولاه لكانت بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، غضب مؤيدي بريكست الأكثر تشددا داخل حزبها المحافظ والذين يطالبون بتنحّيها، على غرار وليام كاش.
ويخشى هؤلاء من أن الإرجاء قد يُمَدّد مجددا، وأن يستخدم الوقت الإضافي لهندسة بريكست أكثر سلاسة، أو حتى لإلغائه تماما.
ووصف كاش طريقة إدارة ماي للمفاوضات في بروكسل بأنها "استسلام مزرٍ"، متسائلا "هل ستستقيل؟".
وردت ماي بالقول "أعتقد أنك تعرف الجواب على سؤالك".
وكانت ماي وعدت بالتنحي ما ان يتم إقرار المرحلة الأولى من بريكست، ما يعني أنها قد تبقى في السلطة حتى أواخر العام الحالي.
– "كل شيء ممكن" –
ويسمح الاتفاق بتفادي حصول اضطرابات اقتصادية على جانبي القناة (المانش) التي تفصل المملكة المتحدة عن أقرب أراضي الاتحاد الأوروبي في فرنسا، لكنّه لا يقّدم حلولا للمأزق السياسي الذي تواجهه ماي والذي أفقدها تدريجيا السيطرة على نواب حزبها ووزراء حكومتها.
وحافظ الجنيه الاسترليني على ثباته وبقيت البورصات متماسكة بعد ورود أنباء إرجاء بريكست.
وقد سمح الإرجاء للمتعاملين في البورصة بتنفس الصعداء لكن مراقبين أشاروا إلى أن فترة الاستراحة قصيرة بما أن الاتفاق ينص على إرجاء لستة أشهر فقط.
ومن بروكسل أقر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بعد المحادثات الماراتونية بأن "كل شيء ممكن".
وقال إن "نيتنا هي إنجاز العملية كاملة في تشرين الأول/أكتوبر"، مضيفا أنه لا يمكن استبعاد حصول سيناريو آخر.
وحصلت ماي على دعم غير متوقّع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أطلق تغريدة جاء فيها "من المؤسف أن يكون الاتحاد الأوروبي بهذه القسوة مع بريطانيا وبريكست".
والخميس دافعت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالان عن موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعارض إرجاء بريكست لأكثر من ستة أشهر.
وقالت الوزيرة الفرنسية إن إرجاء طويلا كان سيعتبر "محاولة من قبل الاتحاد الأوروبي لإعاقة خروج بريطانيا عبر تأجيل القرار لأطول مدة ممكنة على أمل ان يغيّروا رأيهم".
– تسوية مع "العمال" –
وبعدما فشلت ماي في إقناع العدد الكافي من نواب حزبها المحافظ وحليفها الحزب الوحدوي الديموقراطي الإيرلندي الشمالي بتأييد الاتفاق، قررت الأسبوع الماضي السعي لإيجاد تسوية مع حزب العمال المعارض.
ومن شأن اتفاق يضم الحزبين تمرير اتفاقها مع بروكسل في البرلمان بحلول 22 أيار/مايو، أي قبيل موعد الانتخابات الأوروبية المقررة نهاية الشهر المقبل.
وقالت ماي إن "التوصل لاتفاق لن يكون سهلا، لأن تحقيق النجاح يتطلّب تنازلات من الجانبين".
ويطالب حزب العمال بإبقاء بريطانيا ضمن وحدة جمركية مع الاتحاد الأوروبي.
وكانت ماي استبعدت هذا الطرح لأنه يمنع بريطانيا من توقيع اتفاقات تجارية مستقلة ومربحة مع دول خارج الاتحاد مثل الصين والولايات المتحدة.
وقال زعيم حزب العمال جيريمي كوربن إن الإرجاء الجديد يشكل "فشلا دبلوماسيا" مشددا على "سوء إدارة عملية بريكست".
وتابع كوربن أن المحادثات بين الحزبين حول إيجاد تسوية وإن كانت بناءة وجدية "تتطلب إزالة الخطوط الحمراء".
وأعربت الطبقة العاملة في مدينة تيلبوري الساحلية الواقعة شرق لندن والتي أيدت بغالبية كبيرة الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء العام 2016 عن مدى إحباطها إزاء التأجيل الجديد.
وقالت سوزي هورنسبي (59 عاما) لوكالة فرانس برس "أنا غاضبة جدا من كل هذا"، مضيفة "نريد الخروج!".