هنا اوروبا

بعد أيام من وصف ترامب رئيسة وزراء الدنمارك بإنها بشعة ومثيرة للاشمئزاز.. يتراجع ويصفها بالرائعة

تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن مواقفه السابقة في علاقته بالدنمارك، واصفاً رئيسة وزرائها ميتي فريدريكسن، بعد محادثات هاتفية أمس، بأنها "سيدة رائعة". وجاء تعليق ترامب أمام جمع من الصحافيين في البيت الأبيض، فجر اليوم السبت، بالتوقيت المحلي للدنمارك، وذلك بعد 48 ساعة من مهاجمته فريدريكسن، بوصفها "سيدة بشعة"، كردّ على مواقفها الرافضة لرغبته في شراء جزيرة غرينلاند، حيث وصفت فريدريكسن مقترح وتعليقات ترامب، من بين أمور أخرى، أنها "غير ملائمة ومثيرة للاشمئزاز".

ويبدو أن مزاجية ترمب وصلت به حدّ وصفه فريدريكسن بأنها "امرأة رائعة"، وذلك بعد ردود فعل دنماركية لجمته في تعامله "غير الدبلوماسي والأخرق"، بحسب ما نقلت صحف كوبنهاغن خلال الأيام الماضية، إثر إلغائه زيارة مقررة في أوائل سبتمبر/أيلول القادم، بعد حسم كوبنهاغن أن "لا نقاش في بيع غرينلاند".

وأثنى رئيس الوزراء الدنماركي السابق وزعيم المعارضة، عن يمين الوسط، لارس لوكا راسموسن على "الدبلوماسية الجيدة التي قادتها فريدريكسن"، معتبراً أن وزير خارجية بلده، ييبا كوفود قاد دبلوماسية جيدة.

وكان كوفود تحادث مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إثر اندلاع أزمة غرينلاند، وتمايز موقف الأخير عن رئيسه بشأن العلاقة مع الدنمارك التي اعتبرها "حليفاً مهماً لواشنطن".

واعتبر يمين الوسط أن الدنمارك لم تكن في مواقفها "تستهزئ بترامب عبر الصحافة ومن خلال ردود الأفعال التي صدرت".

وفي نهاية المطاف، واستناداً إلى ما نقلته "ريتزاو" اليوم السبت فإن الموقف الأميركي الذي لمس مدى السخط الإعلامي والحزبي، والسخط لدى الرأي العام من تصرفات ترمب، بإلغاء الزيارة من جانب واحد، وتصريحاته "الفظة وغير الدبلوماسية" بحق رئيسة الوزراء وبلدهم، وجد نفسه يكتفي بـ"إعادة فتح قنصلية في غرينلاند، وهو ما سيجري عرضه على الكونغرس الأميركي قريباً"، وفقاً لوكالة "ريتزاو".

وكانت القنصلية الأميركية أغلقت أبوابها في عاصمة غرينلاند، نوك، عام 1953. وتأتي جهود تهدئة التوتر بين الطرفين على خلفية تقارير مراكز بحثية وتحليل استراتيجي في دول الشمال، تعتبر أن "الخلاف بين حليفين في قضايا سياسات القطب الشمالي تعود بالمصلحة على روسيا التي تسعى لتأجيج التنازع الغربي مع حليفها الصيني".

وكشف رئيس الوزراء الدنماركي السابق راسموسن الذي سلّم في يونيو/حزيران الماضي منصبه لفريدريكسن وليسار الوسط بعد فوز الأخير في الانتخابات البرلمانية عن أن الخلاف مع ترمب ليس جديداً.

وذهب راسموسن أمس في ردّه على ما يطرحه ترمب بشأن ميزانيات دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" الدفاعية، وآخرها انتقاده لمساهمة الدنمارك يوم 21 أغسطس/آب الحالي بتغريدة على "تويتر" إلى أنه حصل تلاسن وردود دنماركية حازمة على ترمب في قمة "الناتو" صيف العام الماضي، مضيفاً: "لم أكن أتخيل يوماً أن أرفع صوتي صارخاً بوجه رئيس أميركي"، وهو يلمح بذلك إلى ردود قاسية من كوبنهاغن على لغة ترامب عن "الحماية الأميركية لأوروبا"، مذكرين إياه بخسائرهم البشرية في أفغانستان.

وكان راسموسن، على الرغم من تركه منصبه، دخل أيضاً في سجال مع ترمب، يوم الخميس الماضي رداً على تغريدة الأول بشأن مساهمة الدنمارك الدفاعية التي تصل إلى 1.35 في المائة من الناتج المحلي، والتي يريدها ترمب 2 في المائة لدى شركائه الأوروبيين في الحلف الأطلسي، مذكراً إياه بما قاله له في اجتماع "الناتو" المشار إليه.

والجدير بالذكر أن الصحافة الدنماركية بمختلف ألوانها هاجمت ترمب دفاعاً عن رئيسة وزراء بلدها، مذكرة، كما فعلت "إنفارماسيون" اليوم بأن ترامب "بالأصل شخص متنمر مع السيدات السياسيات، وهو بالتأكيد شاهد على شاشات التلفزة أن الدنمارك أصبحت فيها سيدة في الصدارة وتقود البلد، فأراد استخدام لغته المعتاد عليها مع السيدات، بقبضة يد ساخنة، لكنه أدرك أن 44 ألف كيلومتر من شاطئ غرينلاند مهمة للاستراتيجية الأميركية في مواجهة روسيا والصين والصواريخ البالستية، إنْ من كوريا الشمالية أو إيران، حيث تلعب قاعدة ثولا في الجزيرة دوراً دفاعياً".

وعلى الرغم من أن السجال انتهى إلى تراجع ترمب عن مطلب شراء الجزيرة إلى إعادة فتح القنصلية "وتعزيز التواجد الأميركي فيها"، فإنه لا يمكن إخفاء وجود توجه لدى بعض الساسة المحليين، الممثلين للسكان الأصليين في غرينلاند، لتوثيق علاقتهم بترمب، وهو ما كشفته "إنفارماسيون"، صباح اليوم السبت، عن توجه لدعوته لزيارة جزيرتهم "من خلال ممثليهم في واشنطن، فساسة (عاصمة غرينلاند) نوك لديهم شكوك تاريخية من أن تبيع الدنمارك جزيرتهم، وتستحوذ على كعكة العلاقة مع الأميركيين"، وفقاً لافتتاحية الصحيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى