آراء

نزار العوصجي: العملية السياسية

مالا يخفى على المطلعين ان الاحتلال الامريكي البغيض قد بنى حجته في غزو العراق على جملة من المزاعم والاكاذيب ..
اولها : امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ..
وثانيها : انتهاك الحقوق القومية للاقليات ، وتحديداً شعبنا الكردي ..
وثالثها : رعاية واحتضان وتمويل تنظيم القاعدة ..
ورابعها : مظلومية الشيعة في العراق ..
وسرعان ما تكشف زيف الاكاذيب وبطلان الادعات ، فقد اثبتت تقارير لجان التفتيش الدولية خلوا العراق تماماً من اسلحة الدمار الشامل ، بهذا ثبت بطلان الادعاء الاول ..
كما اثبتت الوقائع زيف ادعاء انتهاك الحقوق القومية للأكراد ، ذلك لأنهم الوحيدين الذين حصلوا على حكم ذاتي في دول المنطقة ، الى جانب التقارير الاممية التي فندت إدعاء ضرب حلبجة بالكيمياوي ، مما اثبت بطلان الادعاء الثاني ..
كما اثبتت الوقائع والأحداث زيف الاكذوبة الثالثة حول رعاية واحتضان تنظيم القاعدة ..
لذا لم يبقى امامهم سوى الكذبة الرابعة ، الا وهي مظلومية الشيعة في العراق ..
من هنا بدأت ريح الشر الصفراء القادمة من إيران ، تهب على العراق محملة بصوت نشار ، يعزف على وتر الطائفية المقيتة ، برافقه استعراض دراماتيكي باسلوب هزلي ، يهدف الى اللعب على حبال مهترئة بالية ، في الوقت الذي لا نعلم عن اي مظلومية يتحدثون ؟؟

لقد وجدت الاحزاب الدينية العميلة ( الذيول اتباع نظام الولي السفيه ) ، ضالتها في تأجيج الفتنة الطائفية ، بدعم من أدعياء معممين ، بحجة المظلومية ونصرة المذهب ( والمذهب منهم براء ) ، لكي يسهلوا عملية السيطرة على عقول البسطاء من ابناء الشعب المغيبين عن الواقع ، معتمدين في ذلك على تهميش وتجهيل العقول ، لكي يمرروا مخططهم في فرض السيطرة المطلقة على المقدرات ، بعد ان البسوا ادعأتهم الزائفة ثوباً دينياً طائفياً مزركشاً ، منحوه القدسية ، كونه اللباس الذي يرتديه تجار الدين ، الذين يظهرون انفسهم على انهم حماة المذهب ، في محاولة لألزام هؤلاء المغيبين بفتاواهم ، وبعكسه يعد كفراً وخروجاً عن طاعة اهل البيت الأجلاء الأطهار ..
لقد استخدموا المذهب وسيلة لتخدير العقول وتمرير السرقات واستباحة المحرمات ، فعملوا على اصدار الفتاوى التي ما انزل الله بها من سلطان ، ليستقبلها المواطن البسيط المغيب بسلاسة ، كونها صادرة عن مايسمى بالمرجعية الدينية ، فينفذها بحذافيرها مصدقاً كل ما يرد فيها ، من دون تمعن او تمحيص ..

لم يدخر ذيول إيران المجوسية المروجين للطائفية وسعاً في اقناع البسطاء ليتقبلوا العيش في زمن الشعوذة والخرافة ، ليستسيغوا الفجور والموبقات وانتهاك الحرمات ، لكي يندمجوا في حالة التردي والانحلال والسقوط الأخلاقي ، الذي يعد نتاجاً لزمن الذل والمهانة وغياب قيم الكرامة ..
زمن ظلم الذات لشعب العلم والحضارات ، حين عمدوا لتحويله الى شعب جاهل ومتخلف ، بعد ان نجحوا في نشر المفاهيم البالية المؤطرة بأطر دينية ( والدين منها براء ) ، مستخدمين كافة الوسائل التي تساعدهم في فرض السيطرة الفكرية على المجتمع ، بهدف إطالة عمر العملية السياسية المقيتة ، رغم كل المؤشرات التي تؤكد سقوطها المدوي ، وما يرافقها من فشل ذريع للزمر السياسية التي جاء بها الاحتلال البغيض ، بعد ان اثبتوا بالفعل انهم مرتزقة لا يمتلكون أدنى مقومات الشرف والنزاهة ، غايتهم الاساسية ترتكز الى نقطتين رئيسيتين :
الاولى : سرقة ونهب المال العام والخاص ..
والثانية : طمس التاريخ وتدمير الحاضر واضاعة المستقبل ..
مستغلين شتى الوسائل الوحشية والبربرية ، وقد نجحوا في ذلك بامتياز ، بعد ان سرقوا واهدروا ما يزيد عن الفي مليار دولار ، ( وهذا المعلن فقط ، وما خفي كان اعظم ) ، الى جانب ما اظهروه من دقة متناهية في تنفيذ الأوامر التي يمليها عليهم سادتهم المجوس ، لتدمير كل ما من شأنه ادامة الحياة ، وتحطيم البنية التحتية بالكامل ، و هذا مايظهر جلياً في كافة المحافظات والمدن دون استثناء ..

كنا نعي من الوهلة الأولى ان هؤلاء الذيول ليسوا برجال دولة ، يمكن الاعتماد عليهم في بناء الوطن ، كما انهم ليسوا بسياسيين بالمعنى الاصح ، كونهم لا يمتلكون القدرة على النهوض بالمهام التي تقع على عاتق السياسي ، وهاهم اليوم يثبتون صحة ماذهبنا اليه ، بعد ان اتضحت حقيقة صراعاتهم ورغبتهم العارمة في الاستيلاء على السلطة ، ليكملوا مابدؤه في مخطط تأمرهم على وطن اسمه العراق ، وطن تمتد حضارته الى سبعة الاف سنة قبل الميلاد ، عرف بقادته الذين علموا العالم اسس القانون والبناء والكتابة ، وعلموا البشرية معاني الرقي والثقافة ، ليتحول في غفلة من الزمن الى مغارة للصوص والمارقين وتجار المخدرات ، يختبئون فيه ليتقاسموا غنائمهم التي استحوذوا عليها بالباطل ..

ان الواجب الوطني يحتم علينا ان نعي خطورة مانحن فيه ، ذلك لاننا امام تحدي صعب للغاية ، بل هو الاصعب على الاطلاق ، قد يجلب لنا المزيد من الدمار مالم ندرك حقيقته ونشخص سلبياته ، لذا علينا ان نعمل على التخلص منها والا ، فسوف لا ينفع النحيب والندم ..
نأسى عليكم يامن ترتجون خيراً من مثل هؤلاء ، وذكرونا ان اختلف الحال عما قلنا او بلاغنا ، وهانحن نشهد الله انا قد أدينا ما علينا من أمانة ، بما يمليه علينا الضمير و وزر المسؤولية الملقاة على عاتق النخب الواعية ، المحبة لبلدها وشعبها ، وعاتبونا ان كنا مخطئين ..

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى