هنا اوروبا

العاصمة الفرنسية تبحث في خطر فكر الإخوان المُسلمين على القيم الغربية

في ظلّ التحدّيات التي يُواجهها العالم، فيما يتعلق بقدرته على التصدي للإرهاب ووضع حد لزحف الفكر المتطرف، وبمشاركة وحضور العديد من الشخصيات العامة الأوروبية والعربية، تستضيف العاصمة الفرنسية مؤتمراً لمناقشة خطر فكر الإخوان المسلمين على القيم الغربية، بعد غد الإثنين، في فندق نابليون بالدائرة الباريسية الثامنة. 

ويبحث المؤتمر مدى تأثير الإسلاميين في المُجتمعات الأوروبية والغربية عموماً ذات النظام العلماني المُنفتح على ثقافة الآخر، بدلاً من سعيهم للاندماج والتفاعل مع تلك المُجتمعات التي قدمت لهم في فرنسا وبريطانيا وألمانيا والسويد وغيرها، هامشاً واسعاً من القيم الديمقراطية والحريات الدينية فضلاً عن تسهيلات الحياة والتعليم.

ويُشارك في المؤتمر كل من المفكر والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، الدكتور عبدالرحيم علي، وخبراء وأعضاء اللجنة الاستشارية لمركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، خبير مكافحة الإرهاب رولاند جاكارد، رئيس المرصد الدولي للإرهاب ريتشارد لابيفير، الباحث والأخصائي في مجال الإرهاب مؤلف كتاب "دولارات الرعب"، الباحث والكاتب الفرنسي عثمان تازغارت، مؤلف كتاب "وصايا بن لادن"، والكاتب والصحافي المُختص بالإسلام السياسي ومؤلف كتاب "الحقيقة حول طارق رمضان"، يان هامل، وبحضور عدد من رموز الفكر والثقافة في المُجتمع الفرنسي.

وحذّر المُفكر رولاند جاكار، المُشارك في المؤتمر، من الدعم القطري الأهم في العالم لكافة الحركات الإسلامية، حيث تمّ إنشاء ما يزيد عن 2000 مؤسسة تدعمها قطر في مختلف الدول لتمويل الإرهاب. فيما أكد ريتشارد لابفيير، أن المُستفيد اليوم من جرائم الإرهاب في المنطقة هم الإخوان المُسلمون وفكرهم المُتطرف. 

كما شدّد يان هامل، على أهمية محاربة الأذرع المالية للتنظيم الدولي للإخوان خوفاً من استمرار التدفقات المالية وتوافر فرص أكبر لنمو أموال الإرهاب. وأكد عثمان تازغارت، أن قطر ما زالت تتدخل في أي نزاع لمصلحة الإخوان المسلمين.

كذلك يُدشن مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس في ختام المؤتمر العديد من مطبوعاته وإصداراته الفكرية المُعمّقة، وموقعه الإلكتروني الجديد "المرجع" باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، حيث أصبح المركز يحتل مكانة مرموقة على صعيد مراكز الدراسات والبحوث السياسية المختصة في فرنسا وأوروبا عموماً، حيث يهتم المركز بدراسات الإسلام السياسي وقضايا الإرهاب، في سعيه لإلقاء الضوء على الرؤى المُتخبطة والعشوائية والبعيدة عن الدقة.

ويرى المركز، أن قضايا تيار الإسلام الحركي والإرهاب والبحث فيها، هي بحاجة مُلحة أكثر من أي قضية أخرى، لجهد ملموس وحقيقي في مجال المعلومات، بحيث يحرص على استكمال ما هو غير متاح، ويعالج ما هو متوفر، وبخاصة بعد أن أصبحت تلك القضايا تقض مضاجع الجميع في الشرق والغرب ليس فقط عبر عمليات إرهابية تحصد أرواح الأبرياء بلا تمييز، ولكن عبر نشر أفكار تحاول تغيير العالم نحو الأسوأ، خاصة فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير وحرية العقيدة، والموقف من المرأة والفن.

 
 
 
 
24
زر الذهاب إلى الأعلى