تحقيقات ومقابلات

انتخابات الرئاسة الفرنسية: كيف فقد المسلمون في فرنسا الثقة في ماكرون؟

ناقشت الصحف البريطانية تراجع شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين الناخبين المسلمين، ومآلات الوضع الأوكراني في حال إعلان روسيا إنهاء القتال قريبا.

ونبدأ جولتنا من صحيفة الفايننشال تايمز التي نشرت تقريرا لليلى عبود بعنوان “المطالبة بالكرامة: كيف فقد الفرنسيون المسلمون الثقة في ماكرون بعد التحول الأمني”.

وبدأت الكاتبة تقريرها بعرض وجهة نظر رجل فرنسي مسلم “يميل إلى الإدلاء بورقة بيضاء” في الانتخابات الرئاسية التي تجري يوم الأحد في فرنسا.

وقالت إن الأسباب التي تدفعه إلى ذلك “تشمل القوانين الأمنية التي يشعر بأنها تستهدف المسلمين بشكل غير متناسب وفشل ماكرون في العناية بالمناطق الفقيرة التي يعيش العديد من المهاجرين وذريتهم”.

وقال الرجل عن ماكرون “لقد كان حلما عندما انتخب وتحول إلى كابوس”، مضيفاً “لا أعتقد أن لوبان ستكون أسوأ”.

ورأت الكاتبة أن مرارة الرجل ناجمة “عن تحول ماكرون المحافظ وتركيزه على الأمن بين مسلمي فرنسا الذين يبلغ عددهم حوالي 5 ملايين نسمة والذين كانوا يميلون إلى التصويت لمرشحين يساريين”.

وأضافت أن ذلك “يساعد في تفسير سبب تحول 69 في المئة منهم إلى المرشح اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 10 أبريل/ نيسان، بينما انخفض دعم ماكرون بين الناخبين المسلمين 10 نقاط بالمقارنة مع عام 2017، وفقا للمؤسسة الفرنسية للرأي العام”.

ونقلت عن جيروم فوركيه من المؤسسة الفرنسية للرأي العام أن ميلانشون الذي يدعم الهجرة ومجتمع متعدد الثقافات، “يبدو الخيار الحقيقي الوحيد للمسلمين لأنهم لم يعودوا يثقون في ماكرون”.

وقال فوركيه “بعد الحملة التي سيطر عليها اليمين المتطرف، وبخاصة الوافد الجديد إريك زمور الذي وضع صدام الحضارات مع الإسلام في صدارة جدول الأعمال، سعى المسلمون للدفاع عن أنفسهم وحماية أنفسهم بأصواتهم”.

وأشارت عبود إلى أن “قضايا الإسلام والهجرة والهوية سيطرت على النقاش العام في فرنسا بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية…في السنوات الأخيرة، حيث تكافح البلاد من أجل التوفيق بين جمهوريتها العلمانية القوية التي بنت نفسها ضد الكنيسة الكاثوليكية القوية مع صعود الإسلام ومجتمع أكثر تنوعا”.

وذكرت الكاتبة بأنه في عام 2017 “صوّر ماكرون الذي صعد إلى الصدارة كوزير للاقتصاد في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند، نفسه على أنه بطل لفرنسا متعددة الثقافات، معلناً أن مدينة مرسيليا العربية والأفريقية هي المفضلة لديه. وأعرب عن شكوكه بشأن القوانين الأمنية التي طبقتها حكومته في أعقاب الهجمات الإرهابية”.

وأضاف التقرير أنه بمجرد انتخابه، ركز ماكرون على معالجة ما وصف بـ”تهديد الإرهاب الإسلامي”. وكانت إحدى خطواته الأولى هي توسيع سلطات الشرطة والمراقبة كجزء من تشريع مكافحة الإرهاب الذي حذرت مجموعات الحرية المدنية منه من المخاطرة بوصم السكان المسلمين الأوسع.

وأوضحت أن “قانونا آخر مصمما لمحاربة (الانفصالية) في الأماكن الواقعة تحت تأثير المتطرفين الإسلاميين منح الدولة المزيد من السلطات لإغلاق المساجد وتعقب الجماعات الدينية”.

وذكّرت بوصف وزير الداخلية جيرالد دارمانين، وهو عضو سابق في حزب الجمهوريين، لوبان بأنها “ناعمة للغاية في ما يتعلق بالإرهاب الإسلامي”، فيما قال وزير التعليم جان ميشيل بلانكير إن الحجاب الإسلامي “غير مرغوب فيه”.

وقالت امرأة فرنسية أخرى من أصول جزائرية في حديث إلى الفايننشال تايمز إن ماكرون “فشل في معالجة قضايا الفقر والعزلة والتعليم التي تدفع الشباب إلى البحث عن معنى في الإسلام السياسي”.

وتقول إن “لوبان محقة في محنة الطبقة العاملة”، وأوضحت أنه “عادة يكون واضحا بالنسبة لي أن أحارب اليمين المتطرف، ولكن هذه المرة تقول لوبان أيضا بعض الأشياء الصحيحة حول كيفية معاناة العمال”.

زر الذهاب إلى الأعلى