هنا اوروبا

هل الحصول على حق اللجوء يساعد اللاجئين على الاندماج بالمجتمع الفرنسي؟

يعاني العديد من المهاجرين الكثير قبل الحصول على صفة لاجئ، التي قد تكون بالنسبة لعدد منهم مفتاحا للاندماج في المجتمع الفرنسي، إلا أنها يمكن ألا تنفع الكثير منهم في ذلك، ويظلون على هامش المجتمع رغم أنهم يتمتعون بجميع الحقوق كما باقي الفرنسيين والمهاجرين المقيمين بطريقة شرعية.

 

الكثير من المهاجرين الفارين من جحيم النزاعات في بلدانهم تنتظرهم معركة أخرى عند وصولهم إلى فرنسا، وذلك لأجل الحصول على أوراق الإقامة كلاجئين من المفروض أن تخول لهم الاندماج في المجتمع الفرنسي بالسلاسة اللازمة. لكن ربح هذه المعركة ما هي إلا بداية لمعارك أخرى، نجح البعض في كسبها.

نبيل..نجح في إقناع محبي الطبخ الشرقي بلمساته

نبيل العطار، طباخ سوري من اللاجئين الذين اجتازوا هذه المرحلة بنجاح كبير. واستطاع بالكثير من "العزم والإصرار" أن يحقق حلمه في بناء مشروعه الخاص في مجال الطبخ ويفتتح مطعما له، أصبح محجا للعديد من الزبائن.

"إعجاب الزبائن بما أقدمه لهم من أطباق ينسيني تعب 18 ساعة من العمل اليومي"، بهذه العبارة يلخص نبيل عشقه لعمله ومثابرته اليومية لأن يقدم الجديد لأجل إرضاء زبائنه الذين تكاثرت أعدادهم مع توسع شعبيته. ويعود هذا العشق لفن الطبخ إلى زمن طويل عندما كان يعمل في مجال المصارف والمال في دمشق.

سر النجاح

نجاح اللاجئ بالنسبة لنبيل يبدأ من فكرة والاقتناع بها، والإصرار والعزيمة على المضي بها نحو تنفيذها على أرض الواقع. "النجاح ليس بالمستحيل"، يؤكد نبيل القادم إلى فن الطبخ من مجال المصارف والمال، وكأنه يريد أن يقول إن اللاجئ يملك مفتاح النجاح بين يديه.

 

وهذا، إذا كان "اللاجئ محب لعمله، ويقوم به بإتقان. وينجح في تقديم شيء له قيمته الخاصة والحقيقية". ويعتبر أنه يضيف لمسته الخاصة للأطباق السورية التي يقدمها لزبائنه. "الزبائن يقولون إن هذا مطبخ سوري. وأنا أجيب أن الطباخ وزوجته سوريان نعم، لكن هذا مطعم أطباق نبيل التي تحوي طعمات المطبخ السوري، لأنكم تأكلون فن طبخي الخاص".

 

مطعم نبيل في مدينة أورليون الفرنسيةمطعم نبيل في مدينة أورليون الفرنسية

 

 

وقد افتتح نبيل مطعمه "نارنج" في الأول من الشهر الجاري في مدينة أورليون الفرنسية. ونارنج هو اسم فاكهة برتقال مر، معروفة في دمشق، حيث تنتشر بكثرة. "تذكرني ببيت جدي وطفولتي…هو رمز للطفولة وللماضي، الذي لا أستطيع التخلص منه، لأنه يصنع حاضرنا، وحاضرنا يصنع مستقبلنا". يشدد نبيل.

لكن نبيل يبقى الوجه الجميل لاندماج المهاجرين في المجتمع الفرنسي. فالكثير من اللاجئين يعانون حتى في الحصول على سكن. وقد يعثر على عمل ويضطر ليدبر حاله في توفير سقف له. ووقف مهاجر نيوز عند حالة لاجئين كانوا يقيمون في مخيمات المهاجرين في باريس قبل تفكيكها رغم أنهم يتمتعون بحق اللجوء.

محمد..لاجئ سوداني بدون سكن ولا عمل

محمد، وهو لاجئ سوداني، لم يتمكن من الحصول على سكن، وتضطره الظروف في الكثير من المناسبات للنوم في الشارع. "الطقس جميل، ولا يضرني في شيء النوم في الشارع"، يسخر محمد من وضعه مبتسما في حديث لمهاجر نيوز.

والكثير من اللاجئين في نفس وضعيته ينتظرون رد المصالح الاجتماعية حول طلبات السكن. "أعرف الكثير من السودانيين حاصلين على حق اللجوء، لا يتوفرون على سكن وينامون في الشوارع"، يضيف محمد. لكنه لا ينفي أن تمتعه بصفة لاجئ سهلت عليه الكثير من الأشياء، بينها "التنقل بكل حرية والحق في العمل".

لم يعمل محمد منذ ثمانية أشهر. وسبق له أن اشتغل صباغا. لكنه يواجه صعوبات اليوم في العثور على العمل. "العمل هو حلم كل مهاجر"، يؤكد اللاجئ السوداني، معتبرا أنه "بدون بيت وبدون عمل ليست هناك حياة". إلا أن ما يؤرقه أكثر في الوقت الحالي هو العثور على سكن.

وإن كان يعيش حالة من الفراغ بسبب وضعه الحالي، فهو يملك الكثير من العزم يتمثل باستمراره في تعلم اللغة الفرنسية، "تلك العبارات التي أحتاجها في حياتي اليومية، لأعبر بها عن حاجياتي لأي شيء من الأشياء، مثلا مرحبا من فضلك أريد…"، يحدث محمد مهاجر نيوز مبتسما.

 

 

 

 

 

 

infomigrants

زر الذهاب إلى الأعلى