أخبار

الحرب ضد كوريا الشمالية ربما تكون الأسوأ في تاريخ البشرية

يشتد القلق، في جميع أنحاء العالم، بسبب السجال السياسي الدائر حالياً بين أمريكا وكوريا الشمالية، والمتعلق بمصير ترسانتها النووية. 

وكتب ويليام لامبرز، كاتب سياسي بارز، ومؤلف كتابي "الطريق نحو السلام"، و" إنهاء المجاعة العالمية"، في موقع "ذا هيل" الإخباري والسياسي، أن الديبلوماسية تمثل السبيل الأمثل لتسوية تلك الأزمة، لافتاً إلى إنه لا يمكن التفكير بشن حرب فوق شبه الجزيرة الكورية، لما يكون لها من نتائج كارثية على سكانها.
  
تقديرات
وبحسب دراسة أجراها مركز الأبحاث في الكونغرس الأمريكي، فإن "ما بين 30 و300 ألف سيقتلون خلال الأيام الأولى للمعارك". وسوف يتأثر بالصراع حوالي 25 مليون في جنوب وشمال كوريا.

كما حذر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، من أن حرباً كورية تنشب اليوم "قد تكون من أسوأ الحروب التي شهدها تاريخ البشرية، وحيث ستجلب معها نقص في الأغذية، وتشريد سكان وأمراض تقضي على مزيد من الأرواح".

لجوء للديبلوماسية
ويلفت لامبرز إلى خطورة استخدام أسلحة نووية في حرب كورية جديدة، لأن الخسائر البشرية في تلك الحالة ستكون أشد وأكبر بما لا يمكن حصره. ولذا يدعو الكاتب للالتفات نحو الجهود الديبلوماسية لمنع كارثة إنسانية. 
وقد أشار الرئيس ترامب مؤخراً عن استعداده لعقد صفقة مع كوريا الشمالية.

ويضيف لامبرز أن ذلك تحول مرحب به بعيد عن التراشق الكلامي القاسي الذي صدر عن الطرفين، خاصة بعدما هدد ترامب، في سبتمبر ( أيلول) الأخير بتدمير كوريا الشمالية. وبحسب الكاتب، لا ينفع مثل ذلك الخطاب في حل هذه الأزمة، بل يمكن لمحادثات سلام أن تحلها، وقد آن وقت السير في طريق المحادثات.

الحوار
ويقترح الكاتب أن يبدأ الأمريكيون حواراً مع كوريا الشمالية بشأن إنهاء تجاربها على أسلحة نووية. ومن المطلوب أن تصادق كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والصين على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.

وتمثل تلك المعاهدة أهمية خاصة، في الوقت الحالي، مع تصاعد تطوير كوريا الشمالية لترسانتها النووية. فقد أدت ست تجارب نووية أجرتها كوريا الشمالية، ومنها الانفجار الهيدروجيني الهائل في سبتمبر ( أيلول) الأخير، لحدوث تقدم كبير في برنامجها لتلك الأسلحة. 

كما يرى لامبرز أن أمريكا بحاجة لتوقف كوريا الشمالية عن إجراء تجاربها النووية، لأن كلفتها الباهظة تحرم ملايين الكوريين الجوعى من الحصول على غذائهم، وخاصة بعدما أشارت تقديرات لمعاناة أكثر من 70٪ من سكان كوريا الشمالية من مجاعة. 

معاهدة حظر التجارب النووية
وبحسب الكاتب لا بد للولايات المتحدة من المصادقة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ويفترض بالرئيس أن يطالب مجلس الشيوخ بالمصادقة على المعاهدة. وفي تلك الحالة سوف تصادق الصين على المعاهدة، ما من شأنه إقناع جارتها وحليفتها كوريا الشمالية بالانضمام إليها. 

ولهذه المعاهدة، وفق لامبرز ، نظام مراقبة لضمان عدم خرق أية دولة لشروطها. وهي تشمل محطات تدقيق ومراقبة في الصين، في مكان غير بعيد عن كوريا الشمالية ذاتها. كما يفترض إنشاء محطة ضبط ومراقبة داخل كوريا الشمالية كخطوة أولى نحو نظام تحقق أوسع لنزع الأسلحة النووية. 

ويطرح الكاتب أيضاً فكرة إجراء كل من الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية تدريبات مشتركة خاصة بالمعاهدة للتفتيش عند موقع محدد، ما يعزز ثقة كوريا الشمالية نحو مزيد من المشاركات.  

 
زر الذهاب إلى الأعلى