هنا اوروبا

إجراءات أمنية مشددة لمنع تكرار عملية الدهس في برلين

بدأت القوى الأمنية ببرلين تطبيق خطة أمنية خاصة لحماية دورة ألعاب الساحة والمديان الأوروبية 18. في ملعب برلين الأولمبي وفي ساحة برايتشايد في قلب العاصمة الألمانية، من الإرهاب. وبدأت القوى الأمنية يوم أمس فرض حالة من الحصار الأمني على ساحة برايتشايد، قرب كنيسة الذاكرة، في إطار خطة أمنية شاملة لحماية المتسابقين والوفود والجمهور من الإرهاب. وعلق رجال الأمن الإعلانات التي تشير إلى أن الساحة والطرقات المؤدية لها الأسبوع المقبل ستكون محظورة على السيارات الكبيرة والشاحنات طوال أيام دورة الألعاب التي تستمر بين 7 – 12 أغسطس (آب) الجاري.
وكانت ساحة برايتشايد في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2016 مسرحاً لعملية إرهابية هي الأكبر والأكثر دموية في ألمانيا منذ سنة 2013. وقاد الإرهابي التونسي أنيس العامري شاحنة في الساحة المزدحمة بالزوار، حيث أقيمت سوقاً لأعياد الميلاد، وتسبب بمقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من خمسين آخرين.
وتعرضت شرطة برلين، وشرطة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، إلى نقد شديد من قبل البرلمان الألماني بسبب ضعف الإجراءات الأمنية، وبسبب الإخفاق في اعتقال التونسي الذي كان مصنفاً في قائمة «الخطرين». كما شكل البرلمان الألماني (البوندستاغ) لجنة خاصة للتحقيق في الموضوع أثبتت إخفاق رجال الأمن والشرطة في منع حصول العملية الإرهابية.
وذكر ينز غروسكوبف، المنسق الأمني لدورة الألعاب الرياضية ببرلين، أن الترتيبات الأمنية المتخذة هذه المرة هدفها منع تكرار عملية الدهس المذكورة، وإحباط أي محاولات إرهابية مثيلة تستهدف المتسابقين أو الجمهور.
وأقامت اللجنة الرياضية المسؤولة، بالاتفاق مع رجال الأمن، منطقة أمنية مسيجة ومحظورة حول ساحة برايتشايد وامتدادها إلى شارع بودابست، التي ستشهد أحداث بعض السباقات الخفيفة، مثل رمي الثقل والقرص، كما ستشهد مراسيم توزيع الميداليات على المتسابقين الفائزين.
وأطلق غروسكوبف على الساحة اسم «الميل الأوروبي»، وستكون امتداداً للألعاب التي تجري على ساحة وميدان الملعب الأوروبي. ويتسع الملعب الأولمبي إلى 60 ألف مشاهد، في حين ستتسع الساحة إلى نحو 8000 مشاهد كل مرة. وبيّن المنسق الأمني أن قرار نقل بعض الألعاب ومراسيم توزيع الميداليات إلى خارج الملعب اتخذ منذ سنة 2013 حينما فازت برلين بشرف تنظيم هذه الألعاب. وأضاف غروسكوبف أن رجال الأمن سينصبون كاميرات الفيديو في مختلف أركان الساحة، وأن بعض هذه الكاميرات مزودة ببرامج التعرف على الوجود وفرز المشبوهين في الحال وتبليغ رجال الأمن بذلك. وتحدث المنسق الأمني عن نظام إنذار مبكر ضد الإرهاب طوال أيام الدورة الرياضية. وستكون كامل منطقة «الميل الأوروبي» مسيجة بشكل محكم ومحاطة بسوار من الدعامات التي تمنع وصول الشاحنات والسيارات إلى الساحة. وسيخضع المشاهدون (الدخول مجاني إلى الساحة) إلى تفتيش دقيق بواسطة الأجهزة الإلكترونية، وهي إجراءات تشبه الإجراءات المتخذة في مداخل الملعب الأولمبي ببرلين. سيجري تفتيش كافة الحقائب، مع منع الحقائب التي تزيد سعتها عن 25 لتراً، وهو ما يعادل حجم حقيبة ظهر متوسطة. وأكد كونستانتين كراوزه، مدير «الميل الأوروبي»، بدوره أن هدف الإجراءات الأمنية هو منع تكرار حصول عملية إرهابية. وأشار إلى بيع 270 ألف بطاقة دخول إلى الملعب، وتوقع أن يحتشد في ساحة برايتشايد عشرات الآلاف يومياً. والهدف من «الخروج من الملاعب»، في مسابقات مثل كرة المنضدة وسباق الماراثون وسباق المشي، إلى الساحة هو إشاعة الرياضات الأقل شعبية من كرة القدم والسلة. فضلاَ عن ذلك، بحسب تصريح كراوزه، فإن الألعاب في الملعب ستنتهي يومياً في الساعة العاشرة والربع مساء، إلا أن البرنامج سيتواصل في ساحة برايتشايد ويتضمن مسابقات إضافية وموسيقى بوب.
إلى ذلك، وعلى مستوى الإرهاب أيضاً، ذكرت صحيفة «هاندلزبلات» أن محاكمة «رجل «داعش» الأول في ألمانيا» المدعو أبو ولاء، تلكأت في الأيام لأخيرة بسبب تراجع شاهد إثبات مهم عن موقفه. ويجري الحديث هنا عن الشاب يوسف ت. (18 سنة)، الذي تحول من إرهابي شارك مع زميلين له في تفجير معبد السيخ في مدينة ايسن، إلى شاهد ضد الداعية العراقي أحمد عبد العزيز عبد الله «أبو ولاء».
واعترف يوسف ت. بأنه تلقى تشجيع ودعم تنظيم أبو ولاء في تخطيط وتنفيذ علية معبد السيخ في أبريل (نيسان) 2016. وأفاد أنه كان عضواً في التنظيم الذي يقوده الداعية العراقي الذي جند الكثير من الشباب للقتال إلى جانب «داعش» في سوريا والعراق.
وقال محامي يوسف ت. للصحيفة بأن سبب تراجع الشاهد عن إفادته سببه أن رجال التحقيق، الذي يسعى من وراء تعاونه إلى حكم مخفف في قضيته، اخفوا عن المتهم أنه ما يزال يخضع للرقابة بتهمة الإرهاب.

 
 
 
 
 
 
 
ا ش ا
زر الذهاب إلى الأعلى