أخبار

بريطانيا: تراس تُقبّل يد الملكة قبل رئاسة حكومة أبرز أعضائها من أصول أجنبية

تولت ليز تراس رسمياً الثلاثاء رئاسة الحكومة البريطانية خلال اجتماع مع الملكة إليزابيث الثانية أضفى الطابع الرسمي على تعيينها بعد استقالة بوريس جونسون.

وظهرت وزيرة الخارجية السابقة، في صورة رسمية وهي تصافح الملكة قبل تشكيل حكومة جديدة لتصبح رئيسة الوزراء الخامسة عشرة في عهدها الممتد أكثر من 70 عاماً.

وقال قصر باكينغهام في بيان، إن “الملكة استقبلت حضورياً النائب الموقرة إليزابيث تراس وطلبت منها تشكيل حكومة جديدة”.

أضاف البيان “قبلت السيدة تراس طلب جلالتها، وقبّلت يدها لدى تعيينها رئيسة للوزراء”.

وأُعلن فوز تراس بعد انتخابات داخلية في الحزب المحافظ الإثنين، بعد حملة انتخابية بدأت في يوليو (تموز).

ويُفترض أن تدلي تراس بأول خطاب لها بصفتها رئيسة للوزراء أمام 10 داونينغ ستريت في الرابعة بعد الظهر، اليوم الثلاثاء، إذا سمحت الأحوال الجوية بذلك.

ويتوقع هطول أمطار غزيرة وهبوب عواصف، وهي أجواء تعكس الوضع الاقتصادي القاتم الذي سيتعين عليها وعلى كبار وزرائها الجدد التعامل معه منذ اليوم الأول.

ومن المقرر الانتهاء من التعيينات قبل استضافتها أول اجتماع للحكومة الجديدة وإجابتها على أسئلة النواب في البرلمان الأربعاء.

ويتوقع أن يتولى وزير الأعمال كواسي كوارتينغ منصب وزير المالية، وهو من أصل غاني، وأن تسلم حقيبة الداخلية إلى المدعية العامة سويلا بريفرمان، وهي من أصل هندي، بينما سيتولى جيمس كليفرلي وزارة الخارجية وأصله من سيراليون.

وإذا تأكدت التعيينات، سيعني الأمر أن أيا من هذه الوزارات الرئيسية لن يكون في رجل أبيض لأول مرة في التاريخ.

وأمام تراس قائمة مضنية من التحديات، في وقت تشهد فيه المملكة المتحدة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود مع تجاوز معدل التضخم 10% وارتفاع حاد في فواتير الغاز والكهرباء.

وتعهّدت تراس التي تقول إنها من المدافعين عن الأسواق الحرة، بخفض الضرائب لتحفيز النمو، رغم التحذيرات من مفاقمة زيادة الإقراض، للتضخم.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية الثلاثاء أنها ستمنع رفع فواتير الطاقة للأسر والأعمال التجارية التي تعاني من ضغوط، ما قد يكلف نحو 100 مليار جنيه استرليني.

وأحدث تعارض نهجها مع الذي كان يتبناه ريشي سوناك، منافسها في الانتخابات للوصول إلى رئاسة الوزراء، شرخاً جديداً في صفوف الحزب المحافظ المنقسم أساساً بعد استقالة جونسون.

وتشير استطلاعات رأي حديثة إلى أن قسماً كبيراً من البريطانيين لا يثقون في قدرتها على حل أزمة تكاليف المعيشة.

وكشف استطلاع جديد لمعهد “يوغوف” أن 14% فقط يتوقعون أن يكون أداء تراس، الرابعة على رأس الحكومة من حزب المحافظين في 6 أعوام، أفضل من جونسون.

وتعهد جونسون، الذي تخللت ولايته لحظات مفصلية على رأسها بريكست، وكورونا، وانتهت قبل أوانها بسبب الفضائح، في وقت سابق بدعم خليفته ليز تراس في كلمة في داونينغ ستريت قبل مغادرة منصبه.

وقال قبل توجهه إلى بالمورال للقاء الملكة: “سأدعم ليز تراس والحكومة الجديدة في كل خطوة”، على وقع هتافات وتصفيق أنصاره.

وحض حزبه المحافظ الحاكم على تنحية الخلافات في صفوفه للتعامل مع أزمة الطاقة، وأضاف “إذا كان بإمكان ديلين، كلبه ولاري، هرّ داونينغ ستريت، تجاوز الصعوبات التي تطغى على العلاقة بينهما بين حين وآخر، فبإمكان الحزب المحافظ أيضاً فعل ذلك”.

ولا يزال جونسون محبوباً لدى القاعدة الشعبية للمحافظين باعتباره فائزاً في الانتخابات ويتمتع بكاريزما عالية وأخرج بلاده من الاتحاد الأوروبي.

ورغم الاتهامات المتكررة بالفساد والمحسوبية خلال ولايته وفرض الشرطة عليه غرامة غير مسبوقة لخرقه قواعد الإغلاق التي وضعها بنفسه، يقال إنه ممتعض، من اضطراره للاستقالة.

وتفيد توقعات بأنه سيستعد للعودة خاصةً إذا واجهت تراس صعوبات في تجاوز المشاكل العديدة التي تواجهها البلاد.

لكنه أعرب الاثنين عن دعمه الكامل لخليفته، وقال إن “الوقت حان ليصطف جميع المحافظين خلفها بنسبة 100%”.

وفي خطابها الإثنين، تعهّدت تراس بأن يحقق حزبها “فوزاً كبيراً” في انتخابات 2024.

أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى