هنا اوروبا

الحكومة السويسرية تقرّ مبدئيا مسودة الاتفاق العالمي للهجرة

حصلت مسودّة الإتفاق العالمي للهجرة المثير للجدل والذي أعدته الأمم المتحدة على موافقة أوّلية من الحكومة السويسرية، والتي رغم ذلك طلبت بالمزيد من التوضيحات حول الأهداف السياسية لهذه المبادئ التوجيهية.

ويهدف الاتفاق الذي من المنتظر أن يعتمده رؤساء بلدان ورؤساء حكومات رسميا خلال مؤتمر دولي سيعقد في المملكة المغربية في شهر ديسمبر المقبل. للتوصّل إلى اتفاق على معايير مشتركة لتنظيم الهجرة القانونية، والحد بالتالي من الهجرة غير الشرعية.

ويتضمّن الاتفاق العالمي المقترح عشرة مبادئ توجيهية و23 هدفا، وقائمة إضافية بالإجراءات والتدابير الطوعية التي يمكن أن تأخذ بها البلدان المختلفة لتيسير تحقيق تلك الاهداف. وهذه القائمة ليست ملزمة لكنها ذات تأثير سياسي.

ووفق الحكومة السويسريةرابط خارجي، تتضمّن التوصيات الواردة في مشروع الاتفاق الدولي للهجرة بعض البنود مخالفة للقانون السويسري، كترحيل القصّر على سبيل المثال.

لكن بيان الحكومة تضمّن أيضا إشارة إلى أنه "نظرا إلى أن كل دولة لها مطلق الحرية في تقرير التدابير التي ترغب في اتخاذها لتحقيق الاهداف، فإن الاختلاف المشار إليه آنفا لا يشكّل عقبة في سبيل الموافقة على الاتفاق العالمي للهجرة" في الإجمال.

وتنفّذ سويسرا بالفعل العديد من هذه التوصيات في مجالات مختلفة.

وأضافت الحكومة في بيانها: "إن المبادئ التوجيهية والأهداف المعلنة لهذا الاتفاق تتوافق بالكامل مع سياسة سويسرا بشأن الهجرة سواء في ما يتعلق بالمزيد من المساعدة على الميدان ومكافحة الإتجار وتهريب البشر، والحدود الآمنة، واحترام حقوق الانسان، والعودة الطوعية وإعادة الادماج، فضلا عن المساعدة على الاندماج في بلدان الإقامة".

وقد تم تكليف وزارة الخارجية بالتشاور مع اللجان البرلمانية قبل توقيع الوثيقة في المؤتمر المنتظر انعقاده في المملكة المغربية.

معارضة

عبّر حزب الشعب (يمين متشدد) عن معارضته لهذا الاتفاق في الشهر الماضي بحجة أن هذا الاتفاق متعدد الأطراف سيقوّض سياسة الهجرة في سويسرا، ودعا الحكومة إلى الاقتداء بمواقف كل من الولايات المتحدة والمجر، اللذيْن رفضا الاتفاق.

لكن وزير الخارجية السويسرية إينياتسيو كاسيس تعهّد خلال مقابلة صحفية مع "نويه تسورخر تسايتونغ" في الشهر الماضي بضمان ألاّ يكون للاتفاق أي تأثير سلبي على سويسرا.

وكانت سويسرا قد قدّمت دعمها الدبلوماسي للمساعدة في التفاوض على الاتفاق على مدى 18 شهرا قبل أن توافق  الجمعية العامة للامم المتحدة على النسخة النهائية في وقت سابق من هذا العام.

وتقييما لهذا الاتفاق قال يورغ لوبر، الممثل الدائم لسويسرا لدى الامم المتحدة في نيويورك، وأحد المنسقين المشاركين في اعداد الاتفاق العالمي للهجرة خلال محاضرة أمام الجمهور بمعهد الدراسات الدولية العليا في جنيف يوم الإثنيْن الماضي: "لا أعتقد أنه بالامكان القول أن هذا الاتفاق يمثل نقطة تحوّل جذرية، لكنه اتفاق يسد فجوة. ومن الواضح أن الهجرة من القضايا الهامة التي يجب معالجتها على مستوى متعدد الاطراف. ولم يتم القيام بذلك على نحو شامل حتى الآن".

 

 

 

 

 

swissinfo

زر الذهاب إلى الأعلى